الملكة الأم.. سيدة وصفها هتلر بـ«أخطر امرأة في أوروبا»

في قلب العاصمة البريطانية المحاصرة بقذائف النازيين، وقفت امرأة ترتدي قبعة أنيقة وابتسامة، تُشعل شمعة في قصر باكنغهام المُدمر.
هذه المرأة، التي وصفها هتلر ذات يوم بأنها "أخطر امرأة في أوروبا"، لم تكن مجرد ملكة، بل كانت رمزًا للصمود البريطاني في أحلك لحظات التاريخ. إنها إليزابيث أنجيلا مارغريت باوز ليون، الملكة الأم التي حُفر اسمها في سجلات التاريخ ليس فقط لدورها السياسي، بل لشخصيتها الفريدة التي جمعت بين الفكاهة الملكية والإرادة الصارمة.
النشأة الأرستقراطية: طفولة بين القلاع والمرح
وُلدت إليزابيث في 4 أغسطس/آب 1900، كأصغر أبناء عائلة باوز ليون الاسكتلندية العريقة، التي تعود جذورها إلى الملك روبرت بروس.
وفي حفلة راقصة عام 1920، ظهرت إليزابيث كنجمة لامعة في سماء المجتمع البريطاني. وفي عام 1923 تزوجت بالأمير ألبرت (الملك المستقبلي جورج السادس).
بزواجها بألبرت (دوق يورك)، بدأت إليزابيث حياةً هادئة كدوقة، ركزت فيها على تربية ابنتيها: إليزابيث (الملكة المستقبلية) ومارغريت. لكن القدر كان يخبئ مفاجأة مروعة: ففي ديسمبر/كانون الأول 1936، أعلن الملك إدوارد الثامن تنازله عن العرش ليتزوج بالمطلقة الأمريكية واليس سيمبسون، فتحول زوجها فجأةً إلى الملك جورج السادس، وأصبحت هي ملكة لم تتحضر لهذا الدور قط.
كان التحدي الأكبر هو دعم زوجها الذي عانى من التلعثم أمام الجمهور. وتقول إحدى الروايات إنها كانت تهمس له قبل الخطابات: "أنت تستطيع، بيرتي… أنت ملك!"
الحرب العالمية الثانية: "أخطر امرأة" في عيون هتلر
عندما دكت طائرات الألمان سماء لندن، رفضت إليزابيث مغادرة القصر مع ابنتيها، قائلة: "الأطفال لن يغادروا دوني، وأنا لن أغادر دون الملك." في 13 سبتمبر/أيلول 1940، سمعت دوي انفجار هز قصر باكنغهام. نزلت إلى الحديقة لتجد حفرةً ضخمةً مكان حمام السباحة الملكي، فالتقطت شظية قنبلة وقالت للعمال: "احتفظوا بها… سنبيعها لتمويل إعادة الإعمار!"
مواقفها هذه، إلى جانب زياراتها السرية لمصانع الأسلحة وضحايا القصف (حملت دائمًا حقيبة يد فيها فرشاة أحمر شفاه وزجاجة عطر لرفع معنويات النساء)، جعلت هتلر يصفها في مذكراته بأنها "العدو الذي لا يُقهَر".
حياة بعد التاج
بعد وفاة جورج السادس عام 1952، تحولت إليزابيث إلى الملكة الأم، ودعمت ابنتها إليزابيث الثانية بلا تردد. لكنها حافظت على نمط حياةٍ فريد.
أحبت سباقات الخيل، وتمتعت بصداقة وثيقة مع الممثل آلان بينيت، الذي كان يزورها لساعات لسماع قصصها عن الحرب.
رغم ثروتها، رفضت تجديد منزلها في كلارنس هاوس، مما أدى إلى تسرب المياه من سقف غرفتها قبل وفاتها!
وعندما رحلت عن 101 عام في 2002، خرج ملايين البريطانيين لتوديعها، حاملين لافتات كُتب عليها: "شكرًا لكِ… أمنا جميعًا".
aXA6IDE4LjIxOS4yMjQuMjQ2IA==
جزيرة ام اند امز