ورم في المخ بعد علاج الأطفال من السرطان.. علماء يحاولون التصدي
واحدة من أكثر الأشياء المفجعة، أن بعض الأطفال الذين تغلبوا على السرطان، يتشكل لديهم ورم في المخ غير قابل للشفاء يظهر بعد 5 سنوات.
هذا ما يراه آدم جرين، عضو مركز السرطان في جامعة كولورادو الأمريكية، وطبيب أورام الأطفال بالجامعة، فيقول في تقرير نشره الموقع الإلكتروني لجامعة كولورادو : "إنه أمر مأساوي بشكل خاص لأنهم في هذه المرحلة عمومًا سواء كانوا من المراهقين، أو من الشباب الذين يحاولون المضي قدمًا في حياتهم بعد التعامل مع السرطان ولا يزالون يتعاملون مع بعض الآثار اللاحقة للعلاجات، ثم فجأة يصابون بهذا الورم الثانوي غير القابل للشفاء، ويموت معظمهم في غضون عام، فهو أمر مروع حقًا".
ويُعرف هذا النوع المحدد من أورام الدماغ باسم الأورام الدبقية التي يسببها العلاج الإشعاعي لأنواع السرطان الأخرى، وغالبًا ما تكون سرطانات بالدماغ، فهذا النوع من السرطانات مسؤول عما يقرب من 4٪ من جميع وفيات أورام الدماغ في مرحلة الطفولة، ولكن لم يتم إجراء العديد من الدراسات حول كيفية علاجه.
من خلال العمل مع عينات المرضى التي تم جمعها خلال العقد الماضي من قبل برنامج أبحاث أورام دماغ الأطفال التابع لمؤسسة مورغان آدامز في كلية الطب بجامعة كولورادو، أمضى آدم جرين وفرقه البحثي السنوات الأربع الماضية في تحليل الأورام الدبقية الناتجة عن الإشعاع (RIGs)، باستخدام تسلسل الحمض النووي الريبي والحمض النووي الريبي لاكتشاف كيف تختلف عن الأورام الأخرى.
كان جرين ومعاونوه يبحثون عن طرق لمنع تكوُّن هذه الأورام، فضلاً عن طرق لعلاجها بمجرد ظهورهما، ونُشروا نتائج ما توصلوا إليه في 20 سبتمبر/ أيلول بدورية "نيتشر كومينيكيشن".
ويقول جرين: "وجدنا أن الطفرات بهذه الأورام الدبقية تختلف عن غيرها، ويبدو أن هناك عملية بيولوجية مختلفة تدفعها إلى التطور".
ومن خلال تسلسل الحمض النووي الريبي، فحص جرين وفريقه أكثر من 30 عينة من الورم، وقسموها في النهاية إلى مجموعتين فرعيتين بناءً على الجينات التي تم إيقاف تشغيلها وتشغيلها في العينات.
وأظهرت إحدى المجموعات الفرعية ضعف القدرة على إصلاح الحمض النووي، مما دفع الباحثين إلى افتراض أن المرضى الذين يعانون من حالات ضعف إصلاح الحمض النووي قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالأورام الدبقية الناتجة عن الإشعاع (RIGs) بمجرد تعرضهم للإشعاع.
ويضيف جرين أنه إذا أمكن اكتشاف نقاط الضعف المحددة هذه مبكرًا، فيمكن للأطباء توفير علاجات بديلة أو مراقبة المرضى عن كثب بعد الإشعاع لمعرفة ما إذا كانت هذه الأورام تتطور أم لا.
ويقول: "ما نعتقده هو أن بعض المرضى قد يعانون من مشاكل في الحمض النووي الخاص بهم والتي لا تكفي لإحداث السرطان بمفردهم، ولكن عندما يتعرضون للإشعاع، فإن ذلك يعرضهم لخطر أكبر بكثير".
ويوضح أن السبب في أن الأورام تستغرق سنوات لتنمو هو أن "الإشعاع يمكن أن يدمر الحمض النووي، لكن لكي يحدث هذا التحول من خلية طبيعية تضررت بفعل الإشعاع إلى خلية سرطانية، يستغرق وقتًا طويلاً، فإذا تعرض الحمض النووي للتلف، ولم تكن تلك الخلية جيدة في إصلاح الحمض النووي الخاص بها، فستستمر أخطاء إضافية في الحمض النووي بمرور الوقت، حتى تتحول الخلية في النهاية إلى خلية ورمية".
واختبر الباحثون أيضًا عددًا من أدوية العلاج الكيميائي المعتمدة من قِبل إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) لكلتا المجموعتين الفرعيتين من الأورام الدبقية الناتجة عن الإشعاع (RIGs)، ووجدوا أن هناك بعض الأدوية التي يبدو أنها فعالة ضد هذا النوع من الورم.
وللمضي قدمًا، يخططون لتطوير نماذج حيوانية لإجراء مزيد من الاختبارات على الأدوية، وفي النهاية لتطوير تجربة إكلينيكية على البشر لتحديد أفضل طريقة لعلاج هذه الأورام.
aXA6IDMuMTI4LjE5OC45MCA= جزيرة ام اند امز