«اجتياح» رفح.. أروقة المفاوضات تسابق جنازير الدبابات
في سباق مع الزمن حيث يقترب المؤشر من اجتياح إسرائيلي لرفح، تجرى محاولات الدفع بمفاوضات صفقة التبادل، قبيل السيناريو المرعب.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية، عن مصادر مطلعة لم تسمها، أن مصر "تعمل باتجاه دفع المفاوضات قدما لأنها تعتقد أن المفاوضات بوسعها التأثير على تحركات إسرائيل في رفح بهذه الطريقة".
في هذه الأثناء بدأوا في إسرائيل بصياغة الخطوط العريضة الجديدة التي ستشكل الأساس للمفاوضات مع حماس.
وقال مصدران مطلعان على سير المفاوضات للإذاعة الإسرائيلية، إن وزراء الكابينت سيتلقون اليوم ملخصا للمحادثات من الفريق المفاوض خلال جلسة متوقعة اليوم.
وحسب المصادر، ناقش رئيس الأركان هرتسي هليفي ورئيس الشاباك رونان بار، الدفع بالمحادثات، خلال لقائهما في القاهرة مع رئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
موقف مصر الرافض لاجتياح رفح
وأمس الأربعاء، نفى ضياء رشوان، رئيس الهيئة العامة للاستعلامات بمصر، نفيا قاطعا ما تم نشره بإحدى الصحف الأمريكية الكبرى، بادعاء أن القاهرة قد تداولت مع الجانب الإسرائيلي حول خططه للاجتياح المزمع لرفح التي تؤوي أكثر من مليون نازح.
وأكد رشوان أن "الموقف المصري الثابت والمعلن عدة مرات من القيادة السياسية هو الرفض التام لهذا الاجتياح الذي سيؤدي إلى مذابح وخسائر بشرية فادحة وتدمير واسع، تضاف إلى ما عانى منه الشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة خلال 200 يوم من العدوان الإسرائيلي الدموي".
كما لفت إلى أن "تحذيرات مصر المتكررة قد وصلت -من كافة القنوات- للجانب الإسرائيلي، منذ طرحه فكرة تنفيذ عملية عسكرية في رفح، بسبب هذه الخسائر المتوقعة، فضلا عما سيتبعها من تداعيات شديدة السلبية على استقرار المنطقة كلها".
لماذا رفح؟
وتقول حكومة بنيامين نتنياهو إن رفح بها أربع كتائب قتالية كاملة تابعة لحماس، وإن تلك الكتائب تلقت تعزيزات من آلاف من مقاتلي الحركة المنسحبين من مناطق أخرى.
وتصر حكومة نتنياهو على أن النصر في حرب غزة التي اندلعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، سيكون مستحيلا دون السيطرة على رفح وسحق حماس واستعادة أي رهائن قد يكونون محتجزين هناك.
وتخطط إسرائيل لإجلاء المدنيين من رفح خلال الهجوم المتوقع على المدينة الجنوبية التي لجأ إليها مئات الآلاف من السكان خلال الحرب المتواصلة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وأسفرت الحرب في غزة عن مقتل أكثر من 34,000 فلسطيني، نحو ثلثهم من الأطفال والنساء، وفقاً لمسؤولي الصحة في قطاع غزة.
وأمضت الولايات المتحدة وقطر ومصر أشهرا في محاولة التوسط في وقف لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن، لكن يبدو أن المحادثات قد تعثرت الأسبوع الماضي.
والأسبوع الماضي، أعلن رئيس الوزراء القطري أن بلاده ستعيد تقييم دورها في التوسط في محادثات وقف إطلاق النار واحتجاز الرهائن، بعد انتقادات مكثفة من أعضاء الكونغرس.