علاء أبو فخر أول قتيل بثورة لبنان.. رحل أمام طفله وزوجته
المتظاهرون اللبنانيون أطلقوا على علاء أبو فخر لقب"شهيد الثورة" بعد أن توفي أمام طفله وزوجته برصاص عسكري بالجيش اللبناني
سجلت الثورة اللبنانية، الأربعاء، أول شهيد لها منذ بدء الاحتجاجات، بعد إصابته برصاص جندي بالجيش اللبناني في وقت سابق.
وأطلق المتظاهرون على علاء أبو فخر "شهيد الثورة"، بعد أن توفي أمام طفله وزوجته؛ حيث بات واحداً من الثوار، وهو قيادي في الحزب التقدمي الاشتراكي، إذ يتولى مهمة أمين سر وكالة داخلية الشويفات بالحزب.
ومنذ اندلاع المظاهرات اللبنانية لم يتوان "أبو فخر" عن انتقاد مسؤولي الحزب الاشتراكي وخياراتهم في المرحلة الأخيرة، قبل أن يعلن انحيازه التام إلى مطالب الثورة ويشارك فيها، وكان آخرها التي سقط فيها.
وفي آخر محادثة بينه وبين صديقه عبر تطبيق "واتساب"، قال: "الوطن يحتاج إلى تضحية كبيرة من أجل الخلاص.. هذه هي الفرصة الأخيرة.. الوطن يحتاج إلى تضحية كبيرة والله معنا".
وفور الإعلان عن مقتل "أبو فخر"، توجّه رئيس الحزب الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط إلى المستشفى، محاولا تهدئة المناصرين، وانتشر فيديو له وهو يخاطبهم، قائلا: "أعرف عواطفكم وملف أبو فخر بيد الدولة، ليس لنا سوى الدولة، لأننا إذا فقدنا الأمل بها فعندها ندخل في الفوضى".
من جهته، تمنى شقيق علاء أبو فخر في حديث تلفزيوني أن يتم محاسبة قاتل أخيه، قائلا: "رحل علاء باكراً قبل أن نكمل المسيرة.. دمه لن يذهب هدراً لأننا ما زلنا نؤمن بالدولة رغم كل ما حصل"، مؤكداً تشييع جثمانه عند الواحدة ظهر الخميس في الشويفات بمنطقة جبل لبنان.
وأشارت معلومات إلى أن العسكري الذي أطلق النار على "أبو فخر" سلّم نفسه، قبل تعلن قيادة الجيش اللبناني، في بيان لها، أنه "أثناء مرور آلية عسكرية تابعة لها في محلة خلدة، صادفت مجموعة من المتظاهرين تقوم بقطع الطريق فحصل تلاسن وتدافع مع العسكريين مما اضطر أحد العناصر إلى إطلاق النار لتفريقهم ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص". وقد باشرت قيادة الجيش تحقيقاً لدى القضاء المختص.
يشار إلى أنه سبق وسقط قتيلان منذ الأيام الأولى للاحتجاجات اللبنانية، أي قبل مقتل علاء أبو فخر، لكن ذلك لأسباب لا ترتبط بشكل مباشر بالتحركات، وإنما بعد خلافات بين عدد من المحتجين وأشخاص آخرين.
في الوقت نفسه، وما إن أخذت الاحتجاجات منحنى التهدئة في يومها الـ27، حتى أعاد حديث الرئيس ميشال عون إشعالها بتجاهله كل مطالب المتظاهرين.
والثلاثاء، أكد الرئيس اللبناني ميشال عون أن مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة تبدأ الخميس المقبل، موضحاً أن الحراك بدأ بمطالب اقتصادية بسبب الضرائب المفروضة على المجتمع ثم تحولت إلى سياسية.
يأتي هذا فيما لا تزال المباحثات السياسية لتشكيل حكومة جديدة متعثرة، بعد أكثر من أسبوعين على استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري.
وتتركز الخلافات بين الأطراف التي دعمت في معظمها عودة الحريري لترأس الحكومة على تمسك الأخير بتأليف حكومة تكنوقراط بدون الحزبيين والشخصيات الاستفزازية، فيما يرفض الفريق المتمثل بمليشيا حزب الله وحركة أمل هذا الأمر داعمين فكرة "حكومة تكنوسياسية"، لتجمع بين السياسيين وغير الحزبيين.
aXA6IDE4LjE5MS4xODkuMTI0IA== جزيرة ام اند امز