بوتين ينحي السلاح ويتحدث عن الغاز.. نورد ستريم 2 في المشهد
مع سيطرة حالة التهدئة على الأزمة الأوكرانية الروسية، بدأ الرئيس فلاديمير بوتين في طمأنة الجميع من خلال رسائل عن خط الغاز.
وقال الرئيس الروسي الثلاثاء، بعد اجتماع مع المستشار الألماني أولاف شولتس، في موسكو إن خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 2"، الذي ينتظر موافقة من الهيئات التنظيمية في ألمانيا والاتحاد الأوروبي، هو مشروع تجاري محض سيعزز أمن الطاقة لأوروبا.
وأكد بوتين: "هذا هو أحد أكبر مشاريع البنية التحتية لأوروبا ويهدف لتعزيز أمن الطاقة بشكل كبير في القارة".
وأضاف: "قلت أكثر من مرة أن هذا المشروع تجاري محض ولا توجد اعتبارات سياسية أو أي صبغة سياسية".
واكتمل بناء خط الأنابيب البالغ قيمته 11 مليار دولار والذي يواجه معارضة قوية من الولايات المتحدة، وبعض الدول الأوروبية، في سبتمبر/أيلول الماضي، وذلك حسب رويترز.
وينقل الخط الغاز الروسي، عبر بحر البلطيق من روسيا إلى ألمانيا لكنه معًطل بانتظار موافقة من الهيئات التنظيمية في ألمانيا والاتحاد الأوروبي.
التزام بتصدير الغاز عبر أوكرانيا
وكرر بوتين أيضا القول بأن روسيا مستعدة لمواصلة صادرات الغاز إلى أوروبا عبر أوكرانيا بعد عام 2024، بعدما ينتهي الاتفاق الحالي لمرور الغاز.
وقال شولتس، الذي تحدث في مؤتمر صحفي مشترك مع بوتين، إنه ملتزم بضمان مرور الغاز الروسي عبر أراضي أوكرانيا وفقا للاتفاقيات القائمة، وذلك حسب رويترز.
وسئل المستشار الألماني عن خط الأنابيب نورد ستريم 2، فكرر القول بأنه في حين أنه عازم على ضمان عدم حدوث مجابهة في أوكرانيا، إلا أنها إذا حدثت، فستكون هناك عواقب.
ترحيب بترشيح شرودر
ورحب بوتين أيضا بقرار شركة جازبروم الروسية الشهر الماضي ترشيح المستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر للانضمام إلى مجلس مديريها.
وشرودر عضو أيضا في مجلس مديري شركة روسنفت، أكبر منتج للنفط في روسيا، ويرأس لجنة المساهمين في نورد ستريم، الشركة المشغلة لخط الأنابيب القائم.
وقال بوتين "أعتقد أن هذا مفيد لتعاوننا".
ويتهم بعض الساسة، والخبراء الأوروبيين، روسيا باستخدام إمداداتها للطاقة كأداة سياسية، ودعوا إلى تقليص الاعتماد على صادرات السلع الأولية من موسكو.
ويضاعف نورد ستريم 2 الطاقة السنوية الحالية خط الأنابيب القائم نورد ستريم عبر بحر البلطيق إلى 110 مليارات متر مكعب من الغاز أو أكثر من نصف صادرات الغاز الحالية لروسيا عبر خطوط أنابيب إلى أوروبا.
محاولة التهدئة
وأعلنت روسيا الانسحاب الجزئي من حدود أوكرانيا، في مؤشر يراه البعض على أنه بداية وقف للتصعيد، وذلك في الوقت التي كان العالم ينتظر فيه حدوث أسوأ السيناريوهات في الأزمة الأوكرانية، وهو أن الأربعاء سيكون "يوم الغزو".
وأكدت موسكو، مرارا عدم نيتها غزو جارتها، إلا أن الإحداثيات على الأرض منحت قناعة شبه راسخة للغرب -وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا- بأن اجتياحا وشيكا يستهدف أوكرانيا في تسلسل بدا بديهيا لتواتر الأحداث.
ويرى الخبراء، أن دلالات الانسحاب، تتضح بشكل أساسي من التوقيت الذي يأتي عشية "الموعد" المفترض للغزو الروسي، في رسالة أراد من خلالها الرئيس فلاديمير بوتين دحض جميع السيناريوهات، والتكهنات المتداولة.
فالإعلان من شأنه أن يضرب أكثر من عصفور بالنسبة لموسكو، أولها تأكيد عدم وجود أي نية من جانبها لاجتياح كييف، وثانيا تفنيد التوقعات الغربية، وخصوصا الأمريكية" التي تنتظر حربا "في أي لحظة"، وفق تصريحات سابقة لمسؤولين أمريكيين.
ثانيها أن في الانسحاب الجزئي رسالة باستمرار "الخطر"، حيث قد تعمل موسكو على اللعب بورقة الضغط الضمني من أجل تحقيق اختراق بملف الضمانات الأمنية، وهذا ما يفسره التراجع التكتيكي الجزئي بانتظار رد "أفضل" من جانب واشنطن والناتو على مقترحات موسكو.
ويتهم بوتين، الغرب بتجاهل "الخطوط الحمراء" لروسيا من خلال إجراء تدريبات في البحر الأسود، وإرسال أسلحة حديثة لكييف، مطالبا "بضمانات قانونية" من حلف "الناتو" بعدم التوسع شرقا.
aXA6IDE4LjExOC4xNTQuMjM3IA== جزيرة ام اند امز