تضاؤل الرهان على "الفائدة" يعصف بالعملات الناشئة المفضلة
عدد من أفضل عملات الأسواق الناشئة أداء لهذا العام، أصبحت غير مفضلة، إثر تقليل المتداولين الرهانات على المزيد من ارتفاعات الفائدة.
أكثر هذه العملات ظهورا في المشهد، هما الريال البرازيلي والروبل الروسي، اللذان تفوقا على معظم أقرانهما في النصف الأول من عام 2021 وسط تشديد السياسة النقدية.
تراجع عملتي البرازيل وروسيا
ولكن منذ يونيو/حزيران الماضي، بات هناك أداء مختلف، حيث انخفضت العملة البرازيلية بنحو 4.5٪، أي أكثر من أي عملة رئيسية أخرى تتبعها بلومبرج.
بحسب "بلومبرج" كانت دورة التشديد سارية المفعول في الأسواق الناشئة قبل وقت طويل من بدء مجلس الاحتياطي الفيدرالي في وضع جدول زمني لتقليص برنامج شراء السندات، وتحدث بشأنه رئيس الاحتياطي النقدي جيروم باول، الجمعة الماضية، بأنه يمكن أن يبدأ في أقرب وقت هذا العام.
وساعدت الزيادات المبكرة بأسعار الفائدة في روسيا والبرازيل على وقف التدفقات من الأسواق الناشئة، على الرغم من أن صانعي السياسة لا يزالون يوازنون بين الحاجة إلى مكافحة التضخم والرغبة في دعم الاقتصادات المتضررة من فيروس كورونا.
وكان البنك المركزي البرازيلي قد رفع سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 325 نقطة أساس هذا العام أي أكثر من معظم أقرانه، وتضع رهانات السوق الآجلة تسعيرًا يعكس تباطؤ في زيادات الأسعار بعد اجتماع سبتمبر.
زفي روسيا، يتوقع المتداولون أن البنك المركزي سيرفع سعره القياسي بنحو 50 نقطة أساس خلال الأشهر الثلاثة المقبلة ، منخفضا من أكثر من 130 نقطة في أوائل يوليو/ تموز.
الاهتمام بعملات أخرى
أصبحت كوريا الجنوبية أول دولة آسيوية كبرى ترفع أسعار الفائدة منذ جائحة كورونا، حيث أقرت زيادة بمقدار 25 نقطة أساس الخميس الماضي.
هذه الخطوة تأتي في ظل تحول التركيز من دعم الاقتصاد إلى كبح فقاعة الأصول المدفوعة بالديون.
وتقول "بلومبرج" إن بولندا وكولومبيا قد يتخذون خطوات مماثلة لكوريا برفع الفائدة، مما يحمي ميزة عائدات عملات هذه الدول ضد الأسعار المتسارعة واحتمال ارتفاع أسعار الفائدة الأمريكية.
ويؤكد ميتول كوتيتشا ، كبير محللي الأسواق الناشئة في آسيا وأوروبا في TD Securities في سنغافورة، إن الوون الكوري يجب أن يعزز قوة بنك كوريا المركزي، مع التحلي بالمرونة الاقتصادية.
وأضاف "من المرجح أن تستمر الأسواق في مطاردة العائدات، مما يعني أن البلدان التي تقدم عوائد حقيقية مرتفعة ستستفيد أكثر من غيرها".
كما يتوقع دويتشه بنك حدوث اهتمام بعملة الزلوتي البولندي، لاسيما أن أداءه كان أقل من أداء عملات المجر وجمهورية التشيك ، اللتين شرعتا في حملات تشديد نقدي قوية لإبقاء التضخم تحت السيطرة.
على صعيد آخر، بدأت المشاعر المتفائلة الجديدة في الظهور أيضا في كولومبيا ، حيث أشار البنك المركزي إلى أنه قد ينضم قريبا إلى الاتجاه الإقليمي لأسعار الفائدة المرتفعة مع تسارع التضخم.
ويرى صانعو السياسة أن الاقتصاد يتوسع بنسبة 7.5٪ هذا العام، وأن السعر الرئيسي للفائدة مرشحا للزيادة بمقدار 75 نقطة أساس هذا العام، من مستوى قياسي منخفض بلغ 1.75٪.
كما أنه من المتوقع أن يرفع البنك المركزي التشيلي سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 50 نقطة أساس.