حقائق مثيرة عن قصر باكنجهام.. تحفة فنية مقر الملكة إليزابيث
أطلت الملكة إليزابيث الثانية اليوم من شرفة قصر باكنجهام لتحية الجمهور الذين أتوا لرؤيتها بمناسبة اليوبيل البلاتيني لتوليها الحكم في بريطانيا.. فما هي قصة هذا القصر التاريخي؟
قصر باكنجهام هو أحد معالم لندن والمملكة المتحدة، فهو المقر الرسمي لملوك بريطانيا، وكان شاهدا على العديد من الأحداث المتصلة بالعائلة المالكة، سواء كانت فرحا أو أزمات أو متاعب، ومن هناك أيضا تصدر التصريحات الصحفية التابعة للمكاتب الملكية.
القصر يعد مقرا لانعقاد العديد من الاجتماعات وزيارات قادة الدول، إضافة لكونه وجهة سياحية رئيسية، وأكثر من 50,000 شخص يزورون القصر سنوياً كمدعوين إلى ولائم، أو وجبات الغداء أو العشاء، أو حفلات الاستقبال، أو احتفالات الحديقة الملكية.
كما يحتوي القصر على غرف الدولة التي تفتح للزوار كل عام.
قصر باكنجهام هو نقطة انطلاق قوية لمشاهدة الكثير من المزارات والمعالم في لندن سواء رؤية نهر التايمز أو قصر سانت جيمس أو ساعة بج بن وميدان بيكاديللي وغيرها.
بناء تدريجي
بناء القصر يعود لعدة قرون، وأرض القصر كانت مزرعة ملكية امتلكها إدوارد ذا كونفيسور (1042-1066 م)، ملك إنجلترا من أصول سكسونية، واستصلحها هنري الثامن (1491 -1547) ملك إنجلترا، عام 1531، وكان جيمس الأول (1566-1625) وهو ملك إنجلترا وأيرلندا (1603-1625) وملك اسكتلندا أيضا (1567-1626) يخطط لتكون مزرعة دود قز لإنتاج الحرير بعد أن تولى العرش، ولكنه تخلى عن الفكرة.
رغم هذه الأنشطة الملكية على أرض القصر إلا أن من بناه ليس من العائلة المالكة بل بناه دوق باكنجهام "جون شيفلد" عام 1703 الذي بنى البيت بشكل بسيط -يشكل جزءا كبيراً من قصر باكنجهام اليوم.
وفى عام، 1761 بيع منزل باكنجهام للملك جورج الثالث مقابل 21,000 جنيه إسترليني ليكون بيتاً لزوجته الملكة تشارلوت.
وفي 1762، بدأ العمل في إعادة بناء المنزل، حسب متطلبات الملك، طبقاً لتصميمات السير وليم تشامبرز، بتكلفة إجمالية قدرها 73 ألف جنيه إسترليني.
تم تطويره بعد ذلك عام 1820 ليكون قصرا مهيبا، ووافق البرلمان على تخصيص ميزانية قدرها 150 ألف جنيه إسترليني لإكمال التحويلات المطلوبة، ولكن الملك ضغط على البرلمان، ورفعها إلى 450 ألف جنيه.
تم الاحتفاظ بالمبنى الرئيسي، لكن مع مضاعفة حجمه، بإضافة جناح جديد، تطل غرفه على الحديقة، من جهة الغرب. وقد عكس التصميم الفني الخارجي للقصر، المغطي بحجارة الباث "Bath"، الأسلوب الكلاسيكي الفرنسي الجديد، الذي كان يفضله الملك جورج الرابع، وكانت الغُرف التي أُعيد بناؤها، هي الغرف الرسمية "غرف الدولة"، وشبه الرسمية، ولم تَشْهد هذه الغرف تغيرات أساسية، منذ ذلك الوقت.
أول من أقام بالقصر
كانت الملكة فكتوريا، أول من أقام في قصر باكنجهام، من ملوك بريطانيا وملكاتها، عام 1837، بعد ثلاثة أسابيع فقط من اعتلائها العرش. فأصبح يُعرف، منذ ذلك الوقت، بالقصر الملكي البريطاني.
وفي يونيو 1838، كانت أول ملكة بريطانية تغادر قصر باكنجهام لحفل التتويج، وسرعان ما أظهر حفل زواج الملكة من الأمير ألبرت، عام 1840، وجود عيوب في القصر. فكانت إحدى المشاكل الخطيرة بالنسبة للعروسين الجديدين، عدم وجود غرف للأطفال، ووجود عدد محدود جداً من غرف النوم للزوّار، فكان الحل الوحيد بناء جناحٍ رابع مكانه، فأصبح القصر محاطا بالمباني من زواياه الأربع.
من المعروف أنه خلال الحرب العالمية الثانية رفض كل من جورج السادس والملكة إليزابيث مغادرة القصر مما جعله هدفا مثاليا لغارات الألمان، وربما بقوا في القصر باعتبار معرفتهم بالأنفاق السرية التي لم يتم اكتشافها كلها حتى الآن رغم كل تلك السنوات وكل الخرائط المرسومة له.
775 غرفة
يبلغ طول واجهة القصر 108 متراً ويبلغ عمقه 120 متراً (بما في ذلك الساحة المربعة المركزية) وارتفاعه 24 متراً، ويوجد بالقصر 775 غرفة، تشتمل على 19 غرفة دولة، و52 غرفة ملكية وغرف للضيوف، و188 غرفة للموظفين، و92 مكتباً، و78 حماماً.
يضيء القصر أكثر من 40 ألف مصباح كهربائي ويتم تنظيف نوافذه الـ760 كل 6 أسابيع للحفاظ على دخول ضوء الشمس.
القصر هو مبنى خاص بالعمل إلى حد كبير، وهو يعد الدعامة الأساسية للنظام الملكي الدستوري في بريطانيا، ويضم مكاتب موظفين ومساعدين خاصين بشئون الملكة ودوق أدنبرة الراحل، وأسرهم.
هو أيضاً المقر الرسمي لانعقاد الاحتفالات الملكية الكبيرة، والزيارات الخارجية، والتعيينات التي تنظمها الأسرة المالكة، و"غرف الدولة" تشكل نواة القصر كمقر للعمل.
ويضم القصر بالإضافة للملوك والأمراء أكثر من 800 عامل وأكثر من 350 ساعة والذين تتم صيانتهم من قبل فريق عمل يعمل على الدوام لضبط هذه الساعات.
تحف لا تقدر بثمن
زين قصر باكنجهام بالعديد من التحف الفنية التي لا تقدر بثمن، والتي تشكل جزءاً من المجموعة الملكية، أحد أهم المجموعات الفنية في العالم، لكن هذا لم يجعل منه متحفاً أو معرضاً فنياً.
ليس أكبر القصور الملكية
قصر باكنجهام ليس أكبر قصور البلاد، إذ أن قلعة ويندسور هي أكبر مساحة منه، نظرًا لكونها أكبر وأقدم قلعة مأهولة بالسكان في جميع أنحاء العالم، وكونها موطنًا للعائلة المالكة لما يقرب من 1000 عام، وتجذب قلعة وندسور الزوار من جميع أنحاء العالم، ولا تزال المناسبات الملكية مستضافة هناك.
تقع قلعة ويندسور في المقاطعة الإنجليزية بيركشاير، ويعود تاريخها إلى فترة وليام الفاتح، وتبلغ مساحتها حوالي 45000 متر مربع، وتعد قلعة ويندسور، جنبا إلى جنب مع قصر باكنجهام في لندن وقصر هولي رود في أدنبرة، من أهم أماكن الإقامة الرسمية للتاج البريطاني.
aXA6IDMuMTQ5LjIzNC41MCA= جزيرة ام اند امز