شروط الصيام في شهر رمضان.. 3 يجب توافرها من صحيح السنة النبوية
تتعدد شروط الصيام في شهر رمضان المعظم التي لا يصح أداء الفريضة دونها، والتي إذا توفرت في الإنسان وجب عليه الصوم، فما الشروط الأساسية حتى يصبح الصيام صحيحًا؟
رمضان المعظم هو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والرحمة والغفران، شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع فيه الدرجات، وتغفر فيه السيئات، ويجود الله فيه على عباده بأنواع الكرامات. تكون شروط الصيام في رمضان عديدة وكلها أساسية يستوجب توفرها حال الرغبة في أداء فريضة الصوم، وتنقسم إلى:
أولًا: شروط وجوب صيام شهر رمضان
تتمثل شروط وجوب صيام رمضان في الآتي:
1. البلوغ
فلا يجب الصوم على الصبي ولو كان مراهقًا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"رفع القلم عن ثلاثة: الصبي حتى يحتلم والنائم حتى يستيقظ والمجنون حتى يفيق". أخرجه أحمد وأبو داود.
2. القدرة
فلا يجب على العاجز عنه لكبر أو مرض، لقول الله تعالى:
(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) [البقرة:184].
3. الإقامة
فلا يجب على المسافر بل له أن يفطر ويقضي، لقول الله تعالى:
(فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) [البقرة:184].
ثانيًا: شروط صحة الصيام في رمضان
تتضمن شروط الصيام وصحته في رمضان ما يلي:
1. النية
لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات". متفق عليه، وتكون من الليل لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له". رواه أبو داود والنسائي.
2. التمييز
فلا يصح من الصبي غير المميز لعدم علمه بمقصد العبادات ومعناها.
3. الزمان القابل للصوم
فلا يصح في الأيام المحرمة كيوم عيد الفطر، يوم عيد الأضحى، أيام التشريق.
ثالثًا: شروط الوجوب والصحة معًا
لا يجب الصوم ولا يصح بدون توفر شروط الوجوب والصحة معًا وهي:
1. الإسلام
فالكافر والمرتد عملهما غير مقبول، لقول الله تعالى:
(لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) [الزمر:65].
2. العقل
فالقلم مرفوع عن المجنون، للحديث الشريف:
"رفع القلم عن ثلاثة: الصبي حتى يحتلم والنائم حتى يستيقظ والمجنون حتى يفيق".
3. الطهارة من دم الحيض والنفاس
فالحائض والنفساء يحرم عليهما الصيام ويجب عليهما القضاء، لقول عائشة رضي الله عنها:
"كنا نحيض على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصيام ولا نؤمر بقضاء الصلاة".
أركان الصيام
بينما حصرت دار الإفتاء المصرية شروط الصيام في شهر رمضان في هذه النقاط:
- الإسلام، وهو شرط عام للخطاب بفروع الشريعة.
- البلوغ، ولا تكليف إلا به.
- العقل؛ إذ لا فائدة من توجه الخطاب دونه.
- القدرة على الصوم وتحققه يكون بالصِّحَّة.
- الإقامة؛ فلا يجب الصوم على الْمُسَافر.
- عدم المانع شرعًا؛ فلا يجب الصوم على الحائض والنُّفَساء.
معنى الصوم والصيام
صيام رمضان هو أحد أركان الإسلام الخمسة التي فرضها الله تعالى على جموع المسلمين. وأخبر الرسول محمد أن من صامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه إيمانًا واحتسابًا غفر الله له ما تقدم من ذنبه.
تعريف الصوم وحكمه
يكون الصيام شرعًا هو "الامتناع والإمساك بنيَّةٍ عن مُفسدات الصوم وعن جميع مُفطرات الصوم من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشّمس". أي أنّ الصوم هو الإمساك عن تناول شيء حِسّي يدخل بطن الشخص في فترة مُعيّنة، وهو من طُلوع الشّمس إلى غروبها.
كما تُعدّ النيّة شرطًا من شروط استحضار القلب والعزم على تمسّك الشّخص بنيّة الأجر و الثواب؛ ليتميّز العبد بأفعاله بين العادة والعبادة، فيُعتَبر الصوم بذلك طاعةً وتقرُّباً لله تعالى.
"العين الإخبارية" تستعرض شروط الصيام في شهر رمضان والثواب العظيم الذي يجنيه المسلم حال أداء هذه الفريضة المهمة.
حكم صيام شهر رمضان وحُكم تارِكِه
ثواب الصيام في شهر رمضان عظيمًا، وفوائد الصوم كثيرة منها تطهير النفس وتهذيبها وتزكيتها من الأخلاق السيئة وتعويدها الأخلاق الكريمة كالصبر والكرم ومجاهدة النفس.
كما تحدث الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، عن ثواب الصيام في رمضان الكريم.
فقد قال مفتي الديار المصرية، في أحاديث إعلامية سابقة: "للصائمين منزلة خاصة في الآخرة، فبفضل الله يدخلون الجنة من باب خصص للصائمين فقط، ويغلق دونهم، وهو باب الريان".
كما تابع أن "الله سبحانه وتعالي خصَّ شهر رمضان من بين سائر شهور العام بالتكريم والبركة، وجعله موسمًا عظيمًا تنهل منه الأمة من الخير ما لا يمكن حصره ووصفه".
ثم أكمل: "رمضان هو شهر البركات والرحمات، يأتي ومعه من الخيرات ما يعجز الحامدون عن أداء شكرها، فمن صامه إيمانًا واحتسابًا يُضَاعَفُ له الثواب، ويُغْفَر له ما تقدم من ذنبه؛ فبدايته رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النيران".
ثواب الصيام في رمضان
يكون ثواب الصيام في شهر رمضان كبيرا، حيث استثنى الله سبحانه وتعالى الصيام من الأعمال التي يُضاعَف أجرها بعشرة أمثالها إلى سبعمائة ضعف.
وجعل أجره غير محصور؛ وعدَّه من الصبر، حيث قال الله سبحانه وتعالى في أجر الصبر:
(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ).
كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنّه سمّى رمضان بشهر الصبر، حيث اجتمع أنواع الصبر كلها في الصيام، ففيه صبرٌ على طاعة الله تعالى، وصبرٌ عن ما حرَّم الله تعالى على الصائم من الشهوات، وصبرٌ على المشقة من العطش والجوع وضعف البدن والنفس.
aXA6IDMuMTQxLjIxLjE5OSA= جزيرة ام اند امز