صراع قادة طالبان يفتح الباب للقاعدة.. تقديرات الاستخبارات الأمريكية
إلى وقت قريب كان احتمال عودة تنظيم القاعدة الإرهابي لشنّ هجمات على الولايات المتحدة، أو أهداف أخرى عبر أفغانستان بعيدا.
لكنّ تقريرا استخباراتيا أمريكيا جديدا أفاد بأن تنظيم القاعدة قد يستخدم أفغانستان كقاعدة لشن هجمات على الولايات المتحدة خلال عامين، على الأقل، مع إعادة الجماعة الإرهابية تنظيم صفوفها.
التنظيم يعيد صفوفه
وطبقًا لصحيفة "التايمز" البريطانية، تزعم وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، أنه ورغم أن التنظيم متدهور للغاية، لدرجة أن يشكل تهديدا مباشرا بعد سنوات من هجمات الطائرات المسيرة، بيد أن الأمر بدأ يتغير، بعد شهر من سيطرة حركة طالبان على السلطة في كابول.
وقال نائب رئيس وكالة الاستخبارات المركزية دافيد كوهين، خلال مؤتمر أمني: "بدأنا نرى بالفعل مؤشرات على بعض التحركات المحتملة للقاعدة إلى أفغانستان. لكن ما زال الوقت مبكرا وسنراقب ذلك عن كثب".
وقال مدير وكالة استخبارات الدفاع الليفتانت جنرال سكوت بيرييه إن التقييم الحالي يشير إلى أن فترة زمنية من عام إلى عامين كافية لإعادة بناء القاعدة لبعض قدراتها، لافتا إلى أنه "في السابق تم تحديده بعامين أو أكثر، في ظل الظروف المناسبة".
وفي المقابل، قدم البنتاجون تقييما حول المدة التي سيستغرقها تنظيم القاعدة لإعادة تنظيم صفوفه.
خلاف قادة طالبان
"التايمز" ربطت هذا التحذير بورود تقارير عن خلافات بين قادة الحكومة الجديدة في كابول، مشيرة إلى أن المزاعم كانت مستمرة لدرجة أن متحدثا باسم طالبان اضطر لنفي مقتل الملا عبدالغني برادر الرجل الثاني في الحركة خلال خلاف عنيف.
ولم ير أحد برادر، الذي عين نائبا لرئيس الوزراء مؤخرا، منذ الخلاف مع خليل حقاني، وزير اللاجئين، ونشرت طالبان الليلة الماضية مقابلة تلفزيونية مع برادر عبر "تويتر"، قال فيها: "وسائل الإعلام تقول إن هناك خلافات داخلية. لا شيء بيننا، هذا ليس صحيحا".
وخلال المقطع القصير، ظهر برادر وهو يجلس بجوار المحاور، ويقرأ من ورقة على ما يبدو.
وكان برادر أحد قادة طالبان، الذي باشروا المفاوضات مع الولايات المتحدة، وتواصل مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب العام الماضي، لتأكيد "اتفاقية السلام" التي أدت إلى الانسحاب الأمريكي.
وكانت هيئة الإذاعة البريطانية قد أفادت بمغادرة برادر كابول متجها إلى قندهار، بعد صدام مع حقاني، بشأن من يجب أن ينال الفضل في انتصار طالبان.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن هذا الصراع على السلطة من المحتمل أن تكون له تداعيات خطيرة.
ويشغل سراج الدين حقاني، زعيم شبكة حقاني، منصب وزير الداخلية المسؤول عن تنفيذ وعد بعدم السماح للقاعدة بإعادة تنظيم صفوفها، وتربط عناصر الشبكة علاقات بالتنظيم ترجع للثمانينيات.
وسواء كانت القاعدة قادرة على إعادة تنظيم صفوفها والتخطيط لشن هجمات على الولايات المتحدة من عدمه، سيكون ذلك اختبارا لقرار الرئيس جو بايدن بسحب القوات من أفغانستان.
aXA6IDE4LjIyMS44LjEyNiA= جزيرة ام اند امز