قبل 80 عاما.. قصة المغامرة السرية للملكة إليزابيث بيوم النصر

لم تكن الملكة إليزابيث قد تبوأت العرش عندما انتصرت المملكة المتحدة في الحرب العالمية الثانية، لكنها أصرت على مشاركة الناس الاحتفال.
وكانت إليزابيث الأميرة الشابة آنذاك حريصة، كغيرها من الناس، على الاحتفال بيوم النصر في أوروبا عام ١٩٤٥، ومن المعروف أنها غامرت بالخروج من قصر باكنغهام للاحتفال وسط الحشود الهائلة في لندن حتى أن هذه القصة ألهمت فيلم "ليلة ملكية" عام 2015.
وخلال الحرب، شاركت إليزابيث في الخدمة الإقليمية المساعدة كسائقة وميكانيكية برتبة ملازم ثانٍ وبعد 5 أشهر تمت ترقيتها إلى رتبة قائد مبتدئ، وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي إكسبريس" البريطانية.
وفي مقابلة نادرة مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عام 1985، بمناسبة الذكرى الأربعين ليوم النصر في أوروبا، كشفت الملكة الراحلة بنفسها عن تفاصيل مغامرتها السرية المذهلة.
وقالت الملكة: "أعتقد أنها كانت من أكثر ليالي حياتي تميزًا"، مضيفة: "كنا خائفين من أن يعرفنا أحد، لذا أنزلت قبعتي الرسمية على عيني".
وأضافت: "أتذكر طوابير من أشخاص مجهولين يتشابكون أذرعهم ويسيرون في وايتهول، جميعنا اندفعنا في موجة من السعادة والارتياح".
وكانت ابنة عم الملكة، مارغريت رودس، أيضًا من بين المجموعة الملكية، وقالت عن تلك الليلة "ميدان ترافالغار كان مكتظًا.. كان مشهدًا مليئًا بالبهجة.. مليئًا بالناس الذين يقبلون رجال الشرطة وغيرهم."
وأضافت مارغريت أنه في الساعة 11:30 مساءً، "قرر الوفد الدخول من الباب الأمامي لفندق ريتز وإقامة رقصة الكونغا"، وهي رقصة أثارت اهتماما عالميا في تلك الفترة.
وتابعت "لا أعتقد أن الناس أدركوا من كان ضمن المجموعة.. أعتقد أنهم ظنوا أنها مجرد مجموعة من الشباب السكارى".
ورغم أن الملكة إليزابيث انضمت هي وشقيقتها الصغرى الأميرة مارغريت إلى والدهما الملك جورج السادس ووالدتهما الملكة إليزابيث الأم على شرفة قصر باكنغهام عدة مرات طوال الأمسية، كانت هناك لحظة تذكرت فيها وقوفها أمام القصر بدلاً من ذلك، وقالت عن ذلك "لقد نجحنا في رؤية والديّ على الشرفة".
وكان الملك جورج قد ألقى في الساعة التاسعة مساءً، خطابًا للأمة أشاد فيه بالبلاد وكل من خدمها.
وقال الملك: "سنكون قد فشلنا، وستسيل دماء أعزائنا هدرا، إذا لم يؤد النصر الذي ماتوا من أجله إلى سلام دائم، قائم على العدل وحسن النية".
وفي ظهور غير مسبوق، ظهر الملك والملكة 8 مرات على شرفة قصر باكنغهام في ذلك المساء الذي شهد خرقا نادرا للتقاليد بانضمام رئيس الوزراء السير ونستون تشرشل إليهما في الشرفة.