المتحف المصري الكبير.. 19 ثانية "ترعب" المصريين
فيديو قصير مدته 19 ثانية من داخل المتحف المصري الكبير بالقرب من أهرامات الجيزة، كان كفيلا بإحداث ضجة واسعة في مصر.
في المقطع الذي تداوله الآلاف، تظهر لحظات هطول الأمطار المفاجئة خلال الساعات الـ24 الماضية، حيث اخترقت المياه بهو المتحف، ما أثار القلق بشأن الآثار الموجودة في "الموقع العالمي" الذي يفتتح قريبا، خاصة تمثال رمسيس الثاني.
وبعد ساعات من تداول الفيديو، نشرت وزارة السياحة والآثار المصرية بيانا عبر الحساب الرّسمي للوزارة على موقع "فيسبوك"، نفى خلاله المُشرف على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة به، اللواء عاطف مفتاح، ما تردّد حول وجود خطورة لتساقط هذه الأمطار على الآثار، مشيرًا إلى أنّ تمثال رمسيس الثاني لم ولن يتأثّر بمياه الأمطار، وأنّ المتحف وجميع فراغاته في أفضل حالة من الحفظ.
وطمأن مفتاح المصريين، مؤكدا أن تساقط الأمطار أمرٌ طبيعي، ومتوقّع، ومدروس في أثناء تصميم وتنفيذ المتحف، وأنّه لا يُمثّل أي خطورة على المتحف أو مقتنياته.
وقال: "ليس هناك أي داعٍ للقلق على التّمثال أو المتحف، وأنّ تساقط الأمطار على منطقة البهو يأتي نظرًا للتّصميم المعماري والهندسي للبهو المفتوح للمتحف"، نافيا وجود أي خلل في تنفيذ هذا التّصميم أو إنشاء المتحف.
وعن قدرة التمثال على تحمل الأمطار، أوضح أن تمثال رمسيس كغيره من التماثيل الجرانيتية الضخمة مصممة لتعرض في المعابد والأماكن المفتوحة؛ حيث إن الجرانيت من الصخور النارية فائقة القدرة على مقاومة الظروف البيئة المحيطة.
تحرك برلماني بعد تجمع الأمطار في المتحف الكبير
وتقدم طارق رضوان رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري، بطلب إحاطة موجه إلى وزير الآثار والسياحة بشأن هطول الأمطار وعدم استيعاب شبكات الصرف لكمية المياه في مشروع المتحف المصري الكبير.
يأتي طلب الإحاطة المقدم صباح اليوم، إعمالًا لحكم المادة (212) من اللائحة الداخلية للمجلس، موجها إلى أحمد عيسى وزير السياحة والآثار، ورئيس المجلس الأعلى للآثار، وفقا لمواقع محلية مصرية.
وقال رضوان: "طالعنا جميعاً بالأمس هطول الأمطار في المتحف المصرى الكبير بالبهو الكبير وتجمعها بكميات كبيرة وعدم تصريفها بالشكل الذي يتماشى مع الأكواد العالمية لمعايير التعامل مع المقتنيات الأثرية المهمة التي يتم عرضها أو المزمع عرضها لاحقًا من المقتنيات المؤقتة، ما يهدد سلامة المبنى والآثار الموجودة بالمتحف، وكذلك الزائرون أو صورة مصر أمام العالم بمشروع بمثل هذا الحجم، ويحدث ذلك من تجمع للمياه بكميات كبيرة لمجرد هطول الأمطار لبضع ساعات".
وأشار إلى أن البيان الصادر من قبل وزارة الآثار والسياحة لم يتحدث أو يتناول من قريب أو بعيد سلامة المبنى والآثار المزمع عرضها بالمتحف من دخول تلك الأمطار وتجمعها بذلك الشكل أو إمكانية حدوث ذلك بعد افتتاح المتحف ووجود زائرين ما قد يهدد سلامتهم.
وكانت وزارة الآثار المصرية قد بدأت شهر مارس/آذار الماضي تنظيم جولات سياحية محدودة لرؤية أجزاء من المتحف المصري الكبير في القاهرة لتقييم تجربة الزوار، قبل افتتاح المتحف رسميا، والتي تشمل الساحة الأمامية للمتحف وصالة الاستقبال الرئيسية التي تعرض عددا من التماثيل العملاقة.
ويعد المتحف المصري الكبير الأكبر في العالم الذي يحتضن آثارا من حضارة واحدة، حيث يعرض عشرات الآلاف من القطع الأثرية التي تظهر للمرة الأولى.
تم وضع حجر أساس المتحف المصري الكبير في أوائل عام 2002، على الرغم من أنه في هذه المرحلة لم يتم اختيار شركات معمارية أو إنشاءات لبناء مجمع المتحف الجديد.
ومنح العقد الرئيسي لتصميم المتحف المصري الكبير لشركة الهندسة المعمارية الأيرلندية Heneghan Peng في عام 2003 بعد منافسة دولية واسعة النطاق، ولكن في المجموع، ساهم فريق من 300 شخص من 13 شركة في 6 دول مختلفة في مرحلة تصميم المشروع.
وتم بناء المتحف المصري الكبير على 3 مراحل متميزة:
المرحلة الأولى كانت لما يعرف بـ"الأعمال التمكينية"، والتي تشير إلى تنفيذ المهام المطلوبة لتطهير وتأمين الموقع وإعداده لتشييد المباني.
شهدت المرحلة الثانية بناء محطة إطفاء، ومركز طاقة لتزويد الموقع بالكهرباء وتكييف الهواء، ومركز صيانة على مستوى عالمي بعيدًا عن مبنى المتحف الرئيسي.
اشتملت المرحلة الثالثة على حفر الأرض وتحديد الخطوط، وبناء مبنى المتحف الرئيسي، وتنسيق الموقع.
وقدرت التكلفة الأصلية للمتحف المصري الكبير بحوالي 500 مليون دولار، لكن التأخير والتغييرات وعوامل أخرى دفعت السعر النهائي للمجمع إلى أكثر من مليار دولار.
كانت إحدى القطع الأثرية الأولى التي تم نقلها إلى المتحف المصري الكبير تمثال رمسيس الثاني وعمره 3200 عام كان يقف سابقًا في وسط دائرة مرور في القاهرة تُعرف باسم ميدان رمسيس.
على الرغم من أن المتحف الجديد لم يكن على وشك الانتهاء في ذلك الوقت، قررت الحكومة المضي قدمًا في نقل التمثال البالغ وزنه 83 طناً إلى مركز الحفظ في عام 2006 من أجل وقف تدهوره وسط التلوث الذي أحاط به خلال العقود الخمسة الماضية، للإقامة في الساحة عام 2018، تم نقل التمثال إلى مثواه الأخير عند المدخل الرئيسي للمتحف.