«اجتياح رفح».. ردود الفعل الدولية تقطع الطريق على «الكارثة»
«تحذيرات وإدانات وتنديد» تسبق كارثة اجتياح رفح من قبل الجيش الإسرائيلي.. فالعالم بات يقف على أطراف أصابعه خشية مأساة إنسانية غير مسبوقة.
وحثت إسرائيل الفلسطينيين على إخلاء أجزاء من مدينة رفح في قطاع غزة تمهيدا لشن هجوم بري، تخشى الدول والمنظمات الإنسانية أن يؤدي إلى سقوط عدد كبير من القتلى المدنيين.
- في اتصال 30 دقيقة.. بايدن ونتنياهو يبحثان الوضع في رفح
- أين المفر؟.. آلاف الفلسطينيين يغادرون رفح سيرا على الأقدام (فيديو)
أمريكا
وفي هذا الإطار، أبلغ الرئيس الأمريكي جو بايدن، الإثنين، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتمسكه بـ"موقفه الواضح بشأن رفح".
وشدد، خلال اتصال هاتفي كشف البيت الأبيض تفاصيله، بأن "نتنياهو سيضمن أن يظل معبر كرم أبو سالم بين إسرائيل وقطاع غزة مفتوحا أمام المساعدات الإنسانية".
بدوره، أكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض: "لقد أوضحنا للحكومة الإسرائيلية وجهات نظرنا إزاء اجتياح بري واسع لرفح. وما زلنا نعتقد أن اتفاق الرهائن هو أفضل وسيلة للحفاظ على حياة الرهائن وتجنب اجتياح رفح، حيث يعيش أكثر من مليون شخص. المحادثات مستمرة الآن".
الأمم المتحدة
من جانبه، حذر فولكر تورك، مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، الإثنين، من الأوامر الإسرائيلية بنقل الفلسطينيين من رفح مؤكدا أنها "غير إنسانية وتهدد بتعريضهم لمزيد من الخطر والبؤس".
وأضاف في بيان: "لا يزال سكان غزة يتعرضون للقنابل والأمراض، بل والمجاعة. واليوم، قيل لهم إنه يتعين عليهم الانتقال مرة أخرى مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح... هذا غير إنساني".
السعودية
بدورها، حذرت السعودية من مخاطر استهداف القوات الإسرائيلية لمدينة رفح ضمن حملتها الدموية الممنهجة لاقتحام كافة مناطق قطاع غزة وتهجير سكانه نحو المجهول وذلك في ظل انعدام الملاذات الآمنة بعد الدمار الهائل الذي تسببت به آلة الحرب الإسرائيلية.
وأكدت، في بيان لوزارة الخارجية، على رفض المملكة القاطع لمواصلة القوات الإسرائيلية "انتهاكاتها السافرة لكافة القرارات الدولية الداعية لوقف هذه المجازر، وانتهاكها للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني دون رادع بما يفاقم من الأزمة الإنسانية، ويحد من جهود السلام الدولية".
وجددت مطالبة المملكة المجتمع الدولي بـ"التدخل فوراً لوقف عمليات الإبادة الجماعية التي تقوم بها قوات الاحتلال بحق المدنيين العزل في الأراضي الفلسطينية".
بريطانيا
من جانبه، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، الإثنين، إنه "يشعر بقلق عميق" إزاء هجوم تعد له إسرائيل على رفح بجنوب غزة".
ودعا "جميع الأطراف، وخاصة حماس" إلى قبول اتفاق يفضي لإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين.
وقال لوسائل إعلام بريطانية "لقد قلت دائما إننا نشعر بقلق عميق إزاء احتمال التوغل العسكري في رفح نظرا لعدد المدنيين الذين يحتمون هناك وأهمية هذا المعبر للمساعدات الإنسانية في قطاع غزة". وأضاف أنه عرض "هذه المبررات في عدة مناسبات على رئيس الوزراء" الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
الاتحاد الأوروبي
من جانبه، اعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، الإثنين، دعوة الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين إلى إخلاء شرق مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة "غير مقبولة".
وقال بوريل في منشور على منصة إكس إن أمر الإخلاء هذا "ينذر بالأسوأ، أي مزيد من الحرب والمجاعة. هذا غير مقبول. على إسرائيل أن تتخلى عن الهجوم البري" في رفح.
وأضاف "يستطيع الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع المجتمع الدولي التحرك من أجل منع هذا السيناريو، وعليه أن يفعل ذلك".
ودعا الجيش الإسرائيلي الإثنين سكان مناطق في شرق رفح بأقصى جنوب غزة الى "الإخلاء الفوري" والتوجه نحو وسط القطاع، وذلك في ظل التلويح بشنّ هجوم بري على المدينة المكتظة بالسكان.
وأثارت التهديدات الإسرائيلية بشنّ هجوم على رفح قلقا دوليا واسعا في ظل اكتظاظ المدينة بنحو 1,2 مليون شخص غالبيتهم نزحوا من مناطق أخرى في القطاع، بحسب الأمم المتحدة.
الرئاسة الفلسطينية
وفي سياق متصل، قالت الرئاسة الفلسطينية، إن "سلطات الاحتلال بدأت فعليا التمهيد لارتكاب أكبر جريمة إبادة جماعية باجتياح رفح".
وأضافت: "الإدارة الأمريكية التي توفر الدعم المالي والعسكري للاحتلال، وتقف بوجه المجتمع الدولي لتمنع تطبيق قرارات الشرعية الدولية ووقف العدوان، هي التي تشجع نتنياهو وقادته بالاستمرار بمجازرهم ضد الشعب الفلسطيني".
الأونروا
ومن جانبها، قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، إن "الهجوم الإسرائيلي على رفح سيعني زيادة المعاناة والوفيات بين المدنيين.
وأضافت أن "العواقب ستكون مدمرة على 1.4 مليون شخص.. الأونروا لم تقرر الإخلاء، ستستمر الوكالة في البقاء في رفح لأطول فترة ممكنة وستواصل تقديم المساعدات المنقذة للحياة للناس".
فرنسا
بدورها، قالت الخارجية الفرنسية، إنها "تذكر بأن التهجير القسري للسكان المدنيين يشكل جريمة حرب بموجب القانون الدولي".
الأردن
وفي سياق متصل، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أن "الفلسطينيون يواجهون خطر مجزرة أخرى تهدد قوات الاحتلال الإسرائيلي بارتكابها في رفح".
وأضاف: "يجب على المجتمع الدولي كله التحرك فورا لمنعها. فشله في منع هذه المجزرة سيكون وصمة عار لن تمحى".
وتابع: "عار على النظام الدولي أن تظل الحكومة الاسرائيلية ترتكب المجازر دون موقف دولي رادع يلجم وحشيتها".
اليونيسف
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) من أن نحو 600 ألف طفل في رفح مهددون بـ"كارثة وشيكة جديدة" داعية إلى عدم "إجلائهم بالقوة" في وقت أطلقت فيه إسرائيل عملية إجلاء في المدينة التي يصر الجيش الإسرائيلي على شن هجوم بري عليها.
وقالت المنظمة "بسبب تركز عدد كبير من الأطفال في رفح وبعضهم في حالة ضعف قصوى وبالكاد هم قادرون على الصمود ونظرا إلى حجم أعمال العنف المتوقع مع ممرات إجلاء تنتشر فيها الألغام والذخائر غير المنفجرة والمنشآت والخدمات المحدودة في المناطق التي سينقلون إليها، توجه اليونيسف تحذيرا بشأن كارثة وشيكة جديدة للأطفال".
وحذّرت المنظمة في بيان من أن "العمليات العسكرية قد تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وإلحاق دمار كامل في الخدمات والبنى التحتية الأساسية التي يعتمدون عليها في استمراريتهم".
وأكدت مديرة المنظمة كاثرين راسل "رفح الآن مدينة أطفال، وليس لأطفالها أي مكان آمن يلوذون به ضمن غزة. وإذا بدأت عمليات عسكرية واسعة، فلن يتعرض الأطفال لخطر العنف فحسب، بل أيضاً للفوضى والذعر — وهم منهكون جسدياً وعقلياً بالأصل".
وتشدد اليونيسف التي طالبت مرة جديدة بوقف لإطلاق النار، خصوصا على وجود 78 ألف رضيع دون سن الثانية و175 ألف طفل دون الخامسة (تسعة من كل عشرة أطفال) يعانون من مرض أو عدة امراض معدية.
ودعا الجيش الإسرائيلي الإثنين سكان المناطق الشرقية في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة إلى إخلائها بعد أسابيع من التهديد بهجوم بري على المدينة.
وأعلن الدفاع المدني والهلال الأحمر في قطاع غزة أن طائرات إسرائيلية قصفت منطقتين في رفح سبق أن طلب الجيش صباحا من السكان إخلائهما.
واندلعت الحرب في قطاع غزة مع شن حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وخطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة، توفّي 35 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين.
وردت إسرائيل متوعدة بـ"القضاء" على حماس، وهي تنفذ حملة قصف مدمرة وعمليات برية في قطاع غزة، ما تسبب بسقوط 34735 قتيلا غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
ويأتي إعلان إسرائيل رغم تشديد واشنطن على أنها لا تؤيد اجتياح رفح برا دون خطة متكاملة لتأمين المدنيين الذين يحتمون في المدينة، ورغم المحادثات الجارية مع حركة حماس لوقف إطلاق النار.
ودعا الجيش الإسرائيلي الإثنين سكان مناطق في شرق رفح بأقصى جنوب غزة الى "الإخلاء الفوري" والتوجه نحو وسط القطاع، وذلك في ظل التلويح بشنّ هجوم بري على المدينة المكتظة بالسكان.
aXA6IDEzLjU5Ljg3LjE0NSA=
جزيرة ام اند امز