تحالف "كواد".. متى تأسس وما أهدافه؟
في ختام جولة آسيوية للرئيس الأمريكي جو بايدن، عقد، الثلاثاء، اجتماع قمة في طوكيو مع قادة الهند وأستراليا واليابان ضمن تحالف "كواد".
ووفق شبكة "سي إن إن" الأمريكية فإن "كواد، أو الحوار الأمني الرباعي، هي مجموعة غير رسمية تركز على الأمن وتعود إلى بداية الألفينات. وأصبحت أكثر نشاطا خلال السنوات الأخيرة في إطار الجهود للتصدي إلى نفوذ الصين ومطالبها الإقليمية في المحيطين الهندي والهادئ".
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن الحرب في أوكرانيا، وبرنامج كوريا الشمالية الخاص بالأسلحة، وتايوان، والاتفاق الأمني الجديد المثير للجدل بين الصين وجزر سليمان في المحيط الهادئ من بين القضايا التي يرجح مناقشتها خلال القمة.
وفي السطور التالية، تستعرض "العين الإخبارية" كل ما تحتاج معرفته عن مجموعة "كواد".
التشكيل
وبحسب الشبكة الأمريكية فإن الشراكة تستمد جذورها من الرد على الزلزال المدمر والتسونامي الذي وقع عام 2004 بالمحيط الهندي، عندما شكلت أربع دول "مجموعة أساسية إقليمية" للمساعدة في جهود الإغاثة. لكن أنشئت كواد في شكلها الحالي عام 2007 وعقدت أول اجتماعاتها في مايو/أيار من ذلك العام.
وخلال خطاب بعد عدة أشهر من انعقاد اجتماعها الأول، وصف رئيس وزراء اليابان -آنذاك- شينزو آبي رؤيته عن "آسيا الأوسع نطاقا.. شبكة هائلة تمتد عبر المحيط الهادئ بأكمله، وتضم الولايات المتحدة الأمريكية وأستراليا".
وقال إن الدول تشاركت "قيما أساسية" مثل الحرية والديمقراطية ومصالح استراتيجية مشتركة.
لكن انهارت المبادرة عام 2008 تحت ضغط كثيف من الصين وتهديد الانتقام الاقتصادي، بحسب كليو باسكال، الزميلة الأقدم بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات.
لكن أعيد إحياؤها عام 2017 وسط مخاوف متجددة بشأن الصعود السريع للصين كقوة عظمى عالمية وسياسة بكين الخارجية العدائية بشكل متزايد.
ومنذ ذاك الحين، أصبحت المجموعة أكثر نشاطا، وعقد رؤساء الدول الأربع اجتماعا افتراضيا رمزيا في مارس/آذار عام 2021، قبل الاجتماع شخصيا للمرة الأولى في سبتمبر/أيلول من نفس العام.
مهمة كواد
رغم أن بعض المنتقدين يصفونها أحيانا بـ"الناتو الآسيوي"، لا تعتبر كواد تحالفا عسكريا رسميا، لكنها منتدى استراتيجي غير رسمي، يتضمن قمما شبه منتظمة، وتبادلا للمعلومات، وتدريبات عسكرية.
وليس لديها نفس نوع الاتفاقيات العسكرية الموجودة لدى الناتو، مثل مفهوم الدفاع الجماعي، الذي يعتبر فيه الهجوم على أحد الأعضاء هجوما على الجميع.
ويتعاون أعضاء "كواد" بشتى المجالات بما في ذلك كوفيد-19، والكوارث الطبيعية، وتغير المناخ، والاستدامة.
لكن ينصب تركيزها الأساسي على الأمن وهدف "منطقة محيطين هادئ وهندي حرة ومفتوحة"، حيث تسلط الدول الأربع الضوء بشكل متكرر على تهديدات مثل الإرهاب، والتضليل، والنزاعات الإقليمية.
وزاد التعاون العسكري خلال السنوات الأخيرة، مع انضمام أستراليا إلى الثلاث الأخرى في تدريبات "مالابار" البحرية عام 2020، وهي المرة الأولى التي يشارك فيها الأعضاء الأربعة في التدريبات منذ عام 2007.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي، وقعت المملكة المتحدة وأستراليا اتفاقا أمنيا يعرف باسم "أوكوس" الذي سيأتي في النهاية بغواصات تعمل بالطاقة النووية إلى المنطقة، وهي خطوة أثارت عاصفة دبلوماسية مع فرنسا وأغضبت الصين.
وفي يناير/كانون الثاني الماضي، وقعت اليابان وأستراليا على اتفاقية لتعزيز التعاون الدفاعي والأمني، حيث قالت أستراليا إن الاتفاقية تضمنت "أجندة موسعة لكواد".
دور الصين
اعتبرت "كواد" بشكل متزايد بمثابة قوة موازنة للنفوذ الصيني المتنامي في المنطقة، حيث شهد جميع أعضائها الأربعة علاقة مضطربة مع بكين خلال السنوات القليلة الماضية.
وتعرضت علاقة الهند والصين لضغوط متزايدة منذ مايو/أيار 2020 عندما اشتبكت قوات من كلا الجانبين في اشتباكات مميتة على طول حدود جبال الهيمالايا المتنازع عليها.
وانخرطت أستراليا والصين في سلسلة من المشاحنات التجارية منذ دعت كانبيرا لتحقيق مستقل بشأن أصل كوفيد-19، في حين ظلت اليابان والصين على خلاف بسبب الجزر المتنازع عليها في بحر الصين الشرقي.
كما تدور العلاقات الصينية الأمريكية بشكل مطرد، وتفاقمت بسبب الحرب التجارية، والجائحة. وذكرت "سي إن إن" أن الموقع الاستراتيجي لكل دولة من دول كواد -في أماكن مختلفة من منطقة المحيطين الهندي والهادئ ومع الصين بينهما- أثار قلق بكين، التي تخشى احتمال التطويق العسكري.
قمة مايو 2022
وأعلن قادة اليابان وأستراليا والولايات المتحدة والهند الثلاثاء معارضتهم لكافة محاولات "تغيير الوضع القائم بالقوة، وخصوصا في منطقة المحيط الهندي الهادئ".
جاء ذلك في بيان عقب قمة للتحالف الرباعي للحوار الأمني (كواد)، وسط ضغوط دولية على موسكو على خلفية حرب أوكرانيا، وعلى وقع تصاعد القلق إزاء احتمال أن تسعى بكين للسيطرة بالقوة على تايوان التي تتمتع بحكم ذاتي.
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا "فيما يهز الغزو الروسي لأوكرانيا المبادئ الأساسية للنظام العالمي، أكدنا أن أي محاولات أحادية لتغيير الوضع القائم بالقوة لن يتم التهاون معها في أي مكان، وخصوصا في منطقة المحيط الهندي الهادئ".
حضر اللقاء إلى جانب كيشيدا، الرئيس الأمريكي جو بايدن ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي.
وفي بيان مشترك، أشار القادة على وجه الخصوص إلى "عسكرة مواقع متنازع عليها والاستخدام الخطير لسفن خفر السواحل والمليشيات البحرية والجهود المبذولة لتعطيل أنشطة استغلال الموارد البحرية للدول الأخرى" لكن القادة تجنبوا الإدانة العلنية للصين أو روسيا.
والهند هي الدولة الوحيدة في تحالف كواد التي لم تنتقد علنا روسيا على خلفية الحرب في أوكرانيا.
عقب المحادثات في طوكيو، وافق قادة التحالف على مشروع للمراقبة البحرية يتوقع أن يعزز مراقبة التحركات الصينية في المنطقة.
كما أعلنوا عن خطة لإنفاق 50 مليار دولار على الأقل لمشاريع بنى تحتية واستثمارات في المنطقة على مدى السنوات الخمس القادمة.
تترافق تلك الخطوات مع تصاعد القلق إزاء مساعي الصين بناء علاقات مع دول في منطقة المحيط الهادئ، ومنها جزر سليمان، التي أبرمت معاهدة أمنية واسعة مع بكين الشهر الماضي.
وأعلن القادة في البيان المشترك "التزامنا العمل عن كثب مع شركاء وفي المنطقة لتنفيذ استثمارات في القطاعين العام والخاص، لسد الفجوات".
وأضافوا "للتوصل لذلك سيسعى كواد لتقديم أكثر من 50 مليار دولار من مساعدات البنى التحتية والاستثمارات في منطقة الهندي-الهادئ، على مدى السنوات الخمس القادمة".
aXA6IDMuMTIuMTUyLjEwMiA= جزيرة ام اند امز