هل تفعلها فرنسا؟.. حلم ماكرون بين خطط ديشامب وقدم مبابي
يقترب الرئيس الفرنسي من دخول التاريخ من باب الرياضة وليس السياسة إذا فاز منتخب بلاده في المواجهة مع نظيره الأرجنتيني في نهائي مونديال قطر، ليكون أول رئيس فرنسي يحمل كأس العالم مرتين على التوالي.
كان حضور إيمانويل ماكرون، أمس الأربعاء، لافتا في قطر خلال مباراة منتخب فرنسا في نصف النهائي أمام المنتخب المغربي والتي فاز بها "الديوك" بهدفين دون رد.
هو نفسه الحضور اللافت لماكرون في روسيا في 2018 قبل أربعة أعوام في المباراة النهائية لكأس العالم التي انتصرت فيها فرنسا على منتخب كرواتيا.
وحينها أعادت فرحة الفرنسيين بالمونديال جانبا من شعبية ماكرون التي أضعفتها مؤشرات الاقتصاد الفرنسي وأزمات داخلية.
فوز المنتخب الفرنسي بكأس العالم لكرة القدم للمرة الثانية على التوالي إذا حدث يتخطى بكثير الجانب الرياضي للعبة الأكثر شعبية في العالم، ليمس سياسة الرئيس ماكرون الذي اتخذ من شعار "عودة فرنسا" إلى الساحة الدولية محورا لبرنامجه.
وإذا كانت فرنسا لم تحقق انتصارا كبيرا في سياستها الخارجية أو خرقا للملفات الصعبة مثل حرب أوكرانيا والاتفاق النووي الإيراني وليبيا وسوريا، فإن فوزا كهذا كفيل أن يخلد اسم ماكرون في التاريخ.
دبلوماسية المونديال
باتت فرنسا، حاملة لقب مونديال روسيا 2018، قاب قوسين أو أدنى من تحقيق اللقب الثاني على التوالي وهو ما يحتم، حسب المراقبين، على ماكرون أن يوظف هذا الإنجاز في السياسة.
حين استقبل ماكرون عام 2018 في قصر الإليزية بعثة المنتخب الفرنسي لكرة القدم بقيادة ديشامب والتي شاركت في نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، لتكريم منتخب بلاده الفائز بالبطولة منحه وسام جوقة الشرف بدرجة فارس، وهو التكريم الرسمي الأعلى في البلاد.
وأكد ماكرون وقتئذ، في كلمته أثناء استقبال بعثة المنتخب الفرنسي، أن هذا التكريم سيظل معهم للأبد، ولكنه أيضاً يتطلب مسؤوليات وواجبات كبيرة.
وقال ماكرون إن "على اللاعبين أن يظهروا جانب المثالية والالتزام الذي يتطلبه الحصول على هذا التكريم خلال مسيرتهم الرياضية والحياتية أيضاً، وعدم نسيان قيم الأمة الفرنسية".
وشدد الرئيس الفرنسي في الحديث عن نهائي مونديال روسيا أمام كرواتيا في منتصف يوليو 2018، وفازت به فرنسا بنتيجة كبيرة (4-2)، أن "فرنسا بأكملها انقلبت رأسا على عقب بهذا التتويج".
كما وصف ماكرون المهاجم أنطوان جريزمان بـ"الموهوب الرائع"، بينما ذكر أن الاتحاد الدولي للعبة "فيفا" اختاره الأفضل في تلك المباراة.
حينها أيضا قارن رئيس فرنسا، النجم كيليان مبابي بالأسطورة البرازيلي بيليه، مؤكداً أنه على الرغم من صغر سنه، إلا أنه برهن على "نضجه واحترافيته"، في الوقت الذي هنأ فيه المدرب ديدييه ديشامب على "فلسفته في الحياة".
واختتم ماكرون حديثه بالتأكيد على أن هذا "الانتصار الكبير لم يولد في روسيا"، ولكنه نتاج عمل سنوات متواصلة، وعملية "إعادة بناء" الفريق.
ديشامب ومبابي
حقق ديديه ديشامب المدير الفني لمنتخب فرنسا رقما قياسيا فريدا بعد التتويج بلقب كأس العالم 2018 عقب الفوز على كرواتيا بأربعة أهداف مقابل هدفين.
ونجح ديشامب في تحقيق لقب كأس العالم كلاعب وكمدرب بعد أن توج بمونديال 2018 كمدير فني للديوك الفرنسية وسابقاً كواحد من لاعبي منتخب فرنسا في نسخة 1998.
وبهذا استطاع ديديه ديشامب أن يعادل رقم كل من البرازيلي ماريو زاجالو والألماني فرانز بيكنباور لينضم لقائمة الأساطير اللذين حملوا لقب المونديال كلاعبين ومدربين على مر التاريخ.
إذا فاز ديشامب بمونديال قطر بتخطي الأساطير ليصنع أسطورة فرنسية خالصة لم يكررها أي من سابقيه فرنسيا أو عالميا، بالتتويج بالبطولة مرتين كمدير فني ومرة كلاعب.
أما قائد الهجوم الفرنسي المخضرم كيليان مبابي لاعب باريس سان جيرمان الذي كان صغيرا حين فاز بمونديال روسيا 2018 فيؤكد في تصريحات صحفية أن ماكرون كان السبب في بقائه بصفوف باريس سان جيرمان، بعدما كان دائم الاتصال به لإقناع بالبقاء وعدم الرحيل لريال مدريد الإسباني.
وبات على مبابي رد الجميل لماكرون بالمونديال الثاني الذي يدخل الرئيس الفرنسي بوابة التاريخ من باب كرة القدم بعد أن كشف حديثه مع ماكرون قبل تجديد تعاقده مع باريس سان جيرمان قائلا: "أعلم أنك تريد الرحيل ولكنني أريدك أن تعلم أنك مهم لفرنسا أولًا ولا نريدك تغادر، الجميع يحبط هنا ولديك فرصة لصنع التاريخ لك ولبلدك".