خبراء: الغنوشي يستعين بورقة الإرهاب في انتخابات برلمان تونس
خبراء تونسيون وصفوا الخطوة بالعبثية لاستمالة أصوات التيار المحافظ بعد انشقاق عدد كبير من معاوني زعيم حركة النهضة الإخوانية
قال خبراء إن رئيس حركة النهضة الإخوانية بتونس راشد الغنوشي يستعين في خطابه الانتخابي بورقة الإرهاب بعد انشقاق عدد كبير من معاونيه لاستمالة أصوات التيار المحافظ عقب فشله الاقتصادي والاجتماعي.
- الغنوشي مرشحا.. محاولة يائسة لتبييض إرهاب الإخوان
- قيادي بارز بإخوان تونس يستقيل ويدعو الغنوشي لاعتزال السياسة
وأكد الخبراء التونسيون، في أحاديث منفصلة لـ"العين الإخبارية"، أن الغنوشي اعتاد التلون في خطابه، والتهرب من مسؤولية حركته في الفشل الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي شهدته البلاد منذ عام 2011.
ووصف العديد من المراقبين خطاب حملة الغنوشي للانتخابات التشريعية بالعودة إلى الأصل الإرهابي بعيدا عن المغالطات والتزييف أو ما يسمى "التقية" في أدبيات الإسلام السياسي.
وترشح الغنوشي للانتخابات التشريعية التي ستُقام يوم 6 أكتوبر/تشرين الثاني لتمثيل دائرة العاصمة تونس وهي أكبر دائرة من ضمن 27 دائرة من حيث السكان، حيث تقدر الإحصائيات الرسمية أنها تمثل قرابة مليون مسجل في الانتخابات.
وترشح ضده كل من بسمة الخلفاوي أرملة القيادي اليساري شكري بلعيد عن حزب تونس إلى الأمام (يسار)، وزعيمة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، والقيادي الشيوعي الجيلاني الهمامي وسامية عبو القيادية في حزب التيار الديمقراطي المعارض، وأحمد الصديق القيادي القومي والعضو السابق بمجلس نواب الشعب.
عبثية الأوراق الأخيرة
ويرى الخبراء أن الغنوشي يحاول استمالة الشق "الراديكالي" داخل التيار المحافظ في تونس، حيث يلعب رئيس حركة النهضة خلال حملته الانتخابية بورقة الإرهاب خاصة بعد انشقاق عدد من معاونيه والمقربين منه.
وفي 17 سبتمبر/أيلول الماضي قدم القيادي البارز في إخوان تونس، زبير الشهودي، استقالته، داعيا زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي إلى اعتزال السياسة، وقبله استقال المكلف بملف العلاقات الخارجية محمد غراد في شهر يونيو/حزيران ليلحقه المستشار السياسي لطفي زيتون في ذات الشهر.
ويقول الناشط السياسي السابق والمستقيل من التيارات الإسلامية السياسة صابر بن محمود إن الغنوشي "ثعبان يغير جلدته كلما اشتد الخناق حوله"، ويراوغ قناعته وفق مصلحته ومصلحة تنظيمه الإخواني.
وتنكر الغنوشي في خطاب ألقاه بمحافظة صفاقس يوم الأحد الماضي من جميع مسؤولية في الفشل الحكومي، معتبرا أن الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي ورئيس الحكومة يوسف الشاهد كانا المسؤولين الوحيدين عن فترة الحكم الأخيرة، في الوقت الذي حكمت فيه حركة النهضة منذ عام 2015 بأكثر من 10 وزراء في مواقع متقدمة مثل وزارة الصحة (عماد الحمامي) ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي (زياد العذاري) ووزارة التشغيل (السيدة الونيسي).
ويتابع بن محمود في تصريحات لـ"العين الإخبارية"" مسؤولية الإخوان في الفشل الاقتصادي ريادية والغنوشي يلعب أوراقه الأخيرة بعد دخول حزبه في حالة من التشتت والاستقالات التي بدأت معها نهاية التيار الإخواني".
ويضيف بأن الهروب في خطاب زعيم حركة النهضة الإخوانية إلى التصعيد "الثوري" والتهديد بالإرهاب خلال حملته أصبح محل "تندر" وسخرية في الشبكات الافتراضية، خاصة وأنه لم يجسد أحد عناوين الانتقال الاقتصادي الإيجابي للتونسيين.
الخوف والبحث عن الحصانة
من جانبها، اعتبرت أستاذة علم الاجتماع بالجامعة التونسية زهرة الحفيان مضمون خطاب الغنوشي خلال حملته الانتخابية للترشح للانتخابات التشريعية بأنه خسارة سياسية في مسيرة رجل اشتغل على "التلون" و"عدم الصدق" تجاه أنصاره.
وأوضحت الحفيان صاحبة دراسة أقيمت عام 2014 بعنوان "مسؤولية الدولة في مكافحة الإرهاب"، أن خطاب الغنوشي المتذبذب يعبر عن خوف من عدم الترشح للمجلس النيابي المقبل الذي ستمتد فترته بين 2019 و 2024، مؤكدة بأنه هروب باتجاه الحصانة النيابة للتغطية على مسؤوليته في قضايا الجهاز السري للإخوان.
كما اعتبر القيادي بحزب نداء تونس منجي الحرباوي في تدوينة له على صفحته بـ"فيسبوك" تحميل الغنوشي لحزبه وحده مسؤولية الحكم، بمثابة "كذب" و"زور" إخواني للتهرب من المسؤولية.
وتعيش تونس على وقع ملفات حارقة كشفت امتلاك الإخوان لغرف سوداء تتضمن وثائق سرية تثبت تورطها في الاغتيالات السياسية وتنامي ظاهرة الإرهاب في البلاد منذ عام 2011.
واتهمت المحامية والحقوقية وفاء الشادلي في وقت سابق راشد الغنوشي بالوقوف وراء الجهاز السري للإخوان ومسؤوليته السياسية في الاغتيالات السياسية التي طالت كلا من اليساري شكري بلعيد في 6 فبراير/شباط 2013 والقيادي القومي محمد البراهمي في 25 يوليو/تموز من العام ذاته.