مخطط قطري "خبيث" لإجهاض إرادة الشعب السوداني
مصادر تكشف لـ"العين الإخبارية" مخططا قطريا للتدخل في شؤون السودان والتأثير على إرادة السودانيين
كشفت مصادر لـ"العين الإخبارية" عن اجتماعات مكثفة تقودها أحزاب سياسية سودانية ذات خلفيات إخوانية برعاية مباشرة من قطر، بغرض الاندماج في كتلة واحدة لمواجهة الانتفاضة الشعبية ضد هذا التنظيم البائد لإجهاضها.
- بالفيديو.. طرد مدير مكتب "الجزيرة" بالخرطوم من ساحة الاعتصام
- الجالية المصرية تطرد قناة الجزيرة من تغطية لقاء السيسي وترامب
ووفقا للمصادر فإن القوى السياسية التي ستندمج في حزب واحد بناء على الخطة القطرية، المؤتمر الوطني (حزب الرئيس المعزول) بجانب حزب الإخواني الراحل حسن الترابي "المؤتمر الشعبي" وحركة "الإصلاح الآن" التي أسسها مستشار البشير سابقا غازي صلاح الدين، ومنبر السلام العادل الذي يقوده خال الرئيس المعزول الطيب مصطفى، واتحاد تيار الأمة الإخواني المؤيد لداعش محمد علي الجزولي.
وتحاول قطر بكل ما تملك نجدة نظام الإخوان البائد في السودان، عن طريق تدخلات مفضوحة لوأد الإرادة الشعبية التي انتصرت بعزل عمر البشير، الشيء الذي أثار حفيظة الشارع السوداني بشكل لافت ودفعه إلى ترديد شعارات مناوئة للدوحة.
وتجلت تدخلات الدوحة، وفقاً لمهتمين في توجيه بوقها الدعائي المسمى بـ"الجزيرة" للتقليل من الحراك الشعبي ضد الرئيس المخلوع عمر البشير في بادئ الأمر لقتله في مهده، ولكن بعد تصاعد الاحتجاجات والإطاحة برؤوس نظام الإخوان لجأت قطر إلى أساليب تبدو تخريبية لإجهاض ثور الشعب السوداني في مواجهة الحركة الإسلامية السياسية.
وأكدت المصادر أن قطر وتركيا تعهدتا بتوفير الدعم اللوجستي اللازم لهذا التحالف الجديد، الذي لفظه الشعب السوداني وقواه الحية، حيث يقود احتجاجات منذ 4 أشهر ترمي في الأساس لتطهير البلاد من الحركة الإسلامية السياسية التي طالما ارتبط اسمها بالقمع والفساد.
اجتماعات مكثفة بالدوحة
وكشف الصحفي السوداني المقيم بالقاهرة عبدالواحد إبراهيم عن اجتماعات مكثفة تجريها قيادات إخوانية سودانية منذ يومين تحت مسمى "مؤتمر السلاميين"، والذي ذكر أنه يهدف للخروج بمقترحات ووضعها أمام القيادة القطرية لتوفير الدعم اللازم لاندماجهم في كيان واحد، لإجهاض الثورة وضرب المجلس العسكري الانتقالي.
وقال إبراهيم، في حديث لـ"العين الإخبارية"، "السياسة القطرية تقوم على التغلغل في بلدان المنطقة وبناء حلفاء من تنظم الإخوان، ولكن بعد سقوط نظام الحركة الإسلامية لم يعد لها أي حليف في السودان، حيث لفظها الشعب بمكوناته، إضافة إلى المجلس العسكري الذي انحاز أعضاؤه للشعب في مواجهة الإخوان".
وأضاف "لهذه المعطيات لم يعد أمام الدوحة غير إعادة تجميع الإخوان السودانيين الذين تعرضوا للتصدع والانشقاق، لتسهيل مهمة التغلغل في السودان وجعله يسبح في فلك الدولة القطرية مجدداً، لكن لن ينجح هذا المخطط لأنه سيواجه بتيار الشعب والمجلس العسكري الانتقالي".
ودعا عبدالواحد إبراهيم إلى ضرورة حدوث تقارب أكثر بين الثوار والمجلس العسكري الانتقالي، بغرض تسريع عملية الانتقال وقطع الطريق أمام المخططات القطرية.
مخطط قطري يصطدم بتماسك الجيش
المخطط القطري الذي برز ملامحه إلى الأفق، أثار مخاوف من أن يقود إلى تحرك مضاد يجهض تقدم السودانيين في طريق تحقيق السلام والتحول الديمقراطي، الذي ظلوا يكافحون لأجله منذ أن صعد الرئيس المخلوع عمر البشير السلطة بانقلاب عسكري مسنوداً بالحركة الإسلامية السياسية عام 1989م، لكن ثمة من يؤكد أن هذه المحاولات بائسة وسيكون مصيرها الفشل.
ومن أصحاب هذا الرأي القيادي في حزب البعث السوداني محمد وداعة، الذي جزم بأن تنظيم الإخوان الإرهابي كله يعاني من انحسار كما هو الحال في السودان ومصر وتركيا، التي كانت انتخابات البلدية الأخيرة التي أجرت فيها خير دليل، لكونها شكلت صفعة قاسية لحزب الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال وداعة لـ"العين الإخبارية" "قطر تمادت في زرع الفتن والاضطرابات بدول المنطقة، ومخططها في السودان بات مكشوفاً ولن يكتب له النجاح"، مضيفاً "أن الثورة السودانية يحرسها الجيش المتماسك وإرادة الشعب ومن خلفهم قوات الدعم السريع".
وتابع "سيهزم المخطط القطري في السودان بيقظة قواته المسلحة وإرادة شعبه، كما انهزم مشروع الدوحة وإيران في اليمن".
صعوبة تسويق الفكر الإخواني مجددا
كما يرى البعض أن المخطط القطري سيصطدم كذلك بصعوبة تسويق الإخوان مجدداً في الساحة السياسية السودانية، والتي أكد كثيرون أن الشعب سيلفظ الحركة الإسلامية السياسية وإن جاءت على شكل أو مسمى جديد، نسبة لما تجرعه من حكمها الذي امتد لـ3 عقود.
وقال المحلل السياسي السوداني عمار عوض شريف، لـ"العين الإخبارية"، "إن المحاولات القطرية لإنقاذ الإخونجية في السودان لن تجد آذانا صاغية في الشارع السوداني".
وأضاف "عهد الحركة الإسلامية السياسية انتهى ولن يعود من جديد، والشعب السوداني يعلم جيدا ضرر وجود الإخوان في السلطة، الذين دعمتهم قطر لأكثر من ٣٠ عاما، وهذه الثورة قامت للقطيعة مع رعاة الإرهاب في المنطقة".
وتابع "كافة الإشكالات التي واجهت الخرطوم كانت نتيجة استضافة نظام الحركة الإسلامية السياسية لزعيم الإرهاب أسامة بن لادن، ودعم حركة حماس وتصدير الأسلحة إلى إخوان مصر وليبيا".
aXA6IDE4LjE5MS4xODkuMTI0IA==
جزيرة ام اند امز