بالصور.. العالم يشاهد تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني
على مدار 33 قرنًا متواصلة، تعامدت الشمس صباح اليوم على وجه الملك رمسيس الثاني في معبد أبوسمبل في ظاهرة تابعها آلاف السياح حول العالم.
تعامدت الشمس، صباح اليوم السبت، على قدس أقداس معبد أبوسمبل الفرعوني، جنوبي مدينة أسوان بصعيد مصر.
وجرى التعامد الذي يحدث في يومي 22 أكتوبر/تشرين الأول و22 فبراير/شباط من كل عام وهما يوما مولده ويوم تتويجه ملكًا على مصر.
وتأتي هذه الظاهرة لتعلن بداية موسم الفيضان والزراعة في مصر القديمة، وهذه الظاهرة تعتبر واحدة ضمن 4500 ظاهرة فلكية عرفتها مصر الفرعونية عبر عصورها المختلفة.
ويستند "تعامد الشمس" إلى حقيقة علمية اكتشفها قدماء المصريين وهي أن لشروق الشمس من نقطة الشرق تماما وغروبها من نقطة الغرب تماما في يوم الحادي والعشرين من شهر مارس/آذار ثم تتغير نقطة الشروق بمقدار ربع درجة تقريبًا كل يوم إلى ناحية الشمال، حيث تصل في شروقها إلى نقطة تبعد بمقدار 23 درجة و27 دقيقة شمال الشرق في الثاني والعشرين من شهر يونيو.
واستند القدماء المصريين في اكتشافهم إلى أن الشمس تمر على كل نقطة في أثناء شروقها وغروبها مرتين في كل عام، وأن المسافة الزمنية بينهما تختلف تبعا لبعد كل نقطة عن نقطة الشرق تمامًا.
وحظيت الظاهرة الفريدة، التي استمرت على مدار ما يقرب من 33 قرنًا متواصلة بمتابعة لافتة من قبل الأثريين وعلماء المصريات والفلك، وعدد كبير من السياح الأجانب، الذين حضروا خصيصًا لمشاهدة هذه الظاهرة الفلكية، وذلك بعد أن غابت أشعة الشمس، عن المعبد في يوم 22 من شهر فبراير/شباط الماضي، للمرة الأولى، وذلك بسبب سوء الأحوال الجوية بجنوب مصر، في ذلك اليوم.
وأشارت التقديرات الأولية إلى أن هذه الظاهرة شاهدها نحو 2400 شخص بينهم 1100 سائح من جنسيات مختلفة حول العالم، ونقلتها العديد من القنوات الفضائية المحلية والعربية والدولية.
وغطت أشعة الشمس اليوم في تمام الساعة الخامسة و58 دقيقة فجرًا بتوقيت القاهرة، ثلاثة تماثيل من التماثيل الأربعة الموجودة بنهاية قدس الاقداس بالمعبد، وهي من اليمين لرع حور اختي ثم رمسيس الثاني ثم آمون، أما التمثال الرابع، وهو بتاح إله الظلام- إله العالم السفلي لدى الفراعنة- فلم تقع عليه أشعة الشمس.
وشهدت مدينة أبوسمبل، مساء أمس، وصباح اليوم عددا من الفعاليات الفنية والثقافية، بينها وضع حجر أساس المسرح الفرعوني، الذي سيقام وسط مدينة أبوسمبل، وافتتاح معرض فني تحت عنوان: "أبوسمبل في عيون الفنانين"، بجانب الاحتفال بتكريم 4 شخصيات مصرية شاركت في إنقاذ آثار أبوسمبل، وحمايتها والحفاظ عليها، وهم الفنان بيكار والأثري عابدين صيام والمؤلف الموسيقى عزيز الشوان والمهندس كمال طلبة.
ومدينة أبوسمبل، بها معبدان تم نحتهما في الصخر ويطلان على نهر النيل، وقد شيدهما الملك رمسيس الثاني، وهما المعبد الكبير، الذي تزين واجهته أربعة تماثيل ضخمة، للملك رمسيس الثاني، وقد كرس هذا المعبد لعبادة رع حور أختي، إله الشمس، أما المعبد الصغير، فتزين واجهته ستة تماثيل ضخمة، وأقامه رمسيس الثاني تكريما لزوجته المحببة إلى قلبه الملكة نفرتارى، وقد كرس المعبد لعبادة الإله حتحور.
ونقل المعبدان لحمياتهما من الغرق، إبان إقامة السد العالي، جنوبي مصر في ستينيات القرن الماضي، وأقيما في موقع يبعد قرابة 200 متر عن موقعهما الأصلي، فيما يعرف بأكبر وأشهر مشروع لإنقاذ موقع أثرى في العالم، وقد احتفظ المعبدان بذات الشكل الهندسي الذي أقيما عليه، بما يسمح باستمرار ظاهرة تعامد الشمس على المعبد الكبير، دون أن تتأثر بعملية النقل.
ومعبدا أبو سمبل يطلان على بحيرة ناصر على بعد 290 كيلومترا جنوب غربي مدينة أسوان -الواقعة على بعد نحو 900 كيلومتر إلى الجنوب من القاهرة- وشيدهما رمسيس الثاني في منتصف القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وكانت الشمس تتعامد على وجه تمثال رمسيس في عمق المعبد داخل الجبل مرتين في السنة.. يوم ميلاده 21 فبراير شباط ويوم جلوسه على العرش 21 أكتوبر تشرين الأول.
aXA6IDUyLjE1LjIyMy4yMzkg جزيرة ام اند امز