«بيروت فقدت نغمتها الأخيرة».. راغب علامة يرثي زياد الرحباني

ودّع الفنان راغب علامة الموسيقي اللبناني الكبير زياد الرحباني برسالة حزينة، اختصر فيها وجع بيروت التي فقدت أحد أعمدتها الفنية.
وعبر حسابه الرسمي على «إنستغرام»، كتب راغب علامة: «بغياب زياد خسرنا نبض بيروت، وكأن الزمن أطفأ آخر شمعة في مسرح الذاكرة».
جاءت كلمات راغب بعد ساعات من تشييع مهيب لجثمان الرحباني، حيث احتشد اللبنانيون – من مسؤولين ومحبين وفنانين – لتوديع أيقونة الموسيقى المتمردة، في مشهد اختزل تاريخًا من العطاء والاختلاف والعمق.
لكن اللحظة التي حبست أنفاس الجميع، كانت ظهور السيدة فيروز، والدة زياد، في وداع نادر ومؤلم لابنها الذي رافقها في المسار الفني كما في مسار الحياة، لتكتمل بذلك صورة الأسى التي خيّمت على وداع ابن لبنان البار.
ابن فيروز وعاصي
زياد الرحباني هو الابن الوحيد للفنانة الكبيرة فيروز والملحن الراحل عاصي الرحباني، أحد مؤسّسي المدرسة الرحبانية، التي تركت أثرًا بالغًا في الفن اللبناني والعربي. نشأ زياد في وسط فني متكامل، ما ساهم في صقل موهبته الفنية منذ الطفولة، وعُرف بأسلوبه المختلف في الموسيقى والكتابة والمسرح، حيث تميّز بمواقف نقدية جريئة وطروحات خارجة عن السائد.
بداياته الفنية
بدأت مسيرة زياد الاحترافية مطلع السبعينيات، حين لحّن في سن السابعة عشرة أغنية "سألوني الناس" لوالدته فيروز عام 1973، أثناء مرض والده عاصي. أصبحت الأغنية من أشهر أغاني فيروز، وفتحت أمام زياد أبواب التلحين والكتابة المسرحية. لاحقًا، أنتج وأخرج عددًا من المسرحيات الغنائية التي مزجت بين النقد السياسي والاجتماعي والسخرية السوداء، ما رسّخ مكانته كأحد رموز المسرح المعاصر في المنطقة.
أعماله الغنائية والمسرحية
خلال مسيرته، قدّم زياد الرحباني عددًا كبيرًا من الأغاني التي عكست رؤيته الاجتماعية والسياسية، وتميّزت كلماته بجرأتها وعمقها، إضافة إلى أسلوبه الخاص في دمج الجاز والموسيقى الشرقية. استخدم زياد الموسيقى كوسيلة للتعبير عن القضايا اليومية والواقع السياسي اللبناني، فكان صوته حادًا وصريحًا، وغالبًا ما عبّر عن رأيه بوضوح في أعماله دون مواربة.
حياته وعلاقاته العاطفية
تزوّج زياد الرحباني من دلال كرم، غير أن زواجهما لم يدم طويلًا. لاحقًا، ارتبط بعلاقة طويلة استمرّت 15 عامًا مع الممثلة اللبنانية كارمن لبّس، إلا أن العلاقة انتهت نتيجة اختلاف في وجهات النظر المتعلّقة بالاستقرار والمستقبل. بقي زياد يحتفظ بمسافة بين حياته الشخصية والإعلام، مكتفيًا بحديثه من خلال فنه وأعماله.