رشاوى قطر.. معاول خراب تقوض حوار الصومال
لا شيء يهم قطر في الوقت الراهن سوى التمديد لفرماجو، حتى تضمن بقاء الرئاسة تحت وصايتها، وتؤمن سيطرتها على المشهد
معادلة خراب ثنائية أقطابها قطر والرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو، فيما يضطلع رئيس الاستخبارات فهد ياسين بدور شارة الضرب بينهما، لتكون النتيجة مشهدا سياسيا داخليا بالغ التعقيد ومفتوحا على جميع السيناريوهات المخيفة.
فلا شيء يهم قطر في الوقت الراهن سوى التمديد لفرماجو، حتى تضمن بقاء الرئاسة تحت وصايتها، وتؤمن سيطرتها على المشهد، في مسار ملغوم يقوض حوارا سياسيا داخليا.
رشاوى سياسية تلقيها الدوحة بأفواه زمرتها من الساسة الصوماليين الفاسدين، تتخذها طعما لمعاول الخراب الداخلية التي تدفع نحو المجهول في بلد يحاول بلوغ نقطة التقاء سياسية تمكنه من العبور نحو شاطئ السلام.
حملة قطرية.. والأداة: فرماجو
تقرير لموقع "غرووي أون لاين" الصومالي، ذكر أن السفير القطري لدى مقديشو حسن بن حمزة يقوم بحملة يسعى من خلالها لحصول فرماجو على تمديد بفترة حكمه قبل انتهاء فترته الرئاسية.
وكشف التقرير أن حمزة أجرى، الأسبوع الماضي، لقاءات منفصلة مع رؤساء ولايات غلمدغ وجنوب غرب الصومال وهيرشبيلي لإقناعهم بتوحيد موقفهم مع الحكومة الفيدرالية.
ولفت إلى أن الدوحة تدفع ملايين الدولارات من أجل بقاء فرماجو على رأس السلطة في الصومال، كما تعمل على أن يدعم رؤساء الولايات خطة التمديد للرئيس الحالي، وذلك خلال استئناف الحوار السياسي في مدينة طوسمريب السبت المقبل.
ومؤخرا، استضافت عاصمة ولاية غلمدغ وسط الصومال مؤتمرا تشاوريا بين الحكومة الفيدرالية ورؤساء الولايات الإقليمية، عقب خلافات عميقة حول ملف الانتخابات.
وبحسب التقرير، يسعى فرماجو إلى فرض عزلة سياسية على ولايتي بونتلاند وجوبلاند اللتين تعارضان بشدة التمديد له بدعم قطري.
وأشار إلى لقاء جمع السفير القطري مع رئيس مجلس الشعب الصومالي (الغرفة الثانية للبرلمان) محمد مرسل شيخ عبدالرحمن، قبل عزل رئيس الوزراء السابق حسن علي خيري، بشهر، ناقش معه برنامج سحب الثقة عن الحكومة وإسقاط رئيس الحكومة.
وذكر موقع "غرووي أون لاين" في تقريره أن خيري سافر إلى قطر قبل مشاركته في مؤتمر طوسمريب، وأن السلطات القطرية في الدوحة "عرضت عليه الاستقالة من منصبه"..
التقرير نفسه أكد أن الدوحة حاولت حينها إغراء خيري برشوة سياسية ليكون كبش فداء في التمديد لفرماجو الذي تموله الدوحة، لكن مصادر مطلعة أشارت إلى أنه "رفض التمديد جملة وتفصيلا".
عرابة الخراب
ويقول التقرير إن قطر معروفة بتدخلاتها السافرة في الشأن الداخلي لعدد من دول الأعضاء في جامعة الدول العربية التي انزلقت في حروب أهلية.
ولفت إلى أن تركيا حليفة مع قطر في تلك التدخلات، لكن الدوحة تعيش في عزلة عربية فرضتها دول العمق العربي لكبح أدوارها التخريبية في المنطقة.
وفي 22 يوليو/ تموز الماضي، اتفق رؤساء الولايات الإقليمية والحكومة الفيدرالية، في عاصمة ولاية غلمدغ، على إجراء الانتخابات الصومالية في موعدها المقرر، على أن تكون توافقية ترضي جميع الأطراف، والاجتماع مجددا، في نفس المدينة.
لكن غداة العودة من طوسمريب، دبّر فرماجو مكيدة مع رئيس مجلس الشعب لعزل رئيس الوزراء خيري وسحب الثقة عن حكومته، وهو ما تم تنفيذه في 25 يوليو/تموز الماضي لرفضه خطة تمديد فترة رئيس البلاد .
وحذر رئيس ولاية غلمدغ أحمد عبدي كاريه قور قور، الأربعاء، جميع الأطراف الصومالية من عرقلة مسار الحوار السياسي الرامي لإنقاذ البلاد من أتون عدم الاستقرار .
ومن المقرر إجراء الانتخابات الصومالية التشريعية في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، أما الرئاسية فمن المنتظر إقامتها في فبراير/ شباط المقبل . ويتمسك فرماجو بإجراء الاقتراع المباشر في الانتخابات الصومالية ما يمكنه من تمديد عام إضافي على الأقل.
فيما ترفض الولايات وأحزاب المعارضة هذا التوجه، ويدعون إلى إجراء انتخابات بنظام "4.5" العشائري المعروف بتقاسم السلطة بالبلاد.
ويرى خبراء أن فرماجو يسعى لشق صف المعارضة السياسية والولايات عبر إطاحته برئيس حكومته وإحداث بلبلة، ومساومة التمديد مقابل طرح اسم الشخصية المرشحة لقيادة الحكومة المقبلة.