أمطار في المغرب تحيي آمال "تجاوز أزمة الجفاف"
شهد المغرب مؤخراً تساقطاً للأمطار حمل معه آمالاً لدى الفلاحين بتجاوز أزمة الجفاف الأخيرة.
وتأتي زخات المطر في سنة عرفت شحاً كبيراً في نزول الأمطار منذ بداية الموسم الزراعي الحالي، ما دفع الحكومة بتوجيهات من الملك محمد السادس إلى إقرار "برنامج استعجالي" لمحاربة آثار الجفاف، في انتظار الزراعات الربيعية التي تشكل أملاً كبيراً للفلاح المغربي لتدارك الخسائر.
أمل الفلاح
بدورها، قالت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المغربية، إن التساقطات المطرية الأخيرة التي عرفتها المملكة لها تأثير إيجابي وتبشِّر بآفاق جديدة بخصوص توزيع الزراعات الربيعية.
وأوضحت الوزارة في بيان- عقب إطلاق عملية توزيع الزراعات الربيعية خلال اجتماع خصص للموسم الفلاحي الخاص بالزراعات الربيعية- أن البرنامج قد يغطي مساحة تبلغ 320 ألف هكتار.
وأضافت أن "متوسط التساقطات التراكمي الوطني خلال شهر مارس/آذار بلغ 60 مم، أي بزيادة قدرها 46% مقارنة بمتوسط 30 سنة (41 مم)، و52% مقارنة بالموسم الفلاحي السابق (39 مم)".
وأكدت أن هذه التساقطات لها تأثير إيجابي للغاية على الغطاء النباتي للمراعي والأشجار المثمرة وتبشِّر بآفاق جيدة بخصوص توزيع الزراعات الربيعية وخصوصاً الحمص والبذور الزيتية، لاسيما عباد الشمس والخضراوات والذرة.
وتوقعت الوزارة أن تصل المساحة المتوقعة للزراعات الربيعية الرئيسية (الذرة والحمص وعباد الشمس والفاصوليا الجافة) 320 ألف هكتار إذا استمرت الظروف المواتية، مع العلم أنه بعدة جهات من المملكة، يقوم الفلاحون بتدارك الأمر بخصوص الزراعات الخريفية المتضررة من نقص التساقطات المطرية.
وبخصوص زراعة الخضروات الربيعية، كشف البيان نفسه، أن المساحة المبرمجة تبلغ 80.000 هكتار وسيمكِّن الإنتاج المتوقع لهذه الزراعات من تغطية الاحتياجات الاستهلاكية للسوق المحلية خلال فصل الصيف.
وقع كبير
من جهة أخرى، قال محمد سعيد قروق، أستاذ علم المناخ بجامعة "الحسن الثاني" بالدار البيضاء، والخبير الدولي في المناخ والبيئة، إن التساقطات المستمرة منذ فترة سيكون لها وقع كبير على الفرشة المائية وحقينة السدود بالمغرب، مضيفاً أنها ستكون نعمة على الفلاح الصغير الذي ينتظر هذه الأمطار.
وأضاف قروق لـ"العين الإخبارية" أن المغرب عاش فترة من الجفاف بدأت منذ 2018، بصفة رسمية، كما بدأت في بعض الأقاليم قبل هذا التاريخ، مشيرا إلى أن منسوب المياه في عدد من السدود بلغ مستوى منخفضاً للغاية خصوصاً وسط وجنوب المغرب هذا العام.
وأبرز أن "النظام المطري "بالمغرب عرف نوعاً من عدم الاستقرار، حيث لم تعد الأمطار تنزل في فصلوها المعتادة، وهو ما يمكن تأكيده من خلال نزول الأمطار حالياً بالمغرب خلال فصل الربيع، لافتا إلى عدم الاستفادة من الأمطار خلال فصلي الخريف والشتاء.
وأكد ضرورة التكيف بـ"طريقة حقيقية مع هذا النظام غير المنتظم"، من خلال وضع استراتيجية واضحة ودقيقة للتعامل مع الماء، مقترحاً أن تكون لدى الحكومات المغربية استراتيجية تتبعها مخططات تنفيذية.
وشدد على ضرورة عدم زراعة المحاصيل التي تستهلك كميات كبيرة من المياه، وكذا ضرورة التنسيق بين الجهات المعنية والفلاحين ووضع خطة توضح المواعيد المتوقعة لسقوط الأمطار والجفاف أيضاً.
من جهة أخرى، قال عبدالقادر العلوي، رئيس "الفيدرالية الوطنية للمطاحن" في المغرب، إن الأمطار الأخيرة أعطت أملاً كبيراً للفلاحين وباقي المستفيدين من وجود مردود مهم خلال هذه السنة رغم الجفاف الذي بدأ في المغرب.
وأضاف العلوي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" أن هذه الأمطار ستساهم في إنعاش الزراعات خاصة منها القطنيات وعباد الشمس والحبوب التي تم تُزرَع في وقت متأخر.
وأوضح أن من المرتقب أن يتم تحصيل ما بين 25 و30 مليون قنطار من الحبوب بسبب هذه الأمطار الأخيرة التي سقطت على مختلف المناطق المغربية.
aXA6IDMuMTQ5LjIzMS4xMjIg جزيرة ام اند امز