هجوم رفح.. إسرائيل تتنصل و«نتائج» تستبق التحقيقات
لا تزال آثار الهجوم الإسرائيلي على خيام النازحين في رفح الذي أدى إلى اشتعالها مخلفا كارثة إنسانية جديدة، تنضم لسابقاتها في باقي قطاع غزة المنكوب، وقاد لإدانات دولية دفعت إسرائيل للرد والتحرك.
لكن الرد الإسرائيلي بشأن ما حدث وملابساته بدا متخبطا، إذ أعلنت بدء التحقيق بشكل «عاجل وسريع وشفاف وشامل» لكنها في الوقت ذاته استبقت تلك التحقيقات بنتائج وتبريرات محاولة التنصل من المسؤولية عما حدث.
- «تآكلت الوجوه وتفحمت الجثث».. روايات موجعة من خيام رفح
- «مجزرة رفح».. إدارة بايدن لا تزال عالقة بـ «الخط الأحمر»
تبريرات «متنوعة»
متحدث الجيش الإسرائيلي الأميرال دانيال هاغاري، علق على الواقعة قائلا: إن "الجيش يحقق في احتمال أن تكون ذخائر مخزنة بالقرب من مجمع في غزة قصفته غارة جوية يوم الأحد هي سبب اندلاع حريق أسفر عن مقتل أكثر من 40 مدنيا".
وذكر هاغاري أنه "لم يتضح بعد سبب اندلاع الحريق المميت"، أن "السبعة عشر كيلوغراما من الذخائر المستخدمة في الهجوم أصغر بكثير من أن تتسبب في نشوب حريق بحجم الحريق الذي اندلع".
وبين أن "القنبلتين المستخدمتين في هجوم رفح الأصغر في ذخائر الجو وذخائرنا لا يمكن وحدها أن تسبب حريقا بهذا الحجم".
وتابع: ما حدث في رفح أمس الأول لم يكن متوقعًا واستهدفنا "إرهابيًا" ونحقق في الحادث.
وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن "الهجوم الذي نفذ في رفح يبعد بنحو كيلو ونصف عن مناطق الخيام"، معللا مقتل المدنيين في رفح بأنه "نتيجة حريق نتج عن انفجار ذخيرة أو وقود".
واستطرد: "حربنا ضد حماس وليست ضد سكان غزة ونأسف لسقوط ضحايا أمس الأول في رفح".
كما زعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اكتشاف أنفاقً على محور فيلادلفيا، على الحدود مع مصر.
ضربة جديدة
ولم تكد تمر دقائق على تبريرات "هاغاري" حتى أعلن مسؤولو صحة فلسطينيون، مقتل 21 فلسطينيا في منطقة خيام برفح.
وقال مستشار الرئيس الفلسطيني، لـ"رويترز"، إن "الضربات الإسرائيلية الجديدة على رفح "مجزرة" وندعو لتنفيذ قرار محكمة العدل الدولية".
ومن جانبه، وصف نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني، الثلاثاء، الهجمات الإسرائيلية الجديدة على رفح بأنها مجزرة ودعا إلى تنفيذ قرار محكمة العدل الدولية الذي يأمر إسرائيل بوقف هجومها على المدينة.
وتواصل إسرائيل هجومها على الرغم من حكم صادر عن المحكمة يوم الجمعة يأمرها بوقفه، قائلة إن حكم المحكمة يمنحها مساحة ما من التحركات العسكرية في رفح.
وكررت المحكمة أيضا دعواتها إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
ماذا حدث في رفح؟
وذكر مسؤولون، الإثنين، أن غارة جوية إسرائيلية تسببت في اندلاع حريق هائل أودى بحياة 45 شخصا في مخيم بمدينة رفح في قطاع غزة، مما أثار غضب زعماء دوليين والذين حثوا على تنفيذ حكم محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم الإسرائيلي.
وهرعت أسر فلسطينية إلى المستشفيات لتكفين جثث ذويها لدفنهم بعد أن أدى الهجوم الذي وقع في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد إلى اشتعال النيران في الخيام المتهالكة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الغارة لم تكن تهدف إلى التسبب في سقوط قتلى من المدنيين.
وأضاف في خطاب بالكنيست قاطعته صيحات استهجان من مشرعين معارضين "في رفح، أجلينا بالفعل نحو مليون ساكن غير مقاتل وعلى الرغم من جهودنا القصوى لكي لا نؤذي غير المقاتلين، حدث للأسف شيء خاطئ على نحو مأساوي".
وقال ناجون إن الأسر كانت تستعد للنوم عندما وقعت الغارة على حي تل السلطان الذي نزح إليه الآلاف بعدما شنت القوات الإسرائيلية هجوما بريا في شرق رفح قبل أكثر من أسبوعين.
وأظهرت لقطات مصورة حصلت عليها رويترز حريقا مشتعلا في الظلام والناس يصرخون في ذعر.
وظهر في اللقطات شبان يحاولون سحب صفائح من الحديد المموج وعربة إطفاء واحدة تبدأ في إخماد النيران بالمكان.
وقال مسؤولو الصحة في قطاع غزة الذي تديره حماس إن أكثر من نصف القتلى من النساء والأطفال والمسنين.
وذكر الجيش الإسرائيلي أن الهجوم الجوي الذي وقع، الأحد، المستند إلى "معلومات مخابرات دقيقة"، أدى إلى مقتل رئيس مكتب حركة (حماس) في الضفة الغربية وقيادي كبير آخر بالحركة مسؤول عن هجمات على إسرائيليين.
وتواصل إسرائيل هجماتها على رفح رغم قرار محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة بوقف الهجمات بزعم أن حكم المحكمة يمنحها مجالا للقيام بعمليات عسكرية هناك. وأكدت المحكمة أيضا على دعوتها للإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس في غزة.
وحثت الولايات المتحدة إسرائيل على بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين، لكنها لم تصل إلى حد الدعوة إلى وقف العملية العسكرية في رفح.
aXA6IDMuMTQ1Ljg1Ljc0IA== جزيرة ام اند امز