إسرائيل تطلب إجلاء سكان رفح.. اجتياح أم «إخلاء محدود»؟
فيما لا تحرز المفاوضات النتيجة المرجوة، دعت إسرائيل، سكان منطقة في رفح إلى إخلائها، ما يحرك المخاوف من كارثة إنسانية تحوم في الأفق.
إذ طالب الجيش الإسرائيلي اليوم الإثنين، الفلسطينيين في المناطق الشرقية من رفح بالانتقال إلى "منطقة إنسانية موسعة" قريبة، وذلك فيما بدا أنه مقدمة لإجلاء المدنيين قبل هجوم بري متوقع على المدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة.
وقال بيان عسكري إسرائيلي إنه سيجري استخدام منشورات ورسائل نصية ومكالمات هاتفية وإعلانات عبر وسائل الإعلام "لتشجيع الحركة التدريجية للمدنيين في المناطق المحددة".
لكن الجيش الإسرائيلي عاد وأكد أن دعوته سكان مناطق في شرق مدينة رفح بجنوب قطاع غزة لإخلائها، هي عملية "محدودة النطاق" ومؤقتة.
وقال متحدث باسم الجيش خلال إيجاز للصحفيين عبر الإنترنت "هذا الصباح.. بدأنا عملية محدودة النطاق لإخلاء مدنيين بشكل مؤقت من الجزء الشرقي من رفح"، مضيفا أن "هذه عملية محدودة النطاق"، مشيرا إلى أن العملية "تشمل نحو 100 ألف شخص".
وفي وقت سابق، قالت محطة إذاعية إسرائيلية، إن القوات الإسرائيلية بدأت إجلاء المدنيين الفلسطينيين من رفح قبل هجوم محتمل على المدينة الواقعة بجنوب قطاع غزة.
ووفقا لما أوردته المحطة الإذاعية، فإن عمليات الإجلاء تتركز الآن على عدد قليل من المناطق المحيطة برفح والتي سيتم توجيه الأشخاص الذين يتم إجلاؤهم منها إلى مدينتي الخيام في خان يونس والمواصي القريبتين.
ويلقى شن إسرائيل عملية عسكرية واسعة في رفح المكتظة بمئات الآلاف من النازحين، معارضة من عدد كبير من دول العالم، بينها دول غربية رئيسية منها الولايات المتحدة، لما قد يحدثه ذلك من كارثة إنسانية.
غير أنه لم يكن من الواضح ما إذا كان القرار هو بمثابة بدء عملي لعملية عسكرية في رفح أم وسيلة للضغط على "حماس" للتراجع عن مطالبها بشأن صفقة لتبادل الأسرى ووقف إطلاق نار مطول في غزة.
لا تقدم
وبعد مرور 7 أشهر من الهجوم الإسرائيلي على غزة، تزعم إسرائيل أن رفح تضم الآلاف من عناصر حركة "حماس"، وأنه من المستحيل تحقيق النصر دون السيطرة على المدينة.
وأمس الأحد، انتهى في القاهرة اجتماع بشأن مقترح للهدنة في قطاع غزة من دون إحراز تقدم ملموس، ومن المتوقع أن تُستأنف المفاوضات غدا الثلاثاء في العاصمة المصرية، في حين يواصل كل من إسرائيل وحماس التمسك بشروطه.
وحتى غد الثلاثاء، ستستمر المحادثات في قطر، إحدى دول الوساطة، إلى حيث يُتوقّع أن يتوجّه رئيس الاستخبارات الأمريكية ويليام بيرنز. ووفقا لوسائل إعلام مصرية.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجددا أن بلاده "لن تستسلم" لحماس ولا يمكنها "قبول" شروط الحركة التي تصر خصوصا على وقف دائم لإطلاق النار في القطاع الفلسطيني.
ويهدد نتنياهو بشن هجوم على مدينة رفح المكتظة في الطرف الجنوبي من قطاع غزة.
وقال نتنياهو خلال اجتماع لمجلس الوزراء الإسرائيلي أمس "عندما تظهر إسرائيل حسن نيتها، فإن حماس تصر على مواقفها المتشددة، وعلى رأسها مطلبها بانسحاب قواتنا من قطاع غزة، ووقف الحرب والإبقاء على الحركة. ولا يمكن لإسرائيل أن تقبل بذلك".
واعتبر أن "الاستسلام" لمطالب حماس سيكون بمثابة "هزيمة مروعة" لإسرائيل.
اجتماع "طارئ"
توازيا مع المناقشات التي بدأت السبت الماضي في القاهرة بين وفد من الحركة وممثلين قطريين ومصريين، اتهم رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية نتنياهو بـ"تخريب الجهود المبذولة عبر الوسطاء" للتوصل إلى هدنة.
وأعلن مسؤول في حماس مساء الأحد انتهاء المناقشات، قائلا إن الوفد سيتوجه إلى الدوحة للتشاور مع قيادته السياسية.
من جهتها، نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" المصرية عن مصدر مطّلع قوله إن "وفد حركة حماس غادر القاهرة مساء اليوم الأحد للتشاور على أن يعود الثلاثاء لاستكمال المفاوضات".
وينص المقترح الذي قدمته الدول الوسيطة، قطر ومصر والولايات المتحدة، إلى حماس في نهاية أبريل/نيسان الماضي، على هدنة مرتبطة بإطلاق سراح رهائن محتجزين في قطاع غزة، مقابل أسرى فلسطينيين تحتجزهم إسرائيل.
وأكّد مسؤول كبير في حماس مساء السبت، لوكالة "فرانس برس"، أنّ الحركة "لن توافق بأي حال من الأحوال على اتفاق لا يتضمن صراحة وقفا دائما للحرب".
وبعد توقفه في القاهرة، بحسب وسائل إعلام أمريكية، غادر مدير وكالة الاستخبارات المركزية ويليام بيرنز أيضا إلى قطر، وفق مصدر مقرب من المفاوضات.
وأضاف المصدر أنه "في غياب التقدم" خلال مناقشات القاهرة، يعتزم بيرنز عقد اجتماع طارئ مع رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، من أجل مناقشة سبل استئناف المحادثات مرة أخرى.
أوستن وغالانت
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أطلع نظيره الأمريكي لويد أوستن على القرار قبل أن يطلب الجيش الإسرائيلي من الفلسطينيين في الأحياء الشرقية لرفح إخلاء منازلهم الى منطقة المواصي.
وقالت وزارة الدفاع الإسرائيلية في بيان تلقته "العين الإخبارية": "أطلع الوزير غالانت الوزير اوستن على الهجوم الذي نفذته منظمة حماس، والذي تم خلاله إطلاق حوالي 10 قذائف من المنطقة المحاذية لمعبر رفح باتجاه منطقة معبر كرم أبو سالم الإنساني".
وأضافت: "ناقش الوزير غالانت خلال اللقاء الجهود المبذولة لتحقيق إطلاق سراح الرهائن، مشيرا إلى أن حماس ترفض في هذه المرحلة الأطر المطروحة".
وتابعت: "وأكد الوزير غالانت أن العمل العسكري مطلوب، بما في ذلك في منطقة رفح، في ظل عدم وجود بديل ، كما أكد أكد غالانت لوزير الدفاع أنه لم يعد هناك خيار، وهذا يعني بداية العملية الإسرائيلية في رفح".
وقالت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "يقدر الجيش الإسرائيلي أن هناك حوالي مليون ومائة ألف إلى مليون ومائتي ألف مدني من غزة في رفح".
وأضافت: "في المرحلة الأولى من الإخلاء، يريد الجيش الإسرائيلي إخلاء المنطقة من الحدود الإسرائيلية إلى مشارف المدينة، هذه منطقة ريفية ذات عدد سكان متناثر مقارنة بالكثافة داخل رفح".
وتابعت: "النطاق الأولي للإجلاء هو حوالي 100,000 من السكان غير المشاركين.. إن إخلاء المنطقة سيمكن من دخول قوات جيش الدفاع الإسرائيلي بكثافة من أجل تطويق مدينة رفح".
وكانت الحرب في قطاع غزة قد اندلعت بعد شن حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي هجوما مسلحا غير مسبوق على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، حسب تعداد لـ"فرانس برس" يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية.
وخطف في الهجوم أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم قيد الاحتجاز في غزة، توفّي 35 منهم وفق مسؤولين إسرائيليّين.
وردت إسرائيل متوعدة بـ"القضاء" على حماس، وشنت حربا شاملة على قطاع غزة أدت حتى الآن لمقتل أكثر من 34 ألف شخص أغلبهم من النساء والأطفال بحسب وزارة الصحة بغزة التي تديرها حماس.
aXA6IDUyLjE1LjEzNi4yMjMg جزيرة ام اند امز