"أزمة قرداحي".. لبنان بانتظار عودة ميقاتي
تستمر المواقف الرافضة لتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، التي أثارت أزمة مع العديد من الدول العربية.
وفيما لم تظهر أي بوادر لتصحيح الخطأ مع رفض قرداحي ومن خلفه "حزب الله" الاستقالة من الحكومة، يتوقع أن تسهم عودة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من اسكتلندا بعد مشاركته في قمة المناخ، في تحريك الجهود للوصول لحل للأزمة.
وقالت مصادر وزارية لـ"العين الإخبارية" إن هناك عملا لإيجاد حل في أسرع وقت ممكن ينطلق بشكل أساسي من استقالة قرداحي، يمهد الطريق نحو الحلّ الأشمل، ومن المفترض أن تبدأ معالمه بالظهور مع عودة ميقاتي، لا سيما أن المملكة العربية السعودية كانت واضحة، بأن المشكلة الأساسية تكمن في سيطرة حزب الله على القرار والسلطة في لبنان.
وقال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بوحبيب، إن الحكومة غير قادرة على تحجيم دور حزب الله، معتبرا أن "الحوار المتبادل بين لبنان والسعودية، هو السبيل الوحيد للمضي قدما لحل الخلاف".
وأشار إلى أنه "لم تكن هناك اجتماعات على أي مستوى بين الطرفين منذ تشكيل حكومة رئيس الوزراء نجيب ميقاتي منذ أكثر من شهر".
وفي إطار الرفض اللبناني الواسع لتصريحات قرداحي، كتبت الوزيرة السابقة مي شدياق عبر "تويتر" قائلة: "لم يستح العميل لحزب الله ولم يعتذر (في إشارة إلى قرداحي)، بل أصر على قلة الوفاء لدول الخليج، وفي طليعتها السعودية، غير مبالٍ بالأذى الذي تسبب به، جورج قرداحي، هذه ليست حرية رأي هذه خيانة".
وأكد النائب في "حزب القوات" ماجد إدي أبي اللمع، في حديث تلفزيوني، أن هناك مشكلة بعلاقتنا الخليجية جراء إصرار حزب الله على نزع هذه العلاقة مع محيطنا الخليجي، ويبدو أن ما يحصل مع الخليج نتيجة تراكمات وليس بسبب تصريح وزير الإعلام جورج قرداحي فقط، ولفت إلى أن عدم استقالة قرداحي زادت الأمور حدّة".
وأشار إلى أن الموقف الخليجي ليس ضد الشعب اللبناني بل ضد الفريق الذي يتهجّم عليهم، وبرأيي أن "البادي أظلم"، معتبرا أن وضع الحكومة اللبنانية في خطر لعدة أسباب، من بينها، أن لبنان يفقد علاقاته الخليجية الوثيقة، والتي أعطت حجما للاقتصاد لفترة طويلة بحكم الصادرات اللبنانية إلى الخليج ووقوفهم بجانبنا لعقود.
وكتب منسق "التجمع من أجل السيادة" نوفل ضو، عبر حسابه على "تويتر" قائلا: "لبنان أمام خيارين: مشروع حروب إيران، وحزب الله المستدامة، أو الرؤى السعودية والإماراتية والخليجية للتنمية المستدامة.. منذ 2005 تستغل المنظومة السياسية والحزبية الدعم العربي لتغطية الاحتلال الإيراني مقابل ضمان مواقعها في السلطة، اليوم انتهت اللعبة!".
وفيما بات معروفا في لبنان أن عدم استقالة قرداحي سببه رفض حزب الله، قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي: إن "وزير الإعلام جورج قرداحي لم يغلّب حسه الوطني على أي أمر آخر".
وفي أول تعليق له على رفض قرداحي الاستقالة، سرّب مكتب ميقاتي رسالة توجه بها إلى الوزراء في الحكومة عبر مجموعة "واتس آب" خاصة بالحكومة.
وجاء في الرسالة متوجها إلى الوزراء: لا أخفي عليكم أنني كنت ناشدت سابقًا الوزير قرداحي بأن يغلب حسه الوطني على أي أمر آخر، ولكن هذا لم يترجم واقعيا، وعليه نحن أمام منزلق كبير، وإذا لم نتدارك حل هذه الأزمة سريعا، نكون وقعنا في ما لا يريده أحد منا، اللهم اشهد أنني قد بلغت".
وأطلق قرداحي ،الذي عين مؤخرا وزيرا للإعلام في حكومة نجيب ميقاتي، تصريحات سلبية بحق السعودية بشأن حرب اليمن، ما استدعى ردا من الرياض بسحب سفيرها في بيروت، ومطالبة سفير لبنان لديها بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة.