التحليل النفسي والاجتماعي للمتعاطفين مع قاتل نيرة أشرف (خاص)
في الوقت الذي ينادي فيه الأغلبية الكاسحة من الرأي العام المصري، بتنفيذ حكم الإعدام على الطالب محمد عادل قاتل زميلته الطالبة نيرة أشرف، بزغت على الساحة قلة يبدون تعاطفاً مع القاتل مطالبين أسرة المتوفاة بقبول الدية والعفو عنه.
وقبل أسابيع فجع المجتمع المصري بأسره، جراء جريمة ارتكبها الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الآداب جامعة المنصورة محمد عادل، بعد أن وثقت العدسات جريمته وهو يقتل زميلته الطالبة نيرة أشرف بداعي رفضها الارتباط به.
النيابة العامة بدورها أحالت القضية لمحكمة الجنايات المختصة التي حرصت على إحالة أوراق المجرم إلى فضيلة مفتي الديار المصرية لاستطلاع الرأي بإعدامه، في 8 أيام فقط.
غير أن تحقيق العدالة الناجزة فتح الباب أمام البعض لإبداء التعاطف مع القاتل، تحت مسمى أنه أقدم على قتلها من فرط حبه لها الأمر، حتى إن بعض المغالين في الأمر دعوا صراحة إلى جمع تبرعات لمبلغ 5 ملايين جنيه ومنحها لأسرة القتيلة من أجل العفو عن القاتل وتخفيف العقوبة عنه.
سلوك التعاطف مع الجاني كان سؤال "العين الإخبارية" للطبيب النفسي المصري، جمال فرويز، الذي أكد أن الأمر برمته مؤقت ووقتي ويرتبط بالحدث نفسه، ولا يعني أن حالة التعاطف دائمة أو هم مشغلون بالشخص في حقيقة الأمر.
ويفسر الاستشاري النفسي حالة التعاطف التي انتابت البعض، وجهروا بذلك حول منصات التواصل الاجتماعي، بأن هذا التعاطف هو أمر وجداني وإنساني محض، مع الشاب صغير السن الذي قد تنتهي حياته بالإعدام.
كما أن تأثيرات ما قيل حول إنه قد غرر به من قبل الفتاة ما دفعه لقتلها، دفع البعض إلى تبرير سلوكه ولو بشكل وقتي، ولهذا يسمى مثل تلك التصرفات التي تحمل تعاطفاُ مع القاتل في علم النفس بأنه سلوك انفعالي اندفاعي لحظي.
فرويز يشدد على أن عددا غير قليل من الناس يعتمد على ما يشبهه بذاكرة السمك، أي أنهم ينسون بسرعة، ورؤيتهم للقاتل وهو في قاعة المحكمة وفي موقف ضعف أنساهم سريعاً جريمته التي ارتكبها على رؤوس الأشهاد وروع الآمنين وقتل نفس زكية بغير ذنب اقترفته.
ويرى استشاري الطب النفسي المصري، أن هذا التعاطف اللحظي والانفعالي لا يعني بالضرورة أن الشخص يمكن أن يرتكب نفس الموقف أو مؤيد للجريمة التي ارتكبت، بل إن تصرفاته لحظية وانفعالية ولا تعتبر انفعالات حقيقية لمواقف حقيقية.
ولا يعول فرويز على سلوكيات الأفراد أو آرائهم عبر منصات مواقع التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها، ولا يعتبرها بأي حال من الأحوال مرجعية لسلوك الكثيرين، لأنه من السمات الرئيسية لتلك المنصات التجاوب الانفعالي المؤقت واللحظي، ولذلك لا يبنى على مواقفهم أو آرائهم بأي حال من الأحوال.
وينصح فرويز المترددين على مواقع التواصل الاجتماعي، بالتروي قبل إصدار أي أحكام في قضايا اجتماعية عامة أو خاصة وأن يرجح العقل والمنطق قبل إبداء أي آراء، لا طائل منها وربما توصل صورة غير جيدة عن الشخص نفسه.
يذكر أن أهل نيرة أشرف رفضوا رفضاً قاطعاً المساومة على دماء ابنتهم القتيلة، وأعلنت شقيقتها أن الأسرة ترفض أي محاولات للصلح أو قبول الدية لتخفيف العقوبة على القاتل.