كلب الأهرامات.. «الإله أنوبيس» يقف على هرمه المقدس
رصد الطيار الأمريكي، مارشال موشر، أثناء قيادته لطائرة شراعية فوق أهرامات الجيزة، كلبًا يتسلق نحو قمة هرم خفرع.
وصف موشر تلك اللحظة قائلاً: "لاحظنا شيئًا يتحرك ذهابًا وإيابًا فوق الهرم، واعتقد أحد أصدقائنا أنه أسد جبلي، لكننا اكتشفنا أنه كلب يبدو وكأنه يطارد الطيور في تلك المرتفعة التي تصل إلى نحو 136 مترًا. انتابتنا مشاعر القلق: هل علق الكلب هناك؟ لكن سرعان ما زالت مخاوفنا، لأنه إذا تمكن من الصعود بنفسه، فلا شك أنه يستطيع النزول كذلك".حسبما أفادت شبكة "سي أن أن".
محاولة إنقاذ كلب الأهرامات
وفي اليوم التالي، قرر موشر وفريقه العودة لمراقبة الكلب، لكن جهودهم لم تؤت ثمارها، حيث لم يتمكنوا من رؤية الكلب. ومع ذلك، التقط أحد الأصدقاء مقطع فيديو للكلب وهو ينزل بأمان من الهرم. وأشار موشر: "أمس، بينما كنت أطير، رأيت هذا الكلب وقد تسلق القمة، لذا عدت اليوم لرؤية إن كان لا يزال هناك، رغبةً في إنقاذه وإعادته إلى الأرض".
فيديو كلب الأهرامات
وظهر موشر في مقطع فيديو نشره عبر حسابه على إنستغرام، معبرًا عن دهشته عندما لم يعثر على الكلب الذي كان يتجول فوق الهرم في اليوم السابق. قال: "ليس لدي أي فكرة كيف تمكن من تسلق هذا الهرم. الأمر جنوني".
وقد حقق الفيديو شهرة واسعة على وسائل التواصل الاجتماعي، حصد ملايين المشاهدات في غضون ساعات، وعلق المتابعون بشكل ساخر: "إنه كلب بلدي، يستطيع فعل أي شيء". في حين تساءل البعض عن كيفية صعود الكلب إلى قمة هذا الارتفاع الشاهق وما الذي دفعه لاختيار هذا المكان.
رمزية أنوبيس
تداعيات هذا المشهد المدهش دفعت بعض المتابعين إلى الربط بين الكلب وإله الموتى المصري القديم "أنوبيس"، الذي غالبًا ما يتم تصويره برأس كلب أو ابن آوى.
وأنوبيس هو اسم يوناني مشتق من الاسم المصري القديم "Anpu" أو "Inpu"، الذي يعني التعفن. يعكس هذا الاسم ارتباطه العميق بالموت والتحنيط، حيث كان يُنظر إلى أنوبيس كحامي الموتى ومرشد الأرواح.
صورته، التي تعكس رمزية الحياة بعد الموت، كانت تتعلق بالكلاب البرية التي تنبش القبور، مما جعل له مكانة مميزة في الديانة المصرية القديمة.
إله الموتى
أنوبيس، الذي يُعتقد أنه انبعث من الكلاب البرية القديمة، كان يرمز إلى الحماية من الفوضى. في الرسومات، يُظهر كإله يحمل الموازين التي تُوزن فيها قلوب الأرواح مقابل ريشة الحقيقة. وارتبط بلقب "أول الغربيين"، في إشارة إلى الروح الفانية التي تغادر إلى العالم الآخر.
الدور في الحياة الآخرة
كان أنوبيس شخصية محورية في كل جوانب الموت والآخرة. وفقًا للباحثة جيرا لدين بينش، ساعد أنوبيس في محاكمة الموتى، حيث كان يقود جيشًا من الرسل لمحاسبة من يتعدى على المدافن أو يهين الآلهة. كان دوره أيضًا يتعلق بكبح جماح الفوضى والشر، حيث عُرف بأنه الحامي للمدافن والموتى.
قصة الصراع مع ست
وتدور الأسطورة حول كيف أن نفتيس، زوجة ست، انجذبت إلى أوزيريس، مما أدى إلى ولادة أنوبيس. لكن خوفها من اكتشاف ست للعلاقة جعلها تهجر أنوبيس بعد ولادته. وعندما اكتشفت إيزيس، زوجة أوزيريس، الأمر، تبنت أنوبيس، مما أضاف بعدًا إنسانيًا إلى أسطورة هذا الإله.
ثم تروي قصة مثيرة عن صراع أنوبيس مع الإله الشرير ست. ففي الألفية الأولى قبل الميلاد، تخفى ست في هيئة فهد للاقتراب من جسد أوزيريس. ولكن أنوبيس أمسك به وكوى جسده بالحديد الساخن، مما أدى إلى تفسير البقع السوداء على الفهد. وبذلك، ارتدى أنوبيس جلد ست المدمى كتحذير لكل الأشرار.
كان أنوبيس هو السيد الأوحد للموتى والقاضي الشرعي للأرواح. ومع تزايد شعبية أوزيريس، بدأت تتداخل صفات أوزيريس مع أنوبيس، حيث أصبح الأخير يُعتبر ابنًا لأوزيريس ونفتيس، مما أدى إلى الحفاظ على مكانته رغم هذا التغيير.
الذي يقف على جبله المقدس
حمل أنوبيس عدة ألقاب تدل على مكانته ودوره في الميثولوجيا المصرية. من بين هذه الألقاب:
"أول الغربيين"، الذي يشير إلى الأرواح التي تعبر نحو الحياة الآخرة.
"سيد الأرض المقدسة"، في إشارة إلى نيكروبوليس، مدينة الموتى.
حاكم الغرباء التسعة"، الذي يعكس تصوير الأعداء الذين كانوا يُعتبرون أسرى أمام الملك.
"الكلب الذي يبتلع الملايين"، الذي يشير إلى دوره كإله الموت.
"سيد الأسرار"، لأنه يعرف ما ينتظر الناس بعد الموت.
"الذي يوجد في مكان التحنيط"، مما يعكس دوره الفعال في طقوس التحنيط.
"أهم من في الحجرة الإلهية"، مما يدل على أهميته في غرف التحنيط والدفن.
عبادة أنوبيس
على الرغم من عدم لعبه دورًا كبيرًا في العديد من الأساطير، فإن شعبيته كانت متزايدة، حيث كان الكهنة يرتدون أقنعة تمثله أثناء الطقوس. تركزت عبادة أنوبيس في سينوبوليس، حيث كانت تُقدّم له القرابين ويُبجل في كافة أرجاء مصر. لقد أصبح
aXA6IDE4LjE5MS4yMzguMTA3IA== جزيرة ام اند امز