"كوالكوم" الأمريكية تخطط لإنهاء مشروعها المشترك في الصين
في خضم التوترات التكنولوجية المتزايدة بين الولايات المتحدة والصين، تعتزم شركة كوالكوم الأمريكية إنهاء مشروعها المشترك في الصين.
في خضم التوترات التجارية بين واشنطن وبكين، تعتزم شركة كوالكوم الأمريكية إنهاء مشروعها المشترك مع الحكومة الصينية لصناعة الرقائق بنهاية الشهر الجاري.
وبحسب ما ذكرته شبكة أخبار "سوهو" الصينية، أعلنت شركة "كوالكوم" الأمريكية لصناعة الرقائق، أنها ستغلق مشروع "هواكسينتونغ قويتشو" المشترك، الذي كانت قد وقعته مع حكومة مقاطعة قويتشو الصينية عام 2016، لتصميم وتطوير وبيع رقائق الخوادم المتطورة رقائق الخادم المتقدمة في البلاد.
وقال مسؤولون تنفيذيون في شركة "هواكسينتونغ قويتشو"، خلال اجتماعات داخلية عُقدت الخميس الماضي، إن المشروع سيغلق بحلول 30 أبريل/نيسان الجاري، دون توضيح الأسباب الكامنة وراء القرار.
وقال أشخاص مطلعون على خطط كوالكوم إن الشركة كانت حريصة على إقامة علاقات أوثق مع بكين، وفي عام 2015، فرضت سلطات مكافحة الاحتكار الصينية غرامة على الشركة الأمريكية قدرها 975 مليون دولار بسبب انتهاكها قوانين المنافسة في البلاد، وكجزء من صفقة التسوية، كان مطلوبا من شركة كوالكوم الاستثمار في الاقتصاد الصيني.
وكان من بين التأثيرات الكبيرة التي فرضتها بكين على شركة كوالكوم هي رفضها الموافقة على صفقة استحواذها على شركة NXP لصناعة أشباه الموصلات الهولندية، البالغ قيمتها 44 مليار دولار، والتي تعد أكبر صفقة في مجال صناعة أشباه الموصلات حتى الآن، حيث أشار المطلعون إلى أن "المنظمين الصينيين كانوا المعرقل الوحيد بين السلطات في جميع أنحاء العالم التي تعلق الموافقة على الصفقة".
ويبدو أن هذه العلاقة الدقيقة مع السياسيين الصينيين قد منعت شركة كوالكوم من اتخاذ بعض القرارات التجارية الصعبة التي من شأنها أن تزعج الصينيين.
وذكر مطلعون أن الرغبة في الحصول على الموافقة على صفقة NXP ومنع الصينيين من تطوير شركات الرقائق المحلية الخاصة بهم، جعلت الشركة الأمريكية تبذل قصارى جهدها لإبقاء الصين سعيدة، ما يعني ضخ المزيد من الأموال في المشاريع المحلية، حيث كانت قد استثمرت كوالكوم ومقاطعة قويتشو ما يصل إلى 570 مليون دولار في تطوير الرقائق اعتبارا من أغسطس 2018.
وأوضحت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست يوم الجمعة أن الصين تجذب الشركات الأجنبية إلى هذه المشاريع المشتركة كجزء من خطتها "صنع في الصين 2025" لتحقيق مركز مهيمن في التكنولوجيا العالمية.
وكانت قد أعلنت كوالكوم، يوم الثلاثاء، أنها قد حلت نزاعها القانوني واسع النطاق مع شركة أبل من خلال توقيع اتفاقية ترخيص براءات الاختراع لمدة ست سنوات واتفاقية توريد يمكن أن تمهد الطريق لإعادة رقائق المودم الخاصة بها إلى آيفون.
ومن المرجح أن تجعل الصفقة شركة كوالكوم ملك رقائق 5G اللاسلكية بلا منازع في سوق الولايات المتحدة، وتواجه فقط شركة سامسونج الكورية الجنوبية وشركة هواوي الصينية كمنافسين عالميين.
ولطالما اعتُبرت شركة كوالكوم اللاعب الرئيسي في منع الصين من تطوير قيادة كبيرة في شبكة 5G اللاسلكية، والتي تعد أسرع وأقوى بكثير من شبكة الجيل الرابع، ما يجعلها تحدث ثورة في عالم الاتصالات.
aXA6IDUyLjE0LjIwOS4xMDAg جزيرة ام اند امز