تقرير استخباراتي يفضح دور عميل قطري في تنصيب فرماجو
يحاول فهد ياسين انتقاء وتعيين الرئيس التالي لوكالة الاستخبارات أو نائبه لتنظيم فريق تجسس تموله قطر تنفيذا لأجندة الدوحة في الصومال.
كشف تقرير استخباراتي سري حصلت عليه وسائل إعلام صومالية الخلفية الإرهابية للمتطرف وعميل قطر مدير ديوان القصر الرئاسي الصومالي فهد ياسين، وعلاقته الوثيقة بوصول الرئيس محمد عبد الله فرماجو إلى الحكم.
وذكر موقع "سونا تايمز"، الذي نشر مقتطفات من التقرير أنه وفقا للمعلومات المسربة التي شاركتها دول تربطها مصالح استراتيجية مع الصومال، أصبح ياسين عضوا في جماعة "الاتحاد" الإسلامية المنحلة الآن، وشارك في معارك في أراري وجيدو وبساسو في التسعينيات.
ويقول التقرير إنه في أواخر التسعينيات، أعادت جماعة "الاتحاد" النظر في استراتيجيتها نحو قتالها في الصومال وبعض الشخصيات البارزة، بما في ذلك حسن تركي وحسن ضاهر عويس وعبد الله علي هاش وجزء من جناح الشباب في الجماعة بسبب تحديات، لتختار نهجا إسلاميا أكثر مرونة في الصومال عبر استخدام الدعوة لنشر التعاليم الإسلامية بدلاً من إشهار السلاح.
رحلة فهد ياسين المبكرة
درّس ياسين الصحافة في اليمن وعمل في "صوماليتوك" وهو موقع على الإنترنت تملكه المنظمة الإسلامية المتطرفة، "الاتحاد الإسلامي"، قبل أن ينضم إلى فضائية "الجزيرة" القطرية، حيث عمل كمدير مكتب، ومراسل في مقديشو.
وبعد سنوات من العمل مع القناة القطرية، تم تعيينه ليكون رئيسا لمكتبها في العاصمة الصومالية، وهو المنصب الذي تمت مكافأته به بسبب علاقته الوثيقة مع حركة "الشباب" الصومالية الإرهابية المرتبطة بتنظيم القاعدة.
وذكر التقرير أنه مع توطد صلاته بحركة "الشباب"، أقام ياسين روابط جيدة مع كبار قادة الجماعة، بما في ذلك الزعيم الروحي القتيل أحمد عبدي جودان، وإبراهيم أفغاني، وحسن ضاهر عويس، ومختار روبو، ومعلم برهان، ليصبح سريعا وسيطا لتوصيل أموال قطر لحركة "الشباب".
وكشف التقرير الاستخباراتي عن أن مدير الديوان الحالي في فيلا صوماليا تلقى تدريبا استخباراتيا في قطر. وفي عام 2012، غادر ياسين فضائية "الجزيرة" وانضم إلى مركز أبحاثها.
ومنذ انضمامه إلى مركز الأبحاث، لم يقم ياسين بإصدار التقارير والتحقيقات التي اعتاد كتابتها عن الصومال، ما أثار تكهنات حول عمله الغامض، حيث أشار كثيرون إلى احتمال تورطه في أنشطة استخبارية.
ومع ذلك، ووفقا للتقرير، فقد كلف ياسين بجمع معلومات عن السياسيين والوضع السياسي في دولة القرن الأفريقي الذي عانت لعقود من الحرب الأهلية حيث كان بوابة لقيادة الصومال.
وفي بداية منصبه الجديد ، دعم ياسين جاما علي جاما، المرشح الرئاسي السابق في بونتلاند في صراعه نحو الرئاسة وسط مواجهة مع الرئيس الصومالي الراحل عبد الله يوسف أحمد، الذي قضى سنوات في معارك دموية ضد جماعة "الاتحاد" المتطرفة التي كان ياسين عضوا فيها في التسعينيات.
ومنذ ذلك الحين، استمر ياسين في دعم بعض الحملات السياسية للسياسيين الصوماليين.
وفي عام 2012، ساعد الصحفي السابق في قناة "الجزيرة" حسن شيخ محمود، الرئيس الصومالي السابق في الوصول إلى السلطة، بعد أن قام بتمويل ترشحه للرئاسة. ومع ذلك، لم تستمر علاقتهما لفترة أطول وانهارت في فترة قصيرة، بسبب شكوك محمود العميقة ومقاومته لوكالات ياسين السرية تجاه الصومال.
فهد وفرماجو
وفي أعقاب فشل قطر في إقناع الرئيس الصومالي السابق حسن شيخ محمود بالترويج لمصالحها الاستراتيجية في الصومال، كان عليها إعادة النظر في نهجها. وهذه المرة، خططت استراتيجية مدروسة بعناية تكفل تعيين رئيس صومالي يمكن أن يعطي الأولوية لمصالح قطر كهدف أولي.
لذلك، كُلف ياسين مهمة جديدة، وهي انتقاء الرئيس الصومالي الجديد.
ومنذ ذلك الحين أقام علاقات مع محمد عبد الله فرماجو بعد فترة وجيزة من إقالته من منصب رئيس الوزراء الصومالي في عام 2011 عقب اتفاق كمبالا، وصعد ياسين من علاقته مع فرماجو الذي اشتهر عقب استقالته.
ووفقا لتقرير الاستخبارات، حاول ياسين طلب منصب رئيس الوزراء لفرماجو من الرئيس حسن شيخ محمود خلال فترة ولايته، وهي محاولة قاومها الأخير، ما أدى إلى صراع سياسي متعدد الأوجه ضد صديقه القديم في حركة "الدم الجديد" الحاكمة.
ومع اقتراب ولاية محمود من نهايتها، أيد ياسين فرماجو كمرشح مفضل له لمنصب الرئيس الصومالي الجديد. ومع ذلك، كان لا يزال هناك مهمة معلقة بالنسبة له لاستكمالها، وهي اختيار رئيس الوزراء.
وخلال بحثه عن مرشح مناسب، التقى ياسين مع حسن علي خير، رئيس الوزراء الصومالي الحالي، بينما كان يعمل مع وكالة الإغاثة، "مجلس اللاجئين النرويجي" حيث كانت أوسلو والدوحة تعملان على خطة لتسهيل المحادثات بين حركة "الشباب" والحكومة الاتحادية بقيادة حسن شيخ محمود.
وقد أدى ذلك إلى قيام مجموعة مراقبة تابعة للأمم المتحدة إلى إصدار تقرير يتهم حسن علي خير بإقامة صلات مع حركة "الشباب"، وهي الجماعة الإرهابية التي تقاتل للإطاحة بالحكومة الصومالية المدعومة من الغرب.
فترة أبحاث غامضة
أثناء عمله في مركز أبحاث "الجزيرة"، قام ياسين بتنظيم فريق من جماعة "الاتحاد الإسلامي"، يضم عبد الشكور علي مير، وهو حاليًا عضو في البرلمان الاتحادي، وبلال محمد عثمان "مساعد الرئيس"، وجاما عيديد "السفير الصومالي في تركيا"، وسعيد حسين عيد، وزير الزراعة في حكومة رئيس الوزراء خير وعبد الرازق شولي نائب مدير ديوان فيلا الصومال، للترويج لفرماجو ليفوز بانتخابات 2017 الرئاسية.
وبذل ياسين جهداً لإقامة علاقات مع فريق حملة إعادة انتخاب الرئيس محمود، بما في ذلك رئيس الوزراء الحالي حسن علي خير، وثابت عبدي محمد، ورئيس بلدية مقديشو السابق، جمال محمد حسن، ووزير التخطيط وعبد الرشيد محمد، وزير البترول ووعدهم بمناصب في حكومة فرماجو، إذا تم انتخابه رئيسًا للصومال.
تهديد فهد ياسين السياسي لفرماجو
إلى جانب منصبه كمدير ديوان لفيلا صوماليا، يقود فهد ياسين مجموعة عملت معه خلال الحملة الانتخابية للرئيس فرماجو ويدير أموال قطر من أجل السياسة في الصومال.
وعلاوة على ذلك، ضمن ياسين ولاء 70 نائباً صومالياً صوتوا لصالح فرماجو خلال انتخابات فبراير/شباط 2017، ودفع لهم رواتب شهرية تتراوح بين 3 آلاف و4 آلاف دولار، في محاولة للإبقاء على نفوذ فيلا الصومال قويا في البرلمان.
جعلت هذه القضية منه شخصية أكثر قوة في عملية صنع القرار في البلاد، حيث استثمر أموال كثيرة في السياسة، متهربا من مساءلة الحكومة.
وأشار التقرير الذي نشرته موقع "سوناتايمز" كذلك إلى أن ياسين يعارض النظام الفيدرالي، وإعادة بناء الجيش الوطني الصومالي، ووجود بعثة الاتحاد الأفريقي المكلفة من قبل الأمم المتحدة "أميصوم" وسياسة الدول الغربية تجاه البلاد.
ولكن وفقا للتقرير، أعطى ياسين موافقته على تشكيل مجموعة متمردة يقودها نائب زعيم "الشباب" السابق والمتحدث باسمها مختار روبو علي المعروف باسم "أبو منصور" الذي انشق مؤخرا وانضم إلى الحكومة الصومالية للقتال ضد المسلحين؛ بدلا من إعادة بناء الجيش الوطني الصومالي.
وخلص تقرير الاستخبارات إلى أن ياسين يحاول انتقاء وتعيين الرئيس التالي لوكالة الاستخبارات الصومالية أو نائبه في محاولة لتنظيم فريق تجسس تموله دولة قطر وتدربه إيران لتنفيذ أجندة الدوحة السرية في الصومال.
aXA6IDE4LjIxOC43Ni4xOTMg
جزيرة ام اند امز