بوتين يستعين بتكتيك أمريكا ضد أوكرانيا.. هل يشن "عاصفة صحراء" روسية؟
ضربات روسية جوية منتقاة في أوكرانيا، سبقها هجوم إلكتروني، ودخول بري خاطف محتمل لشل بنك أهداف محدد بدقة، يبدو كاستنساخ لـ"عاصفة الصحراء" الأمريكية التي كانت تعتبر أنجح وأسرع عملية عسكرية في القرن العشرين.
ومع بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تشير توقعات أمريكية إلى أن سيناريو الضربات الروسية المستخدم حاليا، هو أشبه بنموذج مطور من حرب عاصفة الصحراء.
وكانت الباحثة الأمريكية المتخصصة في الشأن الروسي، آنا بورشفسكايا، كتبت ورقة بحثية في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى توقعت فيها أن تطور موسكو نسخة روسية من عاصفة الصحراء الأمريكية.
وقالت للمرة الأولى أظهرت موسكو عناصر عسكرية شبيهة بعملية "عاصفة الصحراء"، مع التركيز على الضربات الدقيقة المتعددة المجالات (في الجو وعبر سفن السطح والغواصات والقوات البرية) التي دعمتها العمليات الحربية المعلوماتية والإلكترونية.
وأعلنت حملتها العسكرية للعالم أن الجيش الروسي التقليدي تطور من ماضيه السوفيتي، وأصبح يمتلك الآن بعض القدرات المناظِرة للولايات المتحدة.
وكتبت آدمسكي: "نظرت هيئة الأركان العامة إلى العملية في سوريا على أنها حقل تجارب لصقل قدرتها على دمج أنظمة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، وأنظمة القيادة والسيطرة، وأنظمة إطلاق النار".
بعبارة أخرى، شكلت سوريا تجربة تعليمية تماشت مع الإصلاحات العسكرية الروسية.
وإلى ذلك، قال فاليري غيراسيموف، رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية، إن الدروس المستفادة من سوريا ستساعد في الدفاع عن "المصالح الوطنية" الروسية وتعزيزها خارج حدود روسيا.
وكانت عملية "عاصفة الصحراء" إحدى أكثر العمليات العسكرية حسماً وتأثيراً في القرن العشرين، وكانت أهدافها التي نُفّذت خلال "حرب الخليج" في عام 1991 بالغة الأثر.
وتضمنت الحملة حملة جوية شنها تحالف بقيادة الولايات المتحدة لمدة 42 يوماً ودعمتها قدرات فضائية وسيبرانية، ثم تلتها عملية برية ساحقة.
واقتضت الفكرة الرئيسية نشر غارات دقيقة جوية وصاروخية وفضائية وسيبرانية لتقويض القيادة والسيطرة الوطنية وتدميرها، وبالتالي تمكين العمليات البرية الحاسمة.
وفجر الخميس، بدأت روسيا عملية عسكرية شاملة في الأراضي الأوكرانية بعد 3 أيام من اعترافها باستقلال منطقتي "دونيتسك" و"لوهانسك" شرقي أوكرانيا، رغم تحذيرات دولية من ردود فعل قوية حال الإقدام على هذه الخطوة.
وتلى ذلك سماع دوي انفجارات في عدة مدن أوكرانية بينها العاصمة كييف قرب خط الجبهة وعلى امتداد سواحل البلاد ومن ثم دوت صافرات سيارات الإسعاف في أرجاء واسعة بالبلاد.
وفي كلمة متلفزة، أجاز بوتين عملية عسكرية خاصة في دونباس، محذرا من أنه في حالة حدوث تدخل أجنبي فإن روسيا سترد على الفور، مؤكدا أن تحركات روسيا إنما هي للدفاع عن النفس من التهديدات ومن مشكلات أكبر من الموجودة اليوم.
وكانت أوكرانيا أغلقت الخميس مجالها الجوي أمام الطائرات المدنية، فيما كتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا على تويتر أن بلاده تواجه "غزوا كاملا".
وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مواطنيه على البقاء في منازلهم قدر الإمكان، قائلا: "نحن أقوياء ومستعدون لكل شيء وسننتصر".
aXA6IDMuMTcuMTgxLjEyMiA= جزيرة ام اند امز