إليزابيث الثانية لم تزر إسرائيل أبدا.. هل يفعلها تشارلز؟
تساءلت صحف عبرية صادرة اليوم الجمعة، عن سبب عدم ذهاب الملكة البريطانية إليزابيث الثانية التي رحلت أمس عن عمر يناهز 96 عاما إلى إسرائيل رغم أنها طافت قارات العالم الخمس.
واستنادا إلى سجل سفرياتها الذي اطلعت عليه "العين الإخبارية"، فإن الملكة الراحلة زارت العديد من الدول العربية وهي: الإمارات، الأردن، مصر، السعودية، البحرين، الجزائر، الكويت، ليبيا، المغرب، سلطنة عمان، قطر، السودان، وتونس، من بين 117 دولة زارتها الملكة البريطانية حول العالم، ومنها دول زارتها أكثر من مرة.
وبرحيلها برزت تساؤلات داخل إسرائيل عن سبب إحجامها عن زيارة تل أبيب، دون أن تقدم وسائل الإعلام العبرية إجابة محددة عن هذا السؤال، إلا أنها أرجعت سبب عدم الزيارة إلى تعثر عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وتساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية في مقال لها عن سبب إحجام الملكة الراحلة عن زيارة إسرائيل، قائلة "زارت الملكة إليزابيث الثانية، معظم أنحاء الشرق الأوسط، لكنها لم تزر إسرائيل أبدًا.. لماذا؟!".
وأضافت الصحيفة العبرية، "خلال 70 عامًا على العرش، سافرت ملكة بريطانيا إليزابيث كثيرًا وزارت العديد من البلدان، تقريبًا جميع دول الكومنولث - وكندا على وجه الخصوص. زارت كندا ما يصل إلى 27 مرة، وبعد بلوغها الخمسين، زارت 43 دولة مختلفة لأول مرة"، مشيرة إلى أنها زارت دولا أخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لكنها لم تزر إسرائيل قط.
وقالت "بعد زيارتها للأردن عام 1984، أثارت الملكة بعض القلق بين اليهود البريطانيين بسبب التعليقات المتعاطفة التي أدلت بها حول محنة الفلسطينيين، واستنكارها الواضح للأفعال الإسرائيلية".
وأضافت: "على الرغم من كل ذلك، كانت مستعدة بشكل كافٍ لاستقبال الرئيسين الإسرائيليين آنذاك حاييم هرتسوغ وعيزرا وايزمان ومنح وسام الفروسية الفخرية للرئيس السابق شيمون بيريز".
وتابعت الصحيفة: "في الواقع، دعاها هرتسوغ إلى إسرائيل، وعلى الرغم من أن الملكة نفسها لم تأت أبدًا، فقد جاء زوجها دوق إدنبرة، وابناها الأمير إدوارد والأمير تشارلز وحفيدها الأمير ويليام كل على حدة إلى إسرائيل، ومع ذلك، كانت الزيارة الرسمية الوحيدة هي زيارة الأمير ويليام".
وأرجعت الصحيفة سبب عدم الزيارة إلى الاعتقاد بأن وزارة الخارجية البريطانية، نصحت الملكة بعدم الذهاب إلى إسرائيل خوفًا من المقاطعات العربية، لكنها أردفت بالقول إنه "حتى بعد عدم وجود تخوفات حقيقية من المقاطعات وحظر النفط، لم تأت الملكة أيضا رغم ما يربطها من علاقات جيدة بالجالية اليهودية في بريطانيا".
من جهتها قالت صحيفة "إسرائيل هيوم" الإسرائيلية، إن إليزابيث الثانية توجت ملكة بعد ما يقرب من 4 سنوات من إنشاء دولة إسرائيل، في نهاية صراع عسكري دموي بين الحركات اليهودية السرية ونظام الانتداب البريطاني، وخلال سبعة عقود من حكمها، زارت إليزابيث عشرات الدول، ليس من بينها إسرائيل".
وأوضحت أن القصر الملكي ليس هو السبب في عدم وصول إليزابيث إلى إسرائيل، مشيرة إلى أن "وزارة الخارجية البريطانية هي التي تحدد جدول سفر أبناء وبنات العائلة المالكة".
وتابعت "عندما اشتكت الأميرة ديانا، الزوجة الأولى للملك تشارلز الثالث، لأصدقائها المقربين قبل وفاتها من أن وزارة الخارجية البريطانية منعتها من زيارة إسرائيل، بررت الخارجية البريطانية ذلك بعدم إحراز تقدم في عملية السلام مع الفلسطينيين"، مؤكدة أن هذا المنطق فقد صحته خلال السنوات الأربع الماضية، من بين أمور أخرى بفضل توطيد العلاقات بين الدولتين، على حد تعبيرها.
وقال مارك ريجيف، السفير السابق لإسرائيل لدى بريطانيا، اليوم الجمعة، في حديث لإذاعة "103FM" الإسرائيلية: "علينا أن نتذكر أن هذه شخصية فخرية، بدون سلطة سياسية حقيقية".
وأضاف لقد "التقيت بها عدة مرات، كانت امرأة جادة، تعمل في خدمة الدولة. وكانت صارمة للغاية في أداء دورها لكنها لم تدخل السياسة، ولهذا أحبها لأنها كانت فوقها".
وتابع ريجيف: "لقد كنت مع تشارلز كثيرًا من المرات، لقد زرنا معًا إسرائيل لحضور جنازة شيمون بيريز وبعد ذلك كان هنا مرة أخرى في مناسبة الذكرى 75 لتحرير معسكر إبادة أوشفيتس. ولقد أجريت محادثات معه أكثر من الملكة، قد يكون صديقًا حقيقيًا للجالية اليهودية كما كان".
وأعربت وسائل إعلام إسرائيلية عن أملها بأن يكون الملك تشارلز الثالث، أول ملك بريطاني يزور إسرائيل.