محاكمة آر كيلي.. شهادات الضحايا في الشبكة الجنسية
وصفت النيابة العامة نجم موسيقى "آر أند بي" الأمريكي آر كيلي بأنه "مفترس" في أولى جلسات محاكمته الأربعاء في نيويورك.
وتجري المحاكمة في دعاوى قضائية عدة بتهمة ارتكاب اعتداءات جنسية، بعدما أفلت طويلاً من العدالة رغم سمعته السيئة.
وبدا المغني البالغ 54 عاماً والمعروف في كل أنحاء العالم بأغنيته الشهيرة "آي بيليف آي كان فلاي" صامتاً ومطأطئ الرأس أحياناً في قاعة محكمة بروكلين الفيدرالية، حيث يحاكم في قضايا استغلال قصّر جنسياً وخطف وفساد وعمل قسري تتعلق بواقعات حصلت بين عامي 1994 و2018.
وتفيد لائحة الاتهام بأن المغني الحائز ثلاث جوائز "غرامي" عام 1998 كان يدير شبكة لاستقدام فتيات صغيرات وتهيئتهن لممارسة الجنس معه، واحتجازهن في غرف فندقية عندما كان يقيم جولاته، والطلب منهن ارتداء ملابس فضفاضة حين لا يكنّ برفقته، وإبقاء "رؤوسهن منحنية" عند التحدث معه ومخاطبته بـ"دادي" (أي "أبي").
وتتعلق التهم الموجهة إلى المغني بستّ نساء بينهن قاصرات.
وادعت أولى النساء اللواتي اتُهم باستغلالهن في الشهادة التي أدلت بها أمام المحكمة بطلب من النيابة العامة، وتم التعريف عنها باسم جيروندا، أن المغني كان يصور علاقاته الجنسية معها عندما كانت لا تزال في السادسة عشرة، أي دون سن الرضا في الولايات المتحدة.
وروت المرأة البالغة اليوم الثامنة والعشرين أن آر كيلي قال لها إنه سيدربها "على إرضائه جنسياً".
وقالت المدعية العامة ماريا كروز ميلينديز في مرافعتها الاستهلالية أمام المتهم الذي كان يرتدي بدلة رمادية ويضع ربطة عنق أرجوانية "نحن نتحدث عن مفترس (...) رجل استخدم منذ عقود شهرته وشعبيته وشبكة من الأشخاص تحت تصرفه لرصد فتيات وفتيان ونساء وإعدادهم واستغلالهم لإشباع رغباته الجنسية".
وكشفت نظاما معقدا كان كيلي يستخدم في إطاره "كل تقنيات المفترس" للتقرب من القصّر أو عائلاتهم، لكنه كان كذلك يستعين بالمحيطين به لحمايته من خلال تهديدهم خصوصاً، وبينهم حراسه وسائقوه ومحاموه وموظفو المحاسبة لديه.
وإذا وجدت هيئة المحلفين التي اختير أعضاؤها الأسبوع وهم سبعة رجال وخمس نساء أنه مذنب في كل التهم الموجهة إليه، يواجه آر كيلي الموقوف احتياطيا في الوقت الراهن عقوبة الحبس لمدة تتراوح بين 10 سنوات ومدى الحياة.
ودفع المغني ببراءته من كل التهم الموجهة إليه. وقالت المحامية نيكول بلانك بيكر وهي من وكلاء الدفاع عنه "ستسمعون القصة كاملة وستتحقق العدالة".
وأكدت المحامية في المحكمة أن كل العلاقات الجنسية التي تتناولها الدعاوى حصلت برضا النساء المعنيات.
وأضافت "لم يستقدم أحداً بل كنّ من المعجبات اللواتي كنّ يأتين إليه".
ولأكثر من ربع قرن، أثار المغني المتحدر من شيكاغو المعروف بأدائه الصوتي الشبيه بمغني موسيقى الغوسبل وكلمات أغنياته المشحونة بالمعاني الجنسية، شكوكا في ضلوعه بانتهاكات، خصوصا لأنه كان يحيط نفسه دائما بفتيات يافعات للغاية. لكن رغم التهم الموجهة إليه والتسويات الرضائية وإقامة محاكمة بحقه عام 2008 انتهت بتبرئته، احتفظ المغني بقاعدة معجبين كبيرة واستمر في تطوير مسيرته المهنية.
ولم يبدأ الخناق القضائي يضيق عليه سوى اعتبارا من يناير/كانون الثاني 2019، إثر عرض الوثائقي "سورفايفينغ آر كيلي" الذي تضمن شهادات عن اعتداءات جنسية منسوبة إلى المغني الذي بات يواجه تهما في أربع دعاوى مقامة في ثلاث ولايات مختلفة (إيلينوي ونيويورك ومينيسوتا).
وبينما تبقى هوية الضحايا في محاكمة نيويورك طي الكتمان، يعتبر كثر أن إحدى هؤلاء هي المغنية آليا التي توفيت قبل حوالى عقدين في آب/أغسطس 2001 في حادث تحطم طائرة عن 22 عاما.
وتشمل الاتهامات الموجهة إلى المغني دفعه رشى إلى موظف حكومي في ولاية إيلينوي سنة 1994 للحصول على وثائق مزورة والزواج من قاصرة. وفي هذا الاتهام إشارة إلى زواج المغني (الذي أُبطل لاحقا) النجمة الصاعدة حينها في موسيقى "ار اند بي" آليا التي كانت في سن الخامسة عشرة. واعتبرت لائحة الاتهام أن آر كيلي كان يرغب في الزواج منها لمنعها من الإدلاء بشهادتها ضده لأنه جعلها تحمل منه.
وأشارت المدعية العامة أيضاً إلى قضية سونيا التي كانت في الثانية والعشرين لدى حصول الواقعات عام 2003. وكانت سونيا المتدربة في محطة إذاعية تأمل في إجراء مقابلة مع المغني بعدما التقته في سولت ليك سيتي. وبحسب لائحة الاتهام، حبست الشابة لمدة ثلاثة ايام في غرفة في شيكاغو، واعتدى عليها كيلي جنسياً، ثم تعرضت للتهديد لثنيها عن فضح ما حصل.