الناشرون يشيدون بجهود إمارة الشارقة في دعم صناعة النشر
فعاليات البرنامج المهني للناشرين تنطلق بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، ورئيس هيئة الشارقة للكتاب، ورئيس اتحاد الناشرين الدوليين
انطلقت في غرفة تجارة وصناعة الشارقة، الإثنين، فعاليات البرنامج المهني للناشرين الذي تنظمه هيئة الشارقة للكتاب بحضور الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، مؤسس ورئيس جمعية الناشرين الإماراتيين، وأحمد العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، والدكتور ميكيل كولمان، رئيس اتحاد الناشرين الدوليين، وذلك بمشاركة أكثر من 400 ناشر من 60 دولة، ويستمر لمدة يومين.
وتأتي إقامة فعاليات البرنامج المهني قبيل انطلاق فعاليات الدورة الـ36 لمعرض الشارقة الدولي للكتاب في مركز إكسبو الشارقة، والتي تهدف إلى دعم خبرات الناشرين العرب، وتطوير علاقات التعاون والشراكة بينهم وبين نظرائهم من مختلف أنحاء العالم.
وفي كلمته، قال أحمد العامري: "قبل أشهر عدة، حققت الشارقة إنجازاً عالمياً جديداً تمثلَ في حصولها على لقب العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019 من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، وذلك تقديراً لما تقدمه من مبادرات ومشاريع وحملات لخدمة الكتاب، تأليفاً ونشراً وترجمةً وطباعةً وتوزيعاً، الأَمر الذي يضعنا أمام سلسلة من المبادرات والفعاليات والأنشطة التي تسهم في تفعيل صناعة الكتاب في الإمارات والمنطقة".
وأضاف العامري "نُضيف اليوم إلى هذه المسيرة، منجزاً جديداً يؤكد أن الشارقة تضع النشر على رأس أَولويات مشروعها الثقافي، حيث سيفتتح الشيخ الدكتور سُلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، المرحلة الأولى من مدينة الشارقة للنشر، وهي أول منطقة حرة في العالم، توفر لكل ناشر ما يحتاج إليه من مكاتب وخدمات وتسهيلات خالية من أية ضرائب أو رسوم".
من ناحيته، قال الدكتور ميكيل كولمان، في كلمته: "من الفخر أن أتكلم في دولة الإمارات التي جعلت من الكتاب قضية وطنية، وأثمن الجهود الكبيرة للشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي جعل الكتاب أولوية لا تقل أهمية عن أي مشروع كبير آخر، وانعكست هذه الاستراتجية الناجحة على الواقع حتى حصدت الشارقة الكثير من الألقاب أبرزها العاصمة العالمية للكتاب لعام 2019، وأعتقد أن الدولة التي تقيم ثالث أكبر معرض للكتاب في العالم، وتضع نُصباً للكتاب في دوار مروري، وتمنح 1.6 مليون كتاب لأكثر من 42 ألف أسرة، وتؤسس لطفل قارئ، وتقيم مدينة للنشر، ولديها منحة للنشر تفتح جسوراً بين الشرق والغرب، تستحق هذه المكانة الكبيرة التي بلغتها".
وشارك كل من الرواي السعودي محمد حسن علوان، والكاتب المصري يوسف رخا، والكاتبة اللبنانية إيمان حمدان، في ندوة الكتّاب العرب، التي أدارها تامر سعيد، مدير عام مجموعة كلمات، وعبر فيها المشاركون عن مجموعة من التحديات التي يواجهها قطاع النشر، وأبرزها: عدم تعاطي الناشر الأجنبي مع المحتوى العربي إلا في أوقات الأزمات، وأثر الترجمة في اتساع حضور الرواية العربية عالمياً، وشهدت الجلسة مداخلات عدة من الحاضرين أثرت المناقشات.
من جانبها، قدمت مريم آل علي، تنفيذي دعم المبيعات في هيئة الشارقة للكتاب، مقدمة عن صندوق الشارقة لمنحة الترجمة، وضوابطها وشروطها، والأهداف التي تنطلق من خلالها لتعزيز مكانة المؤلف والكاتب والناشر المحلي في المحافل الثقافية، كما شهدت فعاليات البرنامح المهني حواراً بمشاركة بسام شبارو، رئيس الدار العربية للعلوم في لبنان، وماري بير جيرون، مديرة ترخيص المحتوى في ابسكو، وجولي أتريل مديرة الحقوق الدولية في وايلي، استهدفت توجيه الناشرين لتحقيق أقصى فائدة ممكنة من البرنامج المهني.
وعقد الناشرون في ختام فعاليات اليوم الأول للبرنامج المهني اجتماعات عدة في إطار "مواعيد المتخصصين" تضمنت تبادل وجهات النظر حول القضايا الراهنة في القطاع، وعقد بعض الاتفاقيات، وبحث إمكانات المشاركة في عدد من الفرص المهمة لا سيما منحة الشارقة للترجمة المقدمة من المعرض، والبالغة قيمتها نحو 300 ألف دولار أمريكي كتمويل لاتفاقيات الحقوق التي يتم إبرامها خلال البرنامج بين الناشرين.
وتقام، صباح الثلاثاء، فعاليات اليوم الثاني للبرنامج المهني، وتتضمن 3 فقرات رئيسية، حيث سيتم استعراض "تحديات التوزيع الدولي في العصر الرقمي"، بمشاركة كل من ستيف بوتاس، الرئيس والمدير التنفذي لشركة أوفر درايف، وديفيد تايلور، نائب الرئيس الأول لاستحواذ المحتوى العالمي في إنغرام، وسيديرها شريف بكر، العضو المنتدب لشركة العربي للنشر والتوزيع.
وفي الإطار ذاته، سيقوم عدد من المحاورين بالتطرق إلى موضوع "الأدب في الترجمة"، يقدمون خلالها مجموعة من الخبرات المتعلقة بنقل النصوص الأدبية بين اللغات، وذلك لضمان جذب عدد أكبر من القراء، ومد الجسور بين الثقافات، وذلك بمشاركة كل من غابرييلا بيج فورت، المحرر الأول في أمازون، وسونيا دراغا، مؤسسة ورئيسة دار سونيا دراغا للنشر، ويدير الجلسة مايكل موشيك، المحرر في مؤسة أنتر لينك للنشر.