بالكاجوال والموسيقى.. بوتين رجل المخابرات يمارس الحرب النفسية
رغم أجواء الحرب والتوتر مارس الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ما يمكن وصفه بـ"الحرب النفسية"، ظاهرا غير مكترث مرتديا الكاجوال ويستمع الموسيقى، وسط المحتفلين في موسكو خلال حفل موسيقي.
وشارك بوتين، الجمعة، في حفل موسيقي شعبي أقيم في ملعب "لوجنيكي" في موسكو بمناسبة الذكرى الثامنة لضم بلاده لشبه جزيرة القرم وهو الأمر الذي رفضه الغرب كليا.
وذكر بوتين، رجل المخابرات السابق، بالعبارة التي يفتتح بها الدستور الروسي، وهي "نحن الشعب الروسي متعدد الجنسيات، لدينا مصير مشترك نقطن في أرضنا".
وقال خلال الاحتفال إن "هدف العملية العسكرية في أوكرانيا يكمن في وضع حد لـ"إبادة جماعية" تعرض لها سكان منطقة دونباس".
وأضاف بوتين أن "هذا هو ما استرشد به سكان القرم وسيفاستوبل عندما صوتوا في استفتاء شعبي لصالح إعادة الانضمام إلى روسيا"، مشيرا إلى أنه كان لديهم الحق الكامل في تبني هذا القرار، مضيفا: "كانوا يرغبون أن يكون لهم مصير مشترك مع وطنهم التاريخي روسيا".
وأشار إلى أن روسيا خلال هذه الفترة بذلت الكثير من الجهود بغية تنمية القرم وسيفاستوبول، بما يشمل خطوات أساسية مثل إمداد هذه المنطقة بالغاز والكهرباء وبناء طرق وجسور جديدة، قائلا: "كان من اللازم إخراج القرم من تلك الحالة المهينة التي عاشتها القرم وسيفاستوبول ضمن دولة أخرى".
وتابع أن روسيا "تعلم ما يجب فعله في المستقبل وستطبق بالضبط كافة الخطط المطروحة".
وتابع بوتين "اتخذ سكان القرم وسيفاستوبول خطوة صحيحة عندما شكلوا حاجزا راسخا أمام النازيين الجدد والقوميين المتطرفين، ويؤكد صوابهم ما جرى ولا يزال يجري حتى الآن في مناطق أخرى".
ولفت بوتين إلى أن "سكان دونباس رفضوا أيضا الانقلاب السلطوي في كييف، ونفذت ضدهم فورا عمليات عسكرية عقابية متعددة"، مضيفا أنهم تعرضوا لـ"حصار وقصف مدفعي ممنهج وغارات جوية".
وقال الرئيس الروسي: "كل هذه الأمور هي ما يسمى الإبادة الجماعية، وتحرير الناس من هذه المعاناة والإبادة هو السبب والدافع الرئيسي للعملية العسكرية التي أطلقناها في دونباس وأوكرانيا".
وأشاد بوتين ببطولة العسكريين الروس المشاركين في الحملة العسكرية، قائلا: "لم نر مثل هذه الوحدة منذ وقت طويل".
انتقلت الحرب الروسية الأوكرانية، إلى محطة جديدة، مع دخولها الأسبوع الرابع منذ اندلاعها يوم الخميس 24 فبراير/شباط الماضي.
أسابيع ثلاثة سجلت استخدام أطراف النزاع كل وسائل الضغط العسكرية والدبلوماسية والاقتصادية، وسط تصعيد في "معارك العقوبات" بين الغرب الداعم لأوكرانيا وروسيا.
ورغم تزايد الحديث عن إحراز تقدم في المفاوضات الجارية بين موسكو وكييف لا يزال الوضع متأزما للغاية جراء استمرار العمليات العسكرية وتبادل الاتهامات باستهداف مدنيين بين الطرفين قبل أن تدخل أزمة ارتفاع أعداد اللاجئين الأوكرانيين لتزيد المشهد سوادا.
تحذيرات متتالية أطلقتها الأمم المتحدة مع إعلانها عن أكثر من 3 ملايين لاجئ أوكراني فروا من بلادهم بسبب الحرب الدائرة ببلادهم مع تزايد المطالب بوقف العمليات العسكرية فورا.