مع انهيار الآمال في التوصل إلى هدنة في غزة، وإخلاء إسرائيل مناطق في رفح جنوب القطاع، بدأت مصر التأهب لعملية عسكرية محتملة.
لماذا تحذر القاهرة من اجتياح رفح.
تقع رفح على الحدود بين مصر وقطاع غزة، وفيها المعبر الذي يربط قطاع غزة بالعالم.
ونزح إلى رفح مليون ونصف المليون فلسطيني من شمال ووسط القطاع ما جعل أي عملية عسكرية في المدنية تهدد بمقتل آلاف المدنيين.
كما تخشى القاهرة من خطة إسرائيلية جرى الحديث عنها مع بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول الماضي بشأن دفع سكان غزة إلى سيناء المصرية.
ماذا فعلت القاهرة؟
وقالت مصادر أمنية مصرية بحسب وكالة "رويترز" إن القاهرة رفعت مستوى الاستعداد العسكري في منطقة شمال سيناء المتاخمة لقطاع غزة بعدما بدأت إسرائيل عملية عسكرية في مدينة رفح بجنوب القطاع الفلسطيني.
كما نفت في بيان رسمي إغلاقها معبر رفح مؤكدة أنه يعمل بشكل طبيعي وحركة دخول المساعدات إلى قطاع غزة مستمرة.
حذرت مصر في بيان صادر عن وزارة الخارجية يوم الإثنين من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة بمنطقة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، لما ينطوي عليه هذا العمل التصعيدي من مخاطر إنسانية بالغة تهدد أكثر من مليون فلسطيني يتواجدون في تلك المنطقة.
وطالبت مصر في البيان الذي تلقت «العين الإخبارية» نسخة منه، إسرائيل بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب المزيد من التصعيد في هذا التوقيت بالغ الحساسية في مسار مفاوضات وقف إطلاق النار، وحقناً لدماء المدنيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لكارثة إنسانية غير مسبوقة منذ بدء الحرب على قطاع غزة.
وأكدت أنها تواصل اتصالاتها على مدار الساعة مع كافة الأطراف من أجل الحيلولة دون تفاقم الوضع أو خروجه عن السيطرة.
ماذا يقول الخبراء؟
ويرى اللواء سمير فرج، المفكر الاستراتيجي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن إسرائيل لن تستطيع الإقدام على اجتياح بري وشن عملية عسكرية واسعة في رفح قبل أسبوع، حتى إخلاء الفلسطينيين من وسط المدينة المكتظة بالسكان، وإلا ستكون هناك كارثة إنسانية بكل المقاييس.
وفي حال إقدام إسرائيل على الاجتياح البري، يتوقع فرج أن يكون واسعا، خاصة وأن إسرائيل استغرقت في اجتياح خان يونس (وسط القطاع) نحو 4 أشهر.
لكن فرج يرجح أن ما تقوم به إسرائيل حاليا يدخل ضمن حملة نفسية تشنها للضغط على حركة حماس؛ لتقديم تنازلات أكبر بالنسبة للمبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، وذلك قبل عودة قيادات من الحركة غدا الثلاثاء للقاهرة للرد على المبادرة.
كما أكد الخبير الاستراتيجي أن مصر رفضت بشكل قاطع أي عملية عسكرية في رفح، حيث إنها ستؤدي إلى "مجزرة إنسانية"، وستهدد الاستقرار في المنطقة.