بوتين يحذر أوكرانيا من «الضربة القاضية».. وزيلينسكي يعارض «تجميد» الحرب
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أوكرانيا ستتعرض "لضربة قاضية" في حال طال النزاع، معتبراً أن المبادرة على الجبهة باتت "بشكل تام" بيد القوات الروسية.
وخلال اجتماع نقله التلفزيون، أضاف بوتين: "لم يفشل هجوم أوكرانيا المضاد فحسب، بل باتت المبادرة على الجبهة حصراً بيد القوات المسلحة الروسية. وإذا استمر الوضع القائم، قد تتعرّض مكانة الدولة الأوكرانية لضربة خطرة جداً وقاضية".
وأعاد بوتين اتّهام أوكرانيا بـ"رفض التفاوض" على إنهاء الحرب، مؤكدا أنّ موسكو وكييف "اتفقتا على مختلف الأمور" خلال المحادثات التي انعقدت في إسطنبول عام 2022، قبل أن "يتخلى الوفد الأوكراني عن كل ما اتُّفق عليه".
وأشار إلى أنّ رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون "أقنع" كييف آنذاك برفض التفاوض مع موسكو ومواصلة الضربات.
واعتبر كذلك أن "صيغة السلام" التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وتنص على استعادة كل الأراضي التي احتلتها روسيا وإنشاء محكمة دولية، تتضمن "شروطاً تقيّد عملية التفاوض".
واجتمعت أكثر من 80 دولة في سويسرا الأحد للبحث في صيغة السلام هذه.
تجميد الحرب
وفي المقابل، جدد الرئيس الأوكراني طلب انضمام بلاده إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، خلال اجتماع مع أمين عام الحلف، ينس ستولتنبرغ اليوم الثلاثاء، في منتجع دافوس بسويسرا، إلا أن المسؤولين الكبيرين اختلفا بشأن سبل إنهاء الحرب.
وقال زيلينسكي لستولتنبرغ، على هامش الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي، إنه يتوقع أن يتخذ الناتو هذا العام، قرارات من شأنها أن تجعل بلاده أقرب إلى الانضمام إلى التحالف الدفاعي.
كما أطلع الزعيم الأوكراني ستولتنبرغ على الوضع على خط المواجهة، بحسب ما ورد في بيان صدر عن مكتب زيلينسكي الرئاسي، وشكره على دعم الناتو المستمر.
وأكد زيلينسكي أيضا على أهمية تعزيز أنظمة الدفاع الجوي الأوكرانية، في مواجهة القصف الروسي الأخير للمدن الأوكرانية.
من جانبه، قال ستولتنبرغ في بيان "أنا... واثق تماما أن الحلفاء بالناتو سيواصلون تقديم الدعم لأن دعم أوكرانيا ليس عملا خيريا. دعم أوكرانيا استثمار في أمننا الخاص".
وتابع "يجب أن نقف بجانب أوكرانيا، وفي مرحلة ما، ستفهم روسيا أنها تدفع ثمنا باهظا للغاية وتجلس وتوافق على نوع من السلام العادل".
إلا أن زيلينسكي أكد أنه غير مهتم بوقف طويل لإطلاق النار أو ما وصفه بـ"تجميد" الصراع. وقال إنه يفضل حسم الحرب في ميدان القتال "العام الجاري" وإلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا.
وقال في كلمة رئيسية في المنتدى الاقتصادي العالمي في منتجع دافوس السويسري إن "أي صراع مجمد سيندلع في نهاية المطاف".
وأعاد زيلينسكي إلى الأذهان محاولات المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل لوقف الصراع الذي اندلع في شرقي أوكرانيا في 2014. ولم يتم تنفيذ الاتفاقات التي تم إبرامها آنذاك بشأن وقف لإطلاق النار وتطبيق خطة سلام مطلقا وأعقبت الاتفاقات حرب شاملة في نهاية المطاف.
واتهم زيلينسكي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مجددا بـ "الجنون" وعدم الاهتمام بالحلول السلمية بعد حوالي سنتين من الحرب، وضم القرم في عام 2014 و"المشاركة في الحرب الأهلية في سوريا".
وأضاف: "إن بوتين مفترس لا يرضى بالمنتجات المجمدة"، مشيرا إلى أن خطته المؤلفة من 10 نقاط، المبنية على انسحاب روسي شامل من أوكرانيا وتعويضات ومعاقبة مجرمي الحرب هي المقترح الوحيد الذي سيجلب "سلاما عادلا ومستقرا".
وانتقد زيلينسكي المجتمع الدولي لعدم تحركه بالسرعة الكافية وعدم ذهابه بعيدا بالعقوبات ضد روسيا، والتي كان "من الممكن أن تدفع بوتين إلى تقديم تنازلات"، خاصة إذا تم استهداف صناعته النووية.
وأضاف: "بوتين يحاول تطبيع ما كان ينبغي أن ينتهي في القرن العشرين... الترحيلات الجماعية وقصف مدن وقرى وتسويتها بالأرض والشعور المرعب بأن الحرب قد لا تنتهي أبدا".
aXA6IDMuMTM1LjE5My4xOTMg جزيرة ام اند امز