اعتراف روسيا باستقلال دونيتسك ولوهانسك.. 3 نتائج
يترتب على اعتراف روسيا باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوهانسك عن أوكرانيا، ٣ نتائج على المدى القصير، يمكن أن تفاقم التوتر بين البلدين.
وفي وقت سابق اليوم، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اعتراف بلاده باستقلال جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك عن أوكرانيا.
ومساء اليوم، وقع الرئيس الروسي، مرسوما يعترف باستقلال جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك عن أوكرانيا، في خضم توتر كبير بين البلدين.
كما وقع الرئيس الروسي، اتفاقات تعاون وصداقة مع جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك، وطلب من مجلس الدوما "البرلمان الروسي"/ دعم قراره بالاعتراف باستقلال "الجمهوريتين".
جاء ذلك بعد ٨ سنوات من إعلان انفصاليين مؤيدين لروسيا، انفصال جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك عن أوكرانيا، بعد سيطرتهم على ثلث مساحة المنطقتين فقط، فيما تسيطر القوات الأوكرانية حتى الآن على باقي مساحة منطقتي لوهانسك ودونيتسك.
خطوة الاعتراف باستقلال لوهانسك ودونيتسك، ترتب واقعا جديدا في الصراع بشرق أوكرانيا، وتفرض نتيجتين مباشرتين في المنطقة، وفق تحليلات غربية.
النتيجة الأولى، هي انهيار اتفاقات مينسك التي فرضت وقف إطلاق النار بين الانفصاليين الموالين لروسيا والقوات الأوكرانية منذ ٢٠١٤، وبالتالي انهيار آمال الحل السياسي في شرق أوكرانيا.
أما النتيجة الثانية، وفق المصادر ذاتها، فهي أن الخطوة ستمنح الكرملين مبررًا لإرسال قوات ومعدات عسكرية روسية إلى لوهانسك ودونيتسك، ما قد يزيد من خطر نشوب صراع كامل بين موسكو وكييف على طول خط المواجهة النشط بالفعل.
كما أن اعتراف بوتين باستقلال جمهوريتي لوهانسك ودونيتسك، يثير مشكلة معينة على المدى القصير، فالانفصاليين الروس يطالبون منذ إعلان استقلال الجمهوريتين، بإخضاع جميع المقاطعات الأوكرانية في منطقتي لوهانسك ودونيتسك، لكنهم لا يسيطرون بالفعل إلا على ثلث المنطقتين فقط.
ولم توضح روسيا في بيان اعترافها بالاستقلال، ما إذا كانت تعترف بالجمهوريتين وفق الأراضي التي يسيطر عليها الانفصاليون حاليا، أم تدعم أيضا مطالبهم بالأراضي الواقعة تحت سيطرة كييف.
وبعد وساطة من ألمانيا وفرنسا، توصل أطراف الصراع في شرق أوكرانيا إلى اتفاقات مينسك التي ترتب وقف إطلاق النار بينهم، وتترك للانفصاليين السيطرة على ثلث مساحة منطقتي لوهانسك ودونيتسك، فيما تسيطر كييف على بقية المناطق، مع وجود خط فاصل شديد التحصين بينهما.
وتصف أوكرانيا المناطق الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين، بأنها "مناطق محتلة مؤقتًا"، وتنص اتفاقيات مينسك على إعادتها في نهاية المطاف إلى كييف. لكن كلا من كييف وموسكو فشلا في تنفيذ بنود الاتفاقات في السنوات الماضية، وحدثت خروقات كبيرة لوقف إطلاق النار على مدار السنوات الماضية,.
في الوقت نفسه، أمضت روسيا السنوات الثماني الماضية في زيادة نفوذها على المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون. وقال مسؤولون روس يوم الاثنين إن الحكومة منحت جوازات سفر وجنسية لنحو 800 ألف من مواطني المنطقتين.
ومنذ أسابيع، يقول الغرب إن روسيا تحشد أكثر من ١٣٠ ألف جندي على حدود أوكرانيا استعدادا لغزوها، وهو ما تنفيه موسكو بشكل كامل.
وفي المسافة بين الاتهام والنفي، تحاول جهود دبلوماسية مضنية نزع فتيل التوتر والتوصل لحل سياسي للأزمة.