بوتين في الإمارات مجددا.. كيف تغير الشرق الأوسط بعد 12 عاما؟
بقعة أزمات المنطقة العربية توسعت عن أول زيارة قام بها بوتين إلى الإمارات في 2007 لتصبح أكثر انتشارا في 2019
12 عاما على زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإمارات، ربما تكون فترة قصيرة في عمر التاريخ، إلا أنها شهدت أحداثا وتغييرات بالشرق الأوسط سيظل مداها لعشرات السنوات.
وبقدر الجهود التي بذلها الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات لسنوات طويلة لدعم وتطوير التعاون مع روسيا في مختلف المجالات، سعى بوتين إلى بناء سياسة نشطة مع دول الخليج العربية وفي مقدمتها دولة الإمارات.
مثلت زيارة بوتين إلى الإمارات، في العاشر من سبتمبر/أيلول 2007، محطة فارقة في تاريخ العلاقات بين البلدين؛ إذ كانت حينها الأولى لرئيس روسي إلى الدولة منذ تأسيسها عام 1971.
في زيارته إلى الإمارات عام 2007، بحث الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سبل ترسيخ أرضية مشتركة لتوحيد الرؤية تجاه القضايا الخاصة بالشرق الأوسط.
آنذاك، كان مثلث قضايا الدولة الفلسطينية والوضع في العراق والملف النووي الإيراني، المتصدر لمشهد المباحثات بين قادة البلدين في سياق تدعيم الجهود الرامية إلى ترسيخ السلم والأمن الدوليين.
من القاعدة لداعش
قبل 12 عاما كانت مشكلات المنطقة ربما لا تخرج عن مكافحة الإرهاب حين كان تنظيم القاعدة يتصدر المشهد حينها، ولم تكن إيران قد أزاحت الستار كاملا عن أطماعها بالمنطقة لتخرج عن دائرة حزب الله في لبنان وحماس في غزة لتصل الدائرة إلى سوريا واليمن.
أما اليوم باتت خريطة الإرهاب بالشرق الأوسط تضم تشكيلات متطرفة على كل شكل ولون، من القاعدة والحوثيين في اليمن ومن الإخوان إلى داعش وجبهة النصرة بالعراق وسوريا وليبيا، وجميعها كان ولا يزال تأثيرها واضحاً على المنطقة.
حاول تنظيم داعش الإرهابي تمزيق خرائط الدول العربية وإنهاء ما تبقى من دولة المؤسسات في سوريا والعراق وليبيا، بمساعدات إيرانية وتركية واضحة في تلك الدول تحديداً، وجميعها كانت لها مواقف روسية إماراتية متماسكة.
وخلال الأسبوع الجاري، يعود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإمارات، لكن مع شرق أوسط جديد، يعاني من بعض الخرائط الممزقة لدوله وتفشي الإرهاب في كثير من أركانه.
إيران.. ضيف دائم
زيارة بوتين لن تخلو بطبيعة الحال من الملف الإيراني، خاصة مع تزايد التهديدات لملف الملاحة البحرية واستهداف نظام طهران المتصاعد لخطوط التجارة في منطقة الخليج العربي تحديداً.
ربما لم تخرج تحركات إيران في عام 2007 عن دائرة علاقاتها بحزب الله الإرهابي أو حركة حماس، إلا أن بصمات إرهابها باتت واضحة اليوم بانتشار مليشياتها في العراق وسوريا واليمن، وجميعها تبتلع مقدرات تلك البلدان.
وإلى الجنوب حيث اليمن، والذي يشهد تنسيقاً إماراتياً روسياً لمحاولة التخفيف من آثار الانقلاب الحوثي على الشرعية فيه، وسباق الزمن لضمان تنفيذ كل الاتفاقيات الدولية المرتبطة بضمان استقراره.
حضور روسي قوي
كان الشمال الأفريقي (العربي)، مع زيارة بوتين لأبوظبي، قبل 12 عاماً، آمناً مطمئناً، لم تشهد فيه تونس ومصر أحداث 2011، وما تلاها في ليبيا وتدخل أجنبي فيه.
ففي مصر باتت العلاقات مع روسيا في أبهى صورها، وكانت موسكو الداعم الأول لثورة 30 يونيو/حزيران 2013 حين حاول الإخوان اختطاف أكبر بلد عربي، وتكرر المشهد مع الجزائر حين قرر رئيسه السابق عبدالعزيز بوتفليقة الاستقالة من منصبه، لتجد تلك الدولة دعماً قوياً في وجه كل محاولات ضرب استقراره.
أما القضية المركزية للشرق الأوسط (فلسطين) فتشهد أيضا دعماً من موسكو يقف في وجه اتساع بؤر الاستيطان ونقل السفارة الأمريكية بإسرائيل إلى القدس، إضافة إلى تأييد جهود المصالحة الجارية.
في الزيارة الأولى لبوتين إلى الإمارات، لم تكن الخريطة السورية ممزقة بصورتها الحالية، لكن اليوم بات الحضور الروسي في هذا البلد عسكريا ودبلوماسيا داعما لوحدة الأرض، مع رفض واضح للتدخل التركي في الشمال، والوقوف في وجه القرار الأمريكي بتوقيع من الرئيس دونالد ترامب بأحقية الاحتلال الإسرائيلي في الجولان المحتل.
يعود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الإمارات، وأجندة المباحثات ممتلئة بكثير من قضايا المنطقة والتي تشهد تقاطعاً وتماساً بين أبوظبي وموسكو، لترسم قيادات البلدين طريقاً واحداً للسير فيه تجاه هذه القضايا.
aXA6IDMuMTM4LjEwMS4yMTkg جزيرة ام اند امز