أين المفر؟.. آلاف الفلسطينيين يغادرون رفح سيرا على الأقدام (فيديو)
إلى المجهول أم إلى أرض "غير صالحة للعيش"؟.. أمواج من البشر، رجال ونساء وأطفال، في شوارع رفح أعقبت أوامر إجلاء إسرائيلية، الكثير منهم يسير ولا يعرف وجهته.
هيئة البث الإسرائيلية والهلال الأحمر الفلسطيني، أكدا أن الآلاف بدأوا في مغادرة شرق رفح، بعدما بدأت إسرائيل عمليات قصف تمهيدا لاجتياحها بعملية عسكرية، رغم مخاوف الكارثة الإنسانية، والتحذيرات الدولية.
وأكدت جمعية إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني الإثنين انتقال "آلاف" المواطنين من المناطق الشرقية لرفح نحو الغرب بعدما أمر الجيش الإسرائيلي السكان بإخلاء بعض المناطق في المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة.
وقال أسامة الكحلوت من غرفة عمليات الطوارئ في الهلال الأحمر لوكالة فرانس برس "بعد اشتداد القصف، هناك آلاف المواطنين يتركون منازلهم في الشرق ويتجهون نحو الغرب".
ووضع البعض أطفالهم وممتلكاتهم على عربات تجرها الحمير والبعض الآخر في سيارات، بينما رحل الغالبية سيرا على الأقدام.
وكان الجيش الإسرائيلي أمر السكان الفلسطينيين من أحياء رفح الشرقية إلى الانتقال مؤقتًا إلى منطقة المواصي، التي سبق وأن حذرت وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين الأممية من أنها "غير صالحة للعيش"، رغم ما أعلنه الجيش عن توسعات إنسانية فيها.
المواصي التي تقع على الشريط الساحلي للبحر المتوسط، وتبعد عن مدينة غزة نحو 28 كيلومتراً، وتمتد على مسافة 12 كم بعمق كيلومتر واحد، من دير البلح شمالاً، مروراً بخان يونس جنوباً، وحتى بدايات رفح أقصى الجنوب.
وتفتقر المواصي للبنى التحتية والشوارع المرصوفة وشبكات الصرف الصحي وخطوط الكهرباء وشبكات الاتصالات وغيرها، حيث تعدّ منطقة مفتوحة نسبيا وليست سكنية، ويسكنها نحو 9000 نسمة يتعيشون من مهنتي الصيد والزراعة.
«لا تصلح للعيش»
وكان مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" في غزة، سكوت أندرسون، أكد أن "المنطقة الإنسانية الموسعة حديثًا في المواصي- حيث وجه الجيش الإسرائيلي آلاف الأشخاص من شرق مدينة رفح للإخلاء إليها- ليست مناسبة تمامًا للعيش".
وقال في تصريحات نقلتها "سي إن إن": "إن الجانب الساحلي الغربي من قطاع غزة منطقة رملية فيها الكثير من الشواطئ، إنه ليس مكاناً مناسباً للناس ليقيموا خيامهم ويكونوا قادرين على المكوث ومحاولة العيش وتلبية احتياجاتهم الأساسية كل يوم".
وتابع: "أعلم أنهم وسعوا المنطقة (الإنسانية) مؤخرا، ولكن الكثير منها (المنطقة) تقع في خان يونس، التي ما زلنا نحاول أن نجعلها تتعافى من عملية حدثت هناك، كان هناك الكثير من الدمار، والكثير من التأثير على المرافق، وحقا ما يفعلونه هو الانتقال من منطقة واحدة إلى أخرى من المفترض أن تكون أكثر أمانا".
رفض دولي للعملية
وقوبلت العملية برفض دولي، واعتبر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل دعوة الجيش الإسرائيلي الفلسطينيين إلى إخلاء شرق مدينة رفح في أقصى جنوب قطاع غزة "غير مقبولة".
وقال بوريل في منشور على منصة "إكس" إن أمر الإخلاء هذا "ينذر بالأسوأ، أي مزيد من الحرب والمجاعة. هذا غير مقبول. على إسرائيل أن تتخلى عن الهجوم البري" في رفح.
وأضاف: "يستطيع الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع المجتمع الدولي التحرك من أجل منع هذا السيناريو، وعليه أن يفعل ذلك".
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) الاثنين من أن نحو 600 ألف طفل في رفح مهددون بـ"كارثة وشيكة جديدة" داعية إلى عدم "إجلائهم بالقوة" في وقت أطلقت فيه إسرائيل عملية إجلاء في المدينة التي يصر الجيش الإسرائيلي على شن هجوم بري عليها.
وقالت المنظمة "بسبب تركز عدد كبير من الأطفال في رفح وبعضهم في حالة ضعف قصوى وبالكاد هم قادرون على الصمود ونظرا إلى حجم أعمال العنف المتوقع مع ممرات إجلاء تنتشر فيها الألغام والذخائر غير المنفجرة والمنشآت والخدمات المحدودة في المناطق التي سينقلون إليها، توجه اليونيسف تحذيرا بشأن كارثة وشيكة جديدة للأطفال".
وحذّرت المنظمة في بيان من أن "العمليات العسكرية قد تؤدي إلى سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين وإلحاق دمار كامل في الخدمات والبنى التحتية الأساسية التي يعتمدون عليها في استمراريتهم".
ودعا الجيش الإسرائيلي، الإثنين، سكان مناطق في شرق رفح بأقصى جنوب غزة الى "الإخلاء الفوري" والتوجه نحو وسط القطاع، وذلك في ظل التلويح بشنّ هجوم بري على المدينة المكتظة بالسكان.
وأثارت التهديدات الإسرائيلية بشنّ هجوم على رفح قلقا دوليا واسعا في ظل اكتظاظ المدينة بنحو 1,2 مليون شخص غالبيتهم نزحوا من مناطق أخرى في القطاع، بحسب الأمم المتحدة.
aXA6IDMuMTM1LjE5My4xOTMg جزيرة ام اند امز