كيف تقرأ الجانب الخفي وراء كلمات ترامب ؟
يعتبر الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من أكثر الرؤساء الأمريكيين إثارة للجدل بسبب تصريحاته التي قد يتجاوز فيها حدود اللياقة بل والعقل أحيانا
ربما يكون الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب من أكثر الرؤساء الأمريكيين إثارة للجدل بسبب تصريحاته التي قد يتجاوز فيها حدود اللياقة بل والعقل أحيانا، ولكنه بات بين ليلة وضحاها –بشيء من الصعوبة والكثير من المال والكثير والكثير من التصريحات المحيرة- سيد البيت الأبيض، ومن ثم بات عليه أن يتعلم كيف يتحدث وبات على الإعلام أن يحاول فهم المغزي وراء تصريحات السيد أحمر البشرة، أصفر الشعر، لاذع التصريحات.. وهنا جاء دور صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
ففي تقرير نشرته الصحيفة تحت عنوان "كي تعرف الأشياء الأكثر اهتماما لدي دونالد ترامب عليك معرفة الأشياء التي يوجه لها الإهانة"، قال كيفين كوالي إن تغريدات ترامب كثيرا ما أثارت ارتباكا وحيرة لكل من الصحفيين وخصومه السياسيين على حد سواء، فبينما يرى الكثيرون ترامب علي أنه أستاذ ماهر في تشتيت الانتباه وتحويله إلى التفصيلات بعيدا تماما عن مصالحه أو سياساته المقترحة، فإن القراء والمتابعين لحديثة عبر وسائل الإعلام يجدون صعوبة في فهم الهدف الحقيقي وراء كلمات الرئيس الأمريكي.
ويضيف كوالي أنه سعى إلى حل هذا اللغز، وذلك من خلال إخضاع كل تغريدات ترامب خلال العامين الماضيين إلى تحليل عميق للبحث عما وراء الكلمات، مشيرا إلى أنه خلال الـ11 شهرا الماضية قام بالتعاون مع زميلته جاسمين لي بقراءة وتصنيف أكثر من 14 ألف تغريدة، "وما توصلنا إليه كان مثيرا للاهتمام، فقد وجدنا أنه من بين كل 9 تغريدات لترامب هناك إهانة ما، بنسبة 1 : 9 ".
ورغم صعوبة وضع خارطة توضيحية لهذه الأرقام فإن المتابعة أظهرت أن كلمات الرئيس الأمريكي لم تتغير كثيرا منذ انتخابه عن الأسابيع التي سبقت النصر.
وأوضح كوالي في تقريره أنه في البداية كان ترامب يهوى أن يحدد مجموعة من الأعداء الرئيسيين ثم يشرع في مهاجمتهم بحدة إلى أن ينتهي أي خطر أو تهديد يمكن أن يمثلوه له. وكان الهدف لإهانات ترامب المتتالية والمستمرة بلا هوادة هم جيب بوش، وماركو روبيو، وتيد كروز، وهيلاري كلينتون وجميعهم كانوا خصومه في السباق إلي البيت الأبيض.
كما أظهر التحليل أن هناك فيضا دائما من الإهانات يحب ترامب أن يوجهها إلى موضوعات عامة، هذه الإهانات يمكن أن تكون ردا على أسئلة خلال حدث ما، تغطية إعلامية سيئة أو انتقاد لسياساته، هذه الأهداف تتلقى اهتماما قصير المدي مصحوبا ببعض اللكمات، ويستمر الحال لمدة يوم أو اثنين قبل أن يحول الرئيس المنتخب اهتمامه إلى أشياء أخرى، كما ثبت أن الانتخابات لم تغير أي شيء في هذا السياق الهجومي.