"تاكسي بوتين".. رحلة مثيرة تنتهي في الكرملين
من عميل في الاستخبارات الروسية إلى سائق تاكسي ليقود بعدها "الدب الروسي".. رحلة مثيرة قطعها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مشوار حياته.
تلك الرحلة، كشفها بوتين، الأحد، حين قال إنه عمل سائق سيارة تاكسي لتدبر أمور معيشته بعد سقوط الاتحاد السوفيتي في تسعينيات القرن الماضي.
وعبر بوتين عن أن انهيار الاتحاد السوفياتي عكس نهاية "روسيا التاريخية"، معتبرا أن تفكك الاتحاد السوفياتي قبل ثلاثة عقود لا يزال يشكل "مأساة" بالنسبة إلى "غالبية المواطنين الروس".
وقال العميل السابق في جهاز "كاي جي بي" الذي أعرب سابقا عن أسفه لنهاية تكتل الجمهوريات الاشتراكية، إنه:"بالنتيجة، ما الذي يعنيه انهيار الاتحاد السوفياتي؟ إنه انهيار روسيا التاريخية تحت اسم الاتحاد السوفياتي".
ونشرت وكالة الأنباء الرسمية "ريا نوفوستي" هذه التعليقات الأحد، بالاستناد إلى مقتطفات من فيلم وثائقي جديد انتجته قناة "تشانل وان" الروسية عنوانه "روسيا: التاريخ الحديث".
وبوتين الذي كان بمثابة خادم أمين للاتحاد السوفياتي شعر بعد انهياره بحالة من الذعر، وفي إحدى المرات وصف هذا الانهيار بأنه "أكبر كارثة جيوسياسية في القرن العشرين"، بحسب وكالة الأنباء الفرنسية.
ولدى بوتين حساسية حيال طموحات الغرب العسكرية في دول الاتحاد السوفياتي السابقة، وقد طالبت روسيا هذا الأسبوع حلف شمال الأطلسي بإلغاء رسمي لقراره فتح باب الانضمام أمام جورجيا وأوكرانيا.
وتطرق بوتين إلى وضع روسيا الداخلي في تسعينيات القرن الماضي بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، واصفا إياه بأنه "كان يشبه حربا أهلية".
وتابع: "كان الوضع صعبا جدا، وهو وصف كان يخص حالة الدولة بأسرها، وكل مكوناتها على حدة، والاقتصاد والأمن والقوات المسلحة.. ففي الواقع كانت البلاد في حالة حرب أهلية".
وبحسب بوتين فقد كانت الدول الأوروبية في تلك الفترة على قناعة تامة بحتمية تفكك الدولة الروسية على غرار الاتحاد السوفيتي. وأشار بهذا الصدد إلى "أن 16 كيانا من كيانات البلاد أعلنت في تلك الفترة "سيادتها"، وكانت هي حقيقة لا يمكن تجاهلها". وقال بوتين إنه رأى "خرائط مصممة في أوروبا ترسم روسيا مجزأة إلى دول مستقلة عدة".
وفي هذا السياق كشف بوتين أن "رئيس إحدى الدول بشرق أوروبا كان قد صرح له سابقا بأن القادة الأوروبيين اعتبروا تفكك روسيا أمرا لا محالة منه، وكان السؤال كله هو متى سيحدث ذلك وكيف سيؤثر هذا الحدث على روسيا نفسها وعلى مكوناتها وعلى العالم المحيط، نظرا لكون روسيا قوة نووية كبيرة".
وبوتين يشغل منصب رئيس روسيا منذ عام 2012، وكان يشغل هذا المنصب سابقًا من عام 2000 حتى 2008. بين فترتي رئاسته، كان أيضا رئيس وزراء روسيا تحت رئاسة أحد المقربين منه وهو الرئيس السابق ديمتري ميدفيديف.
ولد بوتين في لينينغراد، روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية، ودرس القانون في جامعة ولاية لينينغراد، وتخرج في عام 1975. كان بوتين ضابط مخابرات في المخابرات السوفيتية لمدة 16 عامًا.
وارتقى بوتين إلى رتبة ملازم أول قبل استقالته عام 1991 لدخول السياسة في سانت بطرسبرغ، ثم انتقل إلى موسكو في عام 1996 وانضم إلى إدارة الرئيس بوريس يلتسن حيث شغل منصب مدير جهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، وهي الوكالة التي حلت محل الـ KGB، ثم رئيسا للوزراء. أصبح القائم بأعمال الرئيس في 31 ديسمبر 1999، عندما استقال يلتسن.
aXA6IDMuMTMzLjE0Ni45NCA= جزيرة ام اند امز