3 خيارات عسكرية أمام بوتين في عيد النصر.. ما هي؟
بعد شهرين من انطلاق العملية العسكرية، لم يتبق أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، سوى خيارات محدودة، تتراوح بين التعبئة وإعلان النصر.
وكشف تقرير لشبكة "إن بي سي" الأمريكية، أن العالم يترقب عرض يوم النصر بشغف كبير تحسبا لمفاجآت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المنتظرة. إذ يمتد الفضول إلى ما سيقوله الرجل الذي يدرك أن العالم كله يراقب بإمعان شديد في هذه اللحظة، كل كلمة أو التفاتة يقوم بها.
ويتوقع الخبراء عددا من التصريحات التي يمكن أن يدلي بها بوتين، وتتمثل في ثلاث في سيناريوهات.
إعلان الحرب
إعلان الحرب سيسمح لبوتين باستدعاء المزيد من جنود الاحتياط وإصدار أمر بالتعبئة الجماعية للذكور في سن القتال، مما قد يؤدي إلى إطالة الصراع لأشهر، إن لم يكن سنوات.
وقال فيليب واسيليفسكي، الزميل في معهد أبحاث السياسة الخارجية، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن، إن تعيين أوكرانيا منطقة حرب من شأنه أن يحول الصراع إلى "صراع وجودي لنظامه".
فيما أكدت الباحثة الروسية في معهد دراسات الحرب، ناتاليا بوجايوفا، أن "التعبئة الكاملة مكلفة للغاية من الناحية السياسية، وتضع بوتين في موقف يهدد استقرار نظامه".
وأضافت: "لمجرد أن الروس يدعمون الحرب وبشكل خطابي متزايد، لا يعني ذلك أنهم يريدون القتال والموت فيها".
وعلى الرغم من المصاعب السياسية، يتعين على بويتن أيضا أن يأخذ في الحسبان رغبات كبار ضباطه العسكريين، الذين ورد أن البعض منهم مستاء من تحول "التوغل الخاطف" تجاه كييف إلى صراع طاحن على قطاع من البحر الأسود.
وقالت نائبة الأمين العام السابقة لحلف شمال الأطلسي، روز غوتيمولر إن "الجيش الروسي غاضب من حال النزاع، ويريدون أن يظهروا أنهم قادرون بالفعل على الانتصار هنا".
إعلان الانتصار
وانتشرت على مدى أسابيع تقارير تفيد باحتمالية استخدام بوتين 9 مايو/ أيار كمنصة لإعلان النصر في شرق أوكرانيا.
وفي حال تمكنت القوات الروسية من كسر شوكة المقاومة الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية، فقد يحاول الالتفاف لتحويل الحصول على جسر بري بين البر الرئيسي وشبه جزيرة القرم (التي ضمتها روسيا في 2014) إلى انتصار، وإن كان أقل مما كان يأمل في الأصل، وفق الشبكة الأمريكية.
ويرى كيرت فولكر، ممثل السفير الأمريكي السابق لمفاوضات أوكرانيا وزميل في مركز تحليل السياسة الأوروبية: "بالنسبة لبوتين، يتعلق الأمر بمحاولة إضفاء وجه جيد على ما كان عملية عسكرية سيئة للغاية".
ويتوقع أن يسعى بوتين إلى إجراء استفتاءات على الاستقلال في المناطق التي استولت عليها القوات الروسية كما فعل في 2014.
وبمجرد تصويت المنطقة لصالح الوحدة مع روسيا يمكن بعد ذلك استخدام هذه المناطق كنقطة انطلاق لشن هجمات مستقبلية.
التعبئة الجزئية
وباستثناء الحرب الشاملة أو المصالحة، قد يستدعي بوتين المزيد من الجنود للمساعدة في العمليات في دونباس، مع التركيز على الأفراد الذين خدموا بالفعل في النزاعات الأخيرة أو من المناطق المتاخمة لأوكرانيا.
ومن المحتمل أن يكون هذا أكثر قبولًا لكل من الكرملين والجمهور الروسي. كما أنه سيوفر لموسكو بعض الوقت لتجديد قدرتها على أرض المعركة.
وقال فولكر إن بوتين ربما تعلم من الانسحاب من كييف، حيث أضاع الجيش الروسي فرصة إعادة التنظيم قبل المضي قدمًا في هجوم دونباس.
وكان مسؤولون أوكرانيون حذروا في وقت سابق من أن بوتين يخطط للإعلان عن تعبئة جماهيرية، أو حتى إعلان الحرب ضد أوكرانيا، واستدعاء الأفراد والموارد التي لم يتم استغلالها في ظل ما يسمى بـ "العملية الخاصة" الروسية التي بدأت في 24 فبراير/شباط الماضي.
ونفى الكرملين التخطيط لتعبئة، على الرغم من أن بعض الروس سربوا أوراق استدعاء وأوامر حكومية تتعلق بتعبئة محتملة تم نشرها على مواقع إنترنت محلية.
وترى صحيفة الجارديان البريطانية أن "التعبئة الرسمية، التي يمكن أن تشهد انسحاب عشرات الآلاف من جنود الاحتياط من وظائفهم، وإغلاق الحدود في وجه الرجال في سن القتال، أمر لم تتمكن روسيا من إدارته من قبل".
واستخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين العرض العسكري، الذي يترافق مع يوم النصر، خلال السنوات الأخيرة لعرض قوة جيشه والكشف أحيانا عن أسلحة جديدة فائقة التطور.
ومن المتوقع أن يندرج العرض هذه السنة في السياق نفسه.
aXA6IDMuMTQ0Ljg5LjE1MiA= جزيرة ام اند امز