مجلة فرنسية: 5 شكوك حول قدرة قطر على تنظيم مونديال 2022
مجلة فرنسية ترصد 5 أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية ورياضية وإنسانية تحول دون قدرة قطر على تنظيم كأس العالم 2022.. اقرأ التفاصيل.
على الرغم من تسلم قطر الشعلة رسميا لتنظيم مباريات كأس العالم 2022، فإن مجلة فرنسية تشكك في قدرة الدوحة على تنظيم المباريات وإنجاح تلك الفعالية العالمية، راصدة 5 أسباب سياسية واقتصادية واجتماعية ورياضية وإنسانية ستحول دون ذلك.
وذكرت مجلة "شالنج" الاقتصادية الفرنسية أن هناك عدة عراقيل لن تتمكن قطر من تخطيها لتنظيم المونديال، أبرزها عدم قدرتها على إتمام مواقع البناء بسبب مقاطعة الدول العربية الكبرى لها، نظرا لسياساتها العدائية ودعمها للإرهاب، بجانب وظروف العمل المجحفة للعمال الأجانب في مواقع البناء.
وأضافت المجلة الفرنسية إلى الأسباب الاضطرابات المتوقع حدوثها في الأجندة الرياضية الدولية بتغيير توقيت إقامة المباريات من الصيف إلى الشتاء بسبب ارتفاع درجات الحرارة، بجانب الشكوك حول عدد المنتخبات التي تستطيع قطر استقبالها، والتهديدات الإرهابية، واختلاف ثقافة المجتمع القطري مع ثقافة المونديال.
فشلها في إتمام مواقع البناء
وأوضحت "شالنج" أن أعمال البناء في الملاعب توقفت لفترة طويلة، بعد إعلان الدول العربية الكبرى وعلى رأسها الإمارات والسعودية والبحرين مقاطعة لقطر لاتهامها بدعم وتمويل الإرهاب، ما تسبب في تأخير تسليم الملاعب التي بدأت قطر في تشييدها منذ عام 2010، وهذا التوقف جعل الدوحة تخوض سباقا ضد عقارب الساعة، وفقا للمجلة.
ولفتت إلى أنه وقت إعلان ترشيح قطر لم تكن الدوحة تمتلك أي ملعب صالح لاستقبال برنامج لـ64 مباراة، فكان عليها بناء أو تجديد ملاعبها لاستيعاب تنظيم كل مراحل البطولة.
ونقلت المجلة عن جون باتيست جويجان، الأستاذ بالمدرسة العليا للتجارة والتسويق بفرنسا، قوله إنه "منذ صيف 2017 أغلقت دول الجوار المتمثلة في السعودية والإمارات والبحرين حدودها برا وبحرا وجوا مع تلك الإمارة الصغيرة لضلوعها في إثارة التوترات ودعم وتمويل الإرهاب"، مشيراً إلى أن "تلك المقاطعة كبدت الدوحة خسائر ضخمة بدفع تكاليف مضاعفة لاستكمال الملاعب واستيراد جميع المواد اللازمة لعملية التشييد لا سيما من الصين".
وأوضح أنه "من المقرر تسليم الملاعب في 2021، وفي حالة التأخر عن موعد التسليم فإنه سيتم سحب تنظيم المونديال 2022 من قطر".
ظروف العمال الأجانب.. واتهامها بـ"العبودية"
وبحسب المجلة الفرنسية فإن العامل الثاني الذي يثير شكوكا حول استمرار قطر في تنظيم المونديال هو سوء أوضاع العمال الأجانب في قطر، خاصة بعد تقدم عدة منظمات حقوقية بشكاوى تتهم فيها السلطات القطرية بالتعامل مع العمال بنظام "السخرة" و"العبودية"، والذين يبلغ عددهم نحو 4 آلاف عامل، الغالبية العظمى منهم من آسيا، وتسبب ظروف العمل السيئة والمجحفة في مقتل المئات والذين يصعب تقدير عددهم لتعتيم السلطات القطرية على أعداد الوفيات الحقيقية.
ووفقا للمجلة فإنه من المتوقع وفاة مزيد من العمال لمراوغة الدوحة في تحسين ظروفهم، حيث إنهم لا يتقاضون سوى الفتات، ويعملون في ظل درجات حرارة مرتفعة لساعات طويلة، وهو ما يتعارض مع أبسط مبادئ حقوق الإنسان، الأمر الذي يعزز من شكوك استمرار قطر في تنظيم المونديال ما لم توفق ظروف وأوضاع هؤلاء العمال.
اضطرابات الأجندة الرياضية الدولية
شوكة أخرى في حلق الدويلة الصغيرة، التي تطمح لتنظيم ذلك الحدث الأضخم في العالم، وهو عدم توافقها مناخيا مع الحدث لكون معظم الملاعب مكشوفة، كما أن التوقيت المعروف لتنظيم مباريات البطولة هو فصل الصيف، الأمر الذي يجعل حضور المباريات أمرا شاقا على اللاعبين والجماهير أيضا، ما دفع قطر للالتفاف بتغيير أجندة المباريات، بحسب المجلة الفرنسية.
وفي 19 مارس/ آذار 2015، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" أن مباريات كأس العالم لكرة القدم 2022 ستقام في فصل الشتاء بداية من 21 ديسمبر/كانون الأول، للمرة الأولى في التاريخ، وذلك بعد شهور من الجدل حول توقيت المباريات لارتفاع درجات الحرارة في الصيف.
من جانبه، قال كريستوف لوبيتي، مسؤول الدراسات الاقتصادية بمركز الحقوق والاقتصاد والرياضة في فرنسا، إن تغيير توقيت تنظيم المباراة أحدث اضطرابات في الأجندة الرياضية الدولية، لكون ذلك التوقيت يمثل أحد أوقات الذروة في الدوريات الأوروبية الكبرى، ما سيؤدي إلى تغيير الأجندة الرياضية الدولية بأكملها، مشيرا إلى أن ما فعله سيب بلاتر حينما كان يدير الفيفا بتغيير أجندة تخص العالم بأسره من أجل حصول دولة على تنظيم المونديال يمثل "خطأ فادحا".
وأشار لوبيتي إلى أن "تغيير التوقيت عزز من الشكوك المتعلقة بضغط الدوحة على مسؤول الفيفا في ذلك الوقت، وتأكيد اتهامات الفساد واستغلال النفوذ والإجرام والحصول على الرشاوى من قبل قطر للتغاضي عن الظروف الاستيعابية لها لتحصل على تنظيم المونديال"، لافتا إلى أنه من الممكن أن يتدارك الفيفا ذلك الخطأ ويسحب المونديال من الدويلة المنظمة له لعدم قدرتها على التكيف المناخي لتنظيم المباريات.
استيعاب عدد المنتخبات
أزمة أخرى رأت المجلة الفرنسية أنها تواجه الدوحة، وهي عدم قدرتها على استيعاب عدد المنتخبات، حيث أعلن الفيفا زيادة عدد المنتخبات المشاركة في مباريات كأس العالم لتصل إلى 48 فريقا بحلول عام 2026، إلا أن قطر لن تستطيع استقبال أكثر من 32 منتخبا فقط، فيما أعلن رئيس الفيفا جياني إنفانتينو أنه بصدد زيادة عدد المنتخبات بدءا من 2022.
من جانبها، قالت كارول جوميز، الباحثة بمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسي، إن الهدف الرئيسي من تلك الخطوة تحسين صورة الفيفا بإشراك أكبر قدر ممكن من المنتخبات في هذا الحدث العالمي، مشيرة إلى أن المستفيد الأكبر من تلك الخطوة الدول الأفريقية والآسيوية، إلا أنه على إنفانتينو التحدث أولا مع القطريين حول تلك الخطوة التي يمكن أن تقابل بالرفض لعدم القدرة الاستيعابية للملاعب القطرية.
التكيف مع ثقافة المونديال والخطر الإرهابي
العائق الخامس الذي يثير الشكوك حول قدرة قطر على تنظيم المونديال، وفقا للمجلة، هو مدى تكيف الجماهير مع المجتمع القطري، ومدى قدرة الدوحة على التأقلم مع ثقافة المونديال.. وفي هذا الصدد أشارت المجلة إلى أنه في الوقت الذي تسعى فيه الدوحة لتحسين صورتها، بعد توالي الفشل الذي يلاحقها، فإن أي فشل آخر في عملية تنظيم المونديال سينعكس على صورتها في العالم.
وأوضحت المجلة أنه على الرغم من المزاعم بأن قطر معتادة على تنظيم الفعاليات الرياضية فإن ذلك الحدث الأضخم في العالم مختلف تماما بالنسبة للأحداث الأخرى التي نظمتها تلك الإمارة الصغيرة.
وعاد جون باتيست جويجان، الخبير الاقتصادي والتسويقي، ليقول: "إن قطر من المقرر أن ستستقبل الآلاف من السيح الأجانب خلال تلك الفعاليات"، موضحا أن تلك الدويلة تحيطها الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، فضلا عن تورطها في تمويل الإرهاب، الأمر الذي يعرضها إلى تهديدات إرهابية انتقامية ما يعرض البطولة للخطر، فضلا عن مسألة تكيف الجماهير مع ثقافة المجتمع الخليجي".