"نجمه داود" في معبد بأسوان تثير جدلًا بين الأثريين المصريين
كتلة حجرية منقوش عليها نجمة داود في موقع معبد "أوزير نسمتى" بالجانب الشرقي لجزيرة الفانتين غرب أسوان، يثير جدلًا في مصر
أثار وجود كتلة حجرية منقوش عليها نجمة داود (رمز يهودي) في موقع معبد "أوزير نسمتى" بالجانب الشرقي لجزيرة الفانتين غرب أسوان، أشهر المدن الأثرية المصرية، جدلًا وغضبًا واسعًا بين الأثريين المصريين.
وقال الدكتور أحمد صالح، مدير منطقة أسوان الأثرية، إن "الموقع الأثري عبارة عن مقصورة مفككة إلى كتل حجرية، وهي جزء من رصيف حجري في العصر الروماني موجود في الجانب الشرقي من جزيرة الفانتين".
وأضاف أن البعثة الألمانية عندما اكتشفت الكتل الحجرية وقامت بدراستها معماريًّا والمناظر المنقوشة عليها رأت أنها مقصورة لـ"اوزير نسمتى".
وأشار إلى أن البعثة عندما قامت بتركيب البلوكات الحجرية للمقصورة، اكتشف وجود كتلة حجرية في المدخل الرئيسي منقوش عليها "نجمة داود"، فقام المفتش الأثري الموجود في المنطقة بإعداد مذكرة عن تلك الواقعة.
وقال: "سألنا كورنيليوس فون بيلجرم مسئول البعثة الألمانية عن قصة تلك الكتلة الحجرية، فجاءت إجاباته غير منطقية وغير كافية، فأعطيناه فرصة لمدة يوم لكتابة تقرير حول الأمر، فكتب تقريرًا ناقصًا لم يتضمن كل الوقائع وكانت إجاباته غير شافية".
أما نصر سلامة، مدير عام منطقة أثار أسوان والنوبة، فقال إنه "تم تشكيل لجنة ثلاثية مكونة من أحمد صالح مدير عام أثار أسوان والدكتور شادى عبد العظيم، كبير مفتشي أثار أسوان ومصطفى حسن خليل المفتش المرافق للبعثة".
وأضاف أن اللجنة انتهت على أن الكتلة الحجرية لا توجد عليها أي كتابات أو نقوش أثرية مصرية قديمة، ويمكن رفعها لأنها لا تنتمي للمبنى الأثري الموجود فيه".
وأشار إلى أن "البعثة الألمانية عندما رفضت رفع الكتلة الحجري صعدنا الأمر فاستجابوا".
أسامه كرار، مرشد سياحي من أسوان، كان من الأصوات التي اتهمت أفراد البعثة الألمانية بأنها مسئولة عن التعدي على الآثار، وأنها قامت بالنقش على الحجر المكتشف لـ"أغراض يهودية"، على حد قوله.
ودلل على رأيه بواقعه حدثت من سنوات قليلة في أسوان عندما تم القبض على فتاة أثناء قيامها بنقش رسومات في جزيرة "الفانتين"، وعندما تم توقيفها تبين أنها إسرائيلية، لافتًا إلى أنهم يقومون بذلك لكي يجدوا لأنفسهم أدلة على أن اليهود لهم حقوق في مصر، بحسب رواية كرار.
وأشار كرار إلى أنه "كان يجب إلغاء عمل البعثة الألمانية تمامًا في أسوان بسبب تشويهها للآثار".
من جانبه، رفض سلامة، التهمة الموجهة للبعثة الألمانية، بأنها قامت بالتعدي أو عمل النقش؛ لأن الموجود على البلوك نقش أثرى يرجع إلى مئات السنين قبل وجود البعثة الألمانية في مصر.
وأضاف أن "اللجنة المكلفة بدراسة البلوك أكدت أن النقش أثرى وغير حديث وأنه تم رفع البلوك من مكانه لأنه لا يحتوى على أي نقوش خاصة بالحضارة المصرية، وأن النقش من خارج المعبد وباقي البلوكات من غير نقوش ومن داخل المعبد، ولذلك رفعنا البلوك لأننا غير محتاجين له في التركيب".
أما عن تجديد العمل للبعثات العلمية، قال سلامة، إن "جميع البعثات تلتزم بتقديم تقرير بنهاية موسم عملها ومرفق به صور أو خرائط بالمواقع الأثرية، وإن لم يتم تقديم التقرير العلمي يتم وقف عمل البعثة، فلابد أن يتم ترك نسخة من التقرير في المنطقة ونسخه أخرى إلى اللجنة الدائمة في الوزارة بجانب أنه يتم تدريب مجموعه من المفتشين مع البعثة أثناء عملها والتدريب على عمل الحفر الأثري بمختلف الطرق والرسم الثرى ويتم الاستفادة من البعثات العلمية من أول يوم تضع قدميها في المنطقة حتى تغادر عملها ولدينا نسخ من التقرير العلمي للبعثة الألمانية".
وأكد أحمد صالح، مدير منطقة أسوان الأثرية، أن هناك إجراءات رسميه لكل البعثات التي تدخل مصر حيث يتم الكشف عليها أمنيًّا من قبل الدولة، وعندما تدخل أوراقها اللجنة الدائمة يدرس الموقف العلمي لهم ونقوم بمراقبه البعثة العلمية عن طريق المفتش المرافق لها.
من جانبها، قالت مونيكا حنا، أستاذة علم المصريات بالجامعة الأمريكية وعضو الحملة المجتمعية للحفاظ على التراث والآثار، إن "اتهام البعثة العلمية الألمانية في أسوان هو أمر ساذج جدًّا وإذا كان عضو البعثة يريد أن ينشر أو يثبت تواجد يهود فهو غير محتاج وضع نجمه داود وتاريخيًّا كان هناك تواجد يهودي في العصر الروماني واليوناني وما بعده وكانوا يعشيون على الجزيرة ولهم آثار كثيرة، فهم مصريين يتدينوا بالديانة اليهودية.
واعتبرت أن "النقش أثرى بنسبة كبيره، ولكن وارد أن يحدث لعب بفعل فاعل ومن السهل اكتشافه؛ لأن أي نقش جديد على الحجر يتم كشفه وأي أثرى خريج جديد يقدر يحدد إذا كان النقش جديد أم قديم بمنتهى السهولة" .
أما عن أداء وعمل اللجنة الدائمة بوزارة الآثار، قالت مونيكا، إنها "في حاجة إلى إعادة هيكلة فالتوصيف الوظيفي لبعض أعضائها غير مؤهلين، وبها أعضاء على علاقة بالبعثات الأجنبية وييسروا لهم الأوراق حتى لو كان فيه مشاكل علمية في تلك البعثات".
وطالبت بـ"رقابه صارمة على اللجنة الدائمة وتغيير أعضائها بشكل دوري كل عام، على أن تتضمن عضويتها عناصر من خارج الوزارة وليس لها مصلحة مع البعثات العلمية".
aXA6IDUyLjE0LjI1Mi4xNiA= جزيرة ام اند امز