مظاهر احتفالات رمضان 2022 في الدول الإسلامية والعربية.. بهجة وأغانٍ وتقاليد
لشهر رمضان مكانة خاصة في قلوب المسلمين بجميع أنحاء العالم. وتسبقه استعدادات خاصة وتلازم أيامه طقوس أخرى حتى نهايته.
على أن مظاهر الحفاوة بالشهر الكريم تمتد لسنوات طويلة، باتت معها بعض الأمور في حكم العادة الواجبة. وبدونها يختفي الملمح المميز للشهر، سواء في دول عربية أو غير عربية.
وتمتلأ صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بالعديد من صور احتفالات رمضان، في أجواء مبهجة، يتابعها العالم الإسلامي كله، وهو أمر متوقع مع احتفالات شهر رمضان 2022 بعد انتشار لقاحات فيروس كورونا، وانخفاض ذروة الإصابات في عدد من الدول، والتي كان لها تأثير على شكل الاحتفالات في العامين الماضيين.
مظاهر الاحتفال بشهر رمضان 2022
ففي مصر على سبيل المثال، تنتشر أغاني الشهر الكريم في كل مكان، وتكاد تكون مسموعة في كل شارع. تصدر من مذياع قديم في البيت، أو مكبرات صوت محل تجاري. وبين ذلك كله تظهر الزينة مميزة الشوارع.
وللزينة طقوس خاصة، فيتبارى الأطفال في وضعها في أفضل شكل ممكن، ويطرقون الأبواب بحثا عن جنيهات من أصحابها، لتعينهم على شراء احتياجات المواد الخام للزينة، بدلا من شرائها جاهزة.
وكانت الزينة قديما تصنع من الورق والدقيق، ثم صارت بلاستيكية. تقطع على شكل مميز ثم يتم وضعها في الشوارع بين الشرفات. كما تنتشر الإضاءة لإعانة الذاهبين إلى صلاة الفجر على السير في شوارع مضيئة.
وإلى جانب الزينة، فهناك فانوس ضخم يخص كل شارع أو منطقة، لا سيما في الأحياء الشعبية، ويحاول السكان تزيينه بأفضل شكل، وكلما كان حجم الفانوس ضخما كلما كان أكثر تميزا.
كما تشتهر مصر بالسهرات الرمضانية في الأماكن السياحية وغيرها، وتنتشر طاولات المطاعم خارج حدودها، ويمتد السهر لساعات طويلة، غير أن فيروس كورونا حال دون ذلك المشهد، ووضع له عددا من القيود، بعدما صار إغلاق المحال في ساعات محددة.
وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، يتم الاحتفال بالشهر قبل قدومه، ففي عشية الـ25 من شعبان، يكون هناك "حق الليلة" ويرتدي الطفل الإماراتي أفضل ما لديه من ملابس وينتقل من بيت لآخر، ويقوم بالغناء وإلقاء القصائد. وينتظرهم الجيران بالحلويات، ويجمعها الأطفال في حقيبة قماشية مطرزة.
وهناك تقليد في دولة الإمارات العربية المتحدة، بإفطار أول يوم في بيت العائلة، وتوجد أصناف من الحلويات والمعجنات لا يخلو منها منزل مثل القرص المخلوطة مع التمر والهيل. وأطباق أخرى مثل الهريس والثريد.
كما يعد مدفع رمضان في دولة الإمارات العربية المتحدة،من أبرز التقاليد ويسمع صوته من حوالي 10 كيلومترات. ويتكرر هذا التقليد منذ القرن التاسع عشر.
وفي السعودية، يكون الشهر بمثابة مهرجان كامل، فيشتري المواطنون كميات كبيرة من الرطب والأنواع المختلفة للبلح، ويخزنونها في الثلاجات، تمهيدا لتناولها إلى جانب القهوة أو على موائد الإفطار.
ومن المشاهد المنتشرة هناك، خروج الأهالي في جماعات، محتلفين بقدوم الشهر الكريم، ويغنون "جاكم رمضان بالفرحة.. جاكم رمضان بالبهجة" وتنتشر موائد رمضانية في أرجاء الحرمين المكي والنبوي، قبل أذان المغرب، ويتناول الصائمون ما يسد رمقهم.
وتتجه أنظار المسلمين لصلاة التراويح في الحرم، ويتابعون من خلال الشاشات الصلاة هناك، بأصوات عذبة رقيقة، وتنقل الفضائيات الصلوات كلها بما فيها التهجد.
وفي الجزائر تعدد مظاهر الاحتفال بالشهر الكريم، وفقا لكل منطقة، وتنوع ثقافتها، وفي جنوب الجزائر، هناك عادة اجتماعية ودينية، تسمى "التشعبينة" وهي احتفالات لتوديع شهر شعبان، تمهيدا لاستقبال شهر رمضان الكريم. وهناك أكلة تقليدية تسمى بـ"طبق شعبان" تكون في آخره.
كما يشتهر هناك شراء الأواني الجديدة الخاصة بالطهي في الشهر الكريم، كما يقوم البعض بطلاء المنازل أو أجزاء منها، لاستقبال الشهر في أفضل شكل ممكن.
وفي الدول غير العربية مظاهر احتفالات أيضا، مثلما في تركيا التي يقوم أهلها بتوزيع الحلوى في كرنفالات على المارة، والأقارب، والزوار من السائحين خلال هذه الأيام.
وفي أندونسيا، يقوم السكان هناك بتنظيف مقابر المتوفين من الأقارب، وينظمون مسيرات بمشاعل مضيئة لها ألوان مميزة، كما يكون اللحم وجبة رئيسية على الموائد، ويتم توزيعها على الفقراء على مدار الشهر الكريم.
وفي أذربيجان، هناك عادة الاحتفاظ بـ"حقيبة البركات"، وهي حقيبة يتم الاحتفاظ فيها بما تيسر من أموال، حتى نهاية الشهر، ولا تفتح إلا مع بداية كل عام، كنوع من التأمين ضد الفقر، ولضمان حلول الشهر من جديد في سعة مالية.