صحيفة: بوتين قادر على "شّل" قدرات أوكرانيا دون استخدام "النووي"
قالت مجلة ناشيونال إنترست الأمريكية، إن قوة عظمى مثل روسيا قادرة على شّل قوة صغيرة أو متوسطة الحجم مثل أوكرانيا أو غيرها دون اللجوء إلى استخدام الأسلحة النووية.
وأضافت المجلة :"على عكس ذاكرتنا التاريخية الجمعية، لم تكن الغارة الأكثر تدميراً في تاريخ البشرية هي تفجير الولايات المتحدة للقنبلة الذرية فوق هيروشيما وناجازاكي باليابان، بل الغارة الجوية بالقنابل الحارقة التي شنتها القوات الأمريكية على طوكيو خلال ليلتين في شهر مارس/ آذار 1945. حيث أدت تلك الغارة إلى مقتل نحو 100 ألف مدني ياباني وأكثر من مليون مشرد. بالمقارنة، في الوقت الذي تسبب فيه القصف الذري لناغازاكي في مقتل ما بين 40 إلى 80 ألف شخص".
وكانت الهجمات العديدة على قوات الجيش والسكان المدنيين خلال الحرب العالمية الثانية، التي استخدمت فيها القاذفات والصواريخ الألمانية لاستهداف المدن البريطانية، والقصف المدمر لبرلين ودريسدن وغيرها من المراكز الحضرية الألمانية من قبل القوات الجوية الأمريكية والبريطانية، مماثلة، إن لم يكن أكثر، تدميراً من التأثير المحتمل لقنبلة نووية تكتيكية.
وأشارت المجلة أيضا إلى أن حملة القصف الجوي التي نفذها حلف شمال الأطلسي (الناتو) على يوغوسلافيا خلال حرب كوسوفو عام 1999، وكذلك استخدام الصواريخ للهجوم على بلغراد وبريشتينا، شكلت نقطة تحول في تلك الحرب وأجبر زعيم يوغوسلافيا آنذاك، سلوبودان ميلوسيفيتش، على الموافقة على اتفاق سلام، مما أدى إلى سقوطه في نهاية المطاف.
وتساءلت ناشيونال إنترست، لماذا يلجأ بوتين للأسلحة النووية قبل استخدام القوة الكاملة لسلاح الجو الروسي والأسلحة التقليدية الأخرى، بما في ذلك الصواريخ، لإجبار الزعيم الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على الموافقة على صفقة من شأنها تأمين المصالح الروسية؟
وأضافت أن استخدام روسيا للسلاح التقليدي، بالطريقة ذاتها التي أُجبر فيها ميلوسوفيتش الصربي على الخضوع للمطالب الغربية في أعقاب الهجمات المؤثرة على بلغراد وبريشتينا، ستكثف الضغوط الشعبية على الرئيس زيلينسكي الأوكراني للتوصل إلى صفقة مع الشيطان الروسي.
وأوضح التقرير أن أوكرانيا لا تمتلك أسلحة نووية يمكن أن تهدد قوة عظمى عالمية مثل روسيا. وحتى في ظل السيناريو الأسوأ من منظور روسيا، لن تتمكن القوات الأوكرانية من دخول موسكو وفرض حل سياسي للحرب على الكرملين.
علاوة على ذلك، فإن استخدام الأسلحة النووية للمرة الأولى منذ عام 1945 هو اقتراح محفوف بالمخاطر يمكن أن يؤدي إلى رد عسكري غربي يمكن أن يشعل حربًا عالمية شاملة والاستخدام المحتمل للأسلحة النووية الاستراتيجية يمكن أن يؤلب حلفاء روسيا، بما في ذلك الصين والهند، وهو وضع لا ترغب روسيا في الوصول إليه.
وخلصت الصحيفة إلى أن الرئيس الروسي يهدف من وراء الغارات الحالية إلى إجبار إدارة بايدن، وبالتالي، الكونغرس والشعب الأمريكي وكذلك حلفاء الولايات المتحدة من الأوروبيين، لاتخاذ قرار حول ما إذا كانوا على استعداد للمخاطرة بمواجهة مباشرة مع روسيا في أوكرانيا، أو التراجع، كما أنه بدأ في الضغط على أوكرانيا للتوصل إلى اتفاق مع موسكو.