الغنوشي وانفصام الشخصية.. حفلات فاخرة وخطب لتأجيج الفقراء
راشد الغنوشي يستعين في خطابه بورقة الإرهاب ويسعى دائما لاستحضار خطاب مساندة الفقراء.
بعد فشل جماعته في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها البلاد، كشفت حملة الانتخابات التشريعية، وجوه الانفصام لرئيس إخوان تونس الذي يدعي الوقوف بجانب الفقراء.
ووفقا للخبراء فإن رئيس حركة النهضة الإخوانية راشد الغنوشي يستعين في خطابه الانتخابي بورقة الإرهاب ويسعى دائما لاستحضار خطاب مساندة الفقراء، بعد انشقاق عدد كبير من معاونيه لاستمالة أصوات التيار المحافظ رغم فشله اقتصاديا واجتماعيا.
- خبراء: الغنوشي يستعين بورقة الإرهاب في انتخابات برلمان تونس
- قيادي بارز بإخوان تونس يستقيل ويدعو الغنوشي لاعتزال السياسة
ولم يصمت الغنوشي طيلة حملته للترشح للانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها الأحد 6 أكتوبر/ تشرين الأول، عن تأثيم خصومه ونعتهم بالعلمانيين، في إشارة لا تخلو من مضامين التكفير وتصنيفهم خارج الانتماء الإسلامي.
كما أنه لم يخجل من الانقلاب على مواقفه المساندة للحكومة طيلة السنوات الماضية، معتبرا أنه لا يتحمل المسؤولية في الحكم والفشل السياسي والاقتصادي، رغم أن حركة النهضة حصلت على أكثر من 10 مناصب وزارية خلال الفترة التي حكمت فيها البلاد عام 2015.
وفي خطاب ألقاه بمحافظة صفاقس الأحد الماضي تنكر رئيس إخوان تونس من مسؤوليته عن الفشل الحكومي، معتبرا أن الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد كانا المسؤولين الوحيدين عن فترة الحكم الأخيرة.
وأمام هذا الخطاب المؤدلج والمليء بكل أنواع التأجيج للطبقة الفقيرة، نشرت صفحات على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حفلة خاصة لزعيم الإخوان في إحدى المناطق الراقية.
صور الحفل الخاص هذا الذي أقيم بمناسبة الحملة الانتخابية التشريعية، أثار ردود فعل سلبية لدى المتابعين للمشهد التونسي وكشف الوجه الحقيقي للغنوشي، الذي يدعي الوقوف بجانب الفقراء، وفي المقابل يعيش داخل منظومة من الفساد.
ويقول زايد بن حسن الباحث في الجماعات الإسلامية: إن القيادات الإخوانية تعيش في حالة من الثراء الواسع عكس قواعدها التي تتخبط في الأزمات الاقتصادية.
وأشار في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إلى أن ذلك هو جوهر المتاجرة بالدين من أجل غايات سياسية يكون هدفها الوحيد هو استقطاب الجماهير.
وأوضح أن هذا السلوك يعكس حالة من الانفصام لدى قيادات الإخوان في تونس التي تحاول شراء أصوات الناخبين باسم الدين وهي الغارقة في قضايا فساد وعلاقات بالإرهاب والإرهابيين.
الغنوشي والفساد
وبسبب اتهامات متبادلة بالفساد والثراء غير المشروع، واحتكار الغنوشي للقرار السياسي وحده، استقال عدد من معاونيه والمقربين منه خلال الفترة الأخيرة، أبرزهم زبير الشهودي مدير مكتبه وأمين سر حركته قبل أيام بعد الدور الأول للانتخابات الرئاسية التي أقيمت في 15 سبتمبر/ أيلول الماضي.
وكتب الشهودي رسالة اتهم فيها الغنوشي وصهره رفيق عبدالسلام بـ"الفئة الفاسدة والمفسدة" حسب نص الرسالة التي نشرها للعموم على صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
كما أنه في يونيو استقال المسؤول عن العلاقات الخارجية محمد غراد بعد خلافات مع صهره حسب مصادر خاصة لم تكشف عن هويتها.
وترشح الغنوشي للانتخابات التشريعية الثانية لتمثيل دائرة العاصمة تونس وهي أكبر دائرة من ضمن 27 دائرة من حيث السكان، حيث تقدر الإحصائيات الرسمية أنها تمثل قرابة مليون مسجل في الانتخابات.
وترشح ضده كل من بسمة الخلفاوي أرملة القيادي اليساري شكري بلعيد عن حزب تونس إلى الأمام (يسار)، وزعيمة الحزب الدستوري الحر عبير موسى، والقيادي الشيوعي الجيلاني الهمامي وسامية عبو القيادية في حزب التيار الديمقراطي المعارض، وأحمد الصديق القيادي القومي والعضو السابق بمجلس نواب الشعب.