كأس العالم 2022.. كابتن أمريكا يعبر على جسر كيروش الممهد
عبر منتخب أمريكا إلى ثمن نهائي كأس العالم 2022 على حساب إيران بعد الفوز عليه 1-0 في ختام المجموعة الثانية، أمس الثلاثاء.
ويقدم كريستيان بوليسيتش موسما للنسيان مع فريقه تشيلسي الإنجليزي، لكن بقميص منتخب بلاده "الولايات المتحدة"، أحرز هدفا قاده لتحقيق انتصاره الأول في كأس العالم لكرة القدم 2022 وانتزاع بطاقة التأهل إلى دور لـ16.
ولم يتألق بوليسيتش، الذي أصبح أغلى لاعب أمريكي في 2019 عندما ضمه تشيلسي مقابل 64 مليون جنيه إسترليني (66.09 مليون دولار)، في الدوري الإنجليزي الممتاز بعد، وسجل هدفا واحدا هذا الموسم.
لكن بعد يومين من قيادة زميله المهمش أيضا في تشيلسي حكيم زياش لمنتخب بلاده المغرب للفوز على بلجيكا، أخذ بوليسيتش زمام المبادرة مع المنتخب الأمريكي بعد أداء متواضع في أول مباراتين في دور المجموعات.
ووضع اللاعب البالغ من العمر 24 عاما جسده على المحك، وأصيب في بطنه في تصادم مع حارس إيران في أثناء تسجيله الهدف الذي قاد المنتخب الأمريكي إلى الدور الثاني قبل استبداله.
وقال جريج برهالتر مدرب الولايات المتحدة "نُقل كريستيان إلى المستشفى كإجراء احترازي، حيث كان يشعر ببعض الدوار بعد ضربة في بطنه"، رافضا التكهن بما إذا كان نجمه سيلعب ضد هولندا في ثمن النهائي.
وفي المقابل، دفعت إيران ثمن نهجها الحذر وفشلت في تسديد أي كرة داخل إطار المرمى في المباراة بأكملها.
علاقات مجمدة
خيمت على المباراة التي جرت ضمن المجموعة الثانية، أربعة عقود من العلاقات الفاترة بين البلدين بعد أن قطعت الولايات المتحدة العلاقات الدبلوماسية مع إيران في عام 1980، وصنعت السياسة المحيطة باللعبة أجواء خانقة في الدوحة.
وتعامل برهالتر وقائد المنتخب الأمريكي تايلر آدمز مع وابل من الأسئلة من الصحفيين الإيرانيين في مؤتمر صحفي قبل المباراة حول مواضيع تتراوح من وجود البحرية الأمريكية في الخليج إلى التمييز في الولايات المتحدة.
ومع ذلك، أجاب الاثنان على كل سؤال برشاقة وتواضع دون إثارة التوتر في القاعة قبل واحدة من أكثر المباريات المشحونة سياسيا في البطولة.
ولكن لما يزيد قليلا على 100 دقيقة، كانت كل الأنظار تتجه نحو 22 لاعبا قاموا بركل الكرة داخل استاد الثمامة الصاخب.
نهج محافظ
عاد كارلوس كيروش مدرب إيران، الذي احتفل به لاعبوه بإلقائه في الهواء بعد الفوز على ويلز، إلى أرض الواقع عندما جاء أسلوبه المحافظ في المباراة بنتائج عكسية أمام الجماهير الإيرانية التي فاق عددها الأمريكيين.
وكان الفريق الآسيوي قد استعد لامتصاص الضغط وشن هجمات مرتدة مع إدراكه بأن التعادل سيؤهله على الأرجح إلى دور الستة عشر لأول مرة، إلا لو كانت ويلز حققت فوزا تاريخيا بنتيجة كبيرة على إنجلترا.
وكان سردار آزمون مهاجم باير ليفركوزن أكثر لاعبي إيران قربا من المرمى الأمريكي، لكنه غالبا ما وجد نفسه معزولا مع تراجع زملاءه لحرمان الولايات المتحدة من أي مساحة.
وكانت الفرص قليلة في أول 45 دقيقة لكن كل اللعب كان في نصف ملعب إيران، ونادرا ما ظهر الحارس الأمريكي مات تيرنر، وأثبت كاميرون كارتر فيكرز أنه حائط صلب في قلب الدفاع.
لكن حارس إيران علي رضا بيرانوند ظل مشغولا، وبعد سلسلة من أنصاف الفرص والتسديدات التحذيرية، جاء الهدف الأول في الدقيقة 38 عندما نجح المنتخب الأمريكي المجتهد أخيرا في التسلل خلف خطوط العدو.
ومع لعب إيران بخط دفاع من ستة لاعبين، احتاج الأمر إلى تمريرة من فوق الدفاع إلى الظهير الأيمن سيرجينيو ديست الذي لعب الكرة برأسه من لمسة واحدة أمام المرمى إلى بوليسيتش الذي حولها بشجاعة إلى الشباك وأصيب في اصطدامه بالحارس.
ولكن تماشيا مع لقبه "كابتن أمريكا"، حاول مهاجم تشيلسي اللعب بعد تلقي العلاج ونال تحية حارة من الجماهير الأمريكية في المدرجات بعد عودته لأرض الملعب.
ومع ذلك، لم يبدأ بوليسيتش الشوط الثاني، لكنه كان قد نفذ مهمته ونجح زملاؤه في الدفاع عن النتيجة رغم بعض الضغط المتأخر من المنتخب الإيراني.
وفي النهاية كانت ثلاث نقاط ثمينة للولايات المتحدة من أجل تخطي إيران، وثأر الأمريكيون لخسارتهم في كأس العالم 1998 في مباراة وُصفت بأنها "أم جميع مباريات كرة القدم".
aXA6IDE4LjIyNC4zMS44MiA= جزيرة ام اند امز