السوبر الفرنسي بتل أبيب.. احتدام على بساط أخضر يكرس استقرار المنطقة
تكرس المعركة الكروية التي تستضيفها تل أبيب، اليوم الأحد، بين فريقي باريس سان جيرمان المملوك لرجل الأعمال القطري ناصر الخليفي ونانت، لشرق أوسط مستقر.
واقع جديد تفرضه معادلات السياسة في الشرق الأوسط التي غادرت على مدار العقد الماضي سلسلة مطبات هوائية، فيما الجهود منصبة على الدفع بالإشكاليات من قلب المنطقة إلى هواش ما زالت تشهد اضطرابات بفعل مؤثرات خارجية.
وتضع تل أبيب قدما على خارطة الرياضة العالمية، الأحد، باحتضان ستاد بلومفيلد لمباراة كأس السوبر الفرنسي.
وبدأت إسرائيل تخرج تدريجيا من عباءة الترويج التقليدي لسياحتها الوافدة، عبر طرق أبواب لم يتم طرقها مسبقا، في محاولة لجذب 10 ملايين سائح سنويا بحلول 2030، من 4.5 ملايين حاليا، الأمر الذي يعكس مشهدا أكثر استقرارا للشرق الأوسط.
ويحتشد نحو 30 ألف متفرج في ستاد بلومفيلد في تل أبيب، مساء الأحد، لمتابعة المباراة، التي تعد جزءا من مبادرة لرجل الأعمال الإسرائيلي الكندي سيلفان آدامز لجلب الأحداث الرياضية الكبرى لإسرائيل.
وقالت صحيفة (جروزاليم بوست) الإسرائيلية: "المباراة هي جزء من مبادرة من رجل الأعمال الإسرائيلي الكندي والمحسن سيلفان آدامز، وكذلك مجموعة كومتيك".
أما صحيفة (إسرائيل هيوم) واسعة الانتشار فقالت: "ستقام المباراة في إطار مبادرات المحسن ورجل الأعمال سيلفان آدامز ومجموعة كومتيك لجلب أكبر الأحداث الرياضية والترفيهية في العالم إلى إسرائيل".
وتحدث "آدامز" لفريق سان جيرمان، الذي يترأسه رجل الأعمال القطري ناصر الخليفي، مساء السبت: "مرحبًا بكم في إسرائيل، نحن متحمسون للترحيب بكم هنا.. تل أبيب هي واحدة من أكثر مدن العالم إثارة ومتعة".

وأضاف: "آمل أن تتاح لكم الفرصة للقيام بجولة فيها. استمتعوا بالطعام، واستمتعوا بالمطاعم. إسرائيل دولة مفتوحة وصبورة وديمقراطية وآمنة جدا".
وتأمل إسرائيل في جذب فرق رياضية كبيرة ولاعبي كرة قدم مشهورين مثل ميسي ونيامار وراموس للمزيد من السياح إليها وجعلها أكثر قبولا من قبل الفرق الرياضية الدولية.
وقال آدمز: "هذه هي السنة الثانية على التوالي التي يأتي فيها كأس السوبر الفرنسي إلينا وسينقل وجه إسرائيل الجميل إلى مئات الملايين من المنازل حول العالم. ستأتي الفرق إلينا وستبقى هنا لعدة أيام ويستمتعون بالمناظر الخلابة لبلدنا".
صحيفة (إسرائيل هيوم) الإسرائيلية علقت على الزيارة قائلة: "إن سيكون متحف التسامح في القدس الراعي الرسمي لكأس السوبر الفرنسي بهدف تعزيز التسامح والصبر من خلال الرياضة".
وفي هذا الصدد، قال ميسي ونيامار إنهما سعيدين جدا بعودتهما إلى إسرائيل.
وذكر موقع (تايمز أوف إسرائيل): "هذه هي السنة الثانية لإسرائيل التي تستضيف فيها كأس الأبطال، أو كأس السوبر الفرنسي، بعد افتتاح الموسم للدولة اليهودية من قبل الملياردير سيلفان آدامز".
وزار ميسي إسرائيل آخر مرة في عام 2019 مع المنتخب الأرجنتيني في مباراة استعراضية ضد أوروجواي، لكنه غاب عن مباراة كأس الأبطال العام الماضي، كما فعل البرازيلي نيمار.
كما زار ميسي إسرائيل مرة من قبل مع فريقه السابق نادي برشلونة.
وقال باريس سان جيرمان إنه سيأخذ المباراة على محمل الجد بعد خسارته مباراة العام الماضي في هزيمة مفاجئة 1-0 أمام ليل.

وحظي ميسي باستقبال الأبطال لدى وصوله إلى مطار بن غوريون في تل أبيب، مساء الجمعة.
وعادة ما يجلب نجوم الكرة معهم معجبين من أنحاء العالم وهو ما يعتقد أنه انعكس على حجوزات الفنادق في تل أبيب.
وقالت صحيفة (إسرائيل هيوم): "انتظر 150 مشجعًا إسرائيليًا خارج فندق هيلتون في تل أبيب، لمجرد إلقاء نظرة على أكبر نجوم كرة القدم في العالم. مر معظم اللاعبين بسرعة دون أن ينتبهوا، ولوح بعضهم بأيديهم".
وأضافت: " في الأيام التي يتوجب فيها على الآباء إيجاد آلاف الدولارات لاصطحاب أطفالهم في رحلات، أو عندما ينفق عشاق كرة القدم أفضل مدخراتهم لمشاهدة النجوم الكبار في الملعب، لن يضطروا هذه المرة إلى الذهاب بعيدًا لمشاهدة مباراة كرة قدم دولية على أعلى المستويات".
ونقلت عن الإسرائيلي أساف قوله: "أنا سعيد لأن مثل هذه الجماعات تأتي إلى إسرائيل، فهذا يوفر لي الكثير من المال".
الخليفي.. ضيف تل أبيب
ونادي باريس سان جيرمان الفرنسي تحول إلى ضيف دائم على الملاعب الإسرائيلية للسنة الثانية على التوالي بخوضه لقاء كأس السوبر المحلي، كأس الأبطال، ضد مواطنه نانت في تل أبيب.
وكان الاتحاد الفرنسي قد استقر في مارس/أذار الماضي على إقامة نهائي كأس السوبر، أو كما يطلق عليه الفرنسيين، كأس الأبطال، في إسرائيل للسنة الثانية على التوالي عقب نجاح النسخة الأولى التي شهدت حضوراً جماهيرياً كاملاً في ملعب بلومفيلد في تل أبيب يوم 1 أغسطس/أب من العام الماضي.
سر تحول باريس لضيف دائم في تل أبيب هو مشاركته الدائمة في كأس السوبر بفضل تحقيقه لقب الدوري الموسم الماضي، ولقب كأس فرنسا في الموسم الذي سبقه.
بالإضافة إلى ذلك فإن استضافة إسرائيل لكأس السوبر الفرنسي مرتبطة بوجود فريق بحجم باريس وليس أي فريق آخر، لما يعنيه وجود هذا النادي العملاق بما يمتلك من نجوم على أرض تل أبيب.
ولا يمكن نسيان علاقة الإسرائيلي بيني زاهافي وكيل اللاعبين الشهير بباريس سان جيرمان من خلال تسهيله انتقال نيمار دا سيلفا لاعبه للباريس في صيف 2017 من خلال مبلغ دفعه ناصر الخليفي للوكيل الإسرائيلي.

وقد حققت حكومة إسرائيل، بحسب ما نشرت صحيفة "التايمز" الإسرائيلية وقتها، استفادة قصوى، كونها حصلت على نصف ما تلقاه زهافاي، 19 مليون يورو وفقاً لما ينص عليه قانون ضريبة الدخل في إسرائيل.
وبعيداً عن طبيعة باريس سان جيرمان كبطل دائم في فرنسا واستضافة إسرائيل للفريق سنوياً، فمن الضروري التأكيد على وجود علاقة قوية تجمع رجل الأعمال القطري بنظرائه في إسرائيل.
والعام الماضي، قدم الخليفي الشكر إلى إدارة نادي مكابي تل أبيب على استضافة معسكر الفريق تحضيراً للقاء السوبر ضد ليل.
وطالب الخليفي إدارة النادي الإسرائيلي بتنظيم وديتين للفريق تحضيراً للقاء السوبر، وذلك في صيف تزامن مع حضور ليونيل ميسي أحد أهم اللاعبين في تاريخ كرة القدم لباريس.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTUzIA==
جزيرة ام اند امز