مغنو الراب في روسيا يشنون هجوما مضادا على السلطات
السلطات الروسية تواجه احتجاجات واسعة في أوساط موسيقى الراب الواسعة الشعبية في البلاد.. كيف ينظر الروس إلى ذلك؟
في صالة مكتظة بجمهور من المتحمّسين في موسكو يعتلي 3 من مغني الراب الأكثر شهرة في روسيا المسرح ليصدحوا بأغاني الاحتجاج، متحدين الضغوط المتزايدة التي يتهمون السلطات الروسية بفرضها.
واجتمع مغنو الراب الـ3، أوكسيميرون وباستا ونويز أم سي، في حفل مشترك للتضامن مع زميلهم المغني هاسكي الذي حُكم عليه بالسجن بضعة أيام الأسبوع الماضي لأنه غنّى في الشارع من دون إذن.
وأثار ذلك التوقيف والحكم موجة من الاحتجاج في أوساط موسيقى الراب الواسعة الشعبية في روسيا.
في الأشهر الماضية، ألغيت حفلات كثيرة لمغني راب، وسُحبت عن الإنترنت مقاطع لعدد منهم، ويشبّه بعض منهم هذا الضغط من السلطات بذلك الذي كان مفروضا في زمن الاتحاد السوفياتي ضد موسيقى الروك آند رول لاعتبارها تروج لقيم غربية.
وقال المغني أوكسيميرون في الحفلة تعلقيا على هذه الحملة "حريّة التعبير ينبغي أن تكون متاحة للكلّ.. إن كان مقطعا مصوّرا يسبب إزعاجا لأحد فما على هذا الشخص سوى ألا يشاهده".
وقال أحد الحاضرين، طالب في الـ 21 من عمره اسمه دنيس زابوزوف "لم يفعل هاسكي شيئا ليُسجن، لكن السلطات تحاول بث الخوف بين الفنانين".
ويثير مغنو الراب عادة مواضيع سياسية واجتماعية، لكن قلّة منهم يجرؤون على تسمية المسؤولين بأسمائهم.
والاسم الحقيقي للمغني هاسكي هو دنيس كوزنيتسوف، وقد أوقف الأسبوع الماضي وحكم عليه بالسجن 12 يوما لأنه كان يغنّي على سطح سيّارة في كراسنودار (جنوب غرب روسيا)، قائلا إنه منع من تقديم حفلة في مسرح كما كان مقررا.
لكن السلطات أعلنت بشكل مفاجئ إطلاق سراحه، بعد 4 أيام من إدانته، بعدما تلقى مساندة كبيرة وصلت إلى حدّ مطالبة بعض المقربين من السلطة بالإفراج عنه.
وما جرى مع هاسكي ليس فريدا من نوعه في روسيا، بل إن الضغط يتزايد على المغنين المعترضين في الآونة الأخيرة.
فقد اضطرت مغنية البوب مونيتوتشكا ومغنيا الراب ألج وجاه خاليب وفرقة "آي سي 3 بيك" إلى إلغاء عروض.
في ياقوتيا في سيبيريا، حضّت السلطات على منع حفل للمغني ألج بسبب "عباراته الجارحة" ومضامين أغانيه "المعادية للمجتمع".
وتردّ المغنية في فرقة "آي سي 3 بيك" أناستازيا كريسلينا على ذلك بالقول "إنه أمر مضحك، يعاملوننا وكأننا مجرمون خطرون".
وتجوب المغنية مع فرقتها مناطق عدة ضمن جولة في بلدها، لكن كثيرا من العروض المقررة ألغيت.
ويرى الفنانون أن السلطات تنظر بعين القلق إلى تأثيرهم على أفكار الشباب الروس الذين باتت مصادر المعلومات أمامهم مفتوحة عبر الإنترنت ولا يقفون كثيرا عند ما يقوله الإعلام الرسمي.
لكن بعض الشباب أيضا، ولا سيما من ذوي التوجّه المحافظ، يجدون أنفسهم في صف واحد مع السلطات ضد هذه الفرق، ومنهم دنيس خانزين البالغ 29 عاما والذي جاهد لمنع حفلة للمغني ألج في منطقته في سيبيريا "لأنهم يروّجون للمخدرات والانحراف الجنسي والتجديف".
aXA6IDE4LjE5MS4yMTUuMzAg جزيرة ام اند امز