بالفيديو: الطفل محمد فرح بطل تحدٍ أعاد القراءة لأمة تقرأ
التحدي الذي حفز 3.5 مليون طالب في أكثر من 30 ألف مدرسة لقراءة 150 مليون كتاب؛ ها هو اليوم يتوج البطل الفائز في حفل في أوبرا دبي ويعيد القراءة لأمة تقرأ.
منذ سنة واحدة، سُئل نائب رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم "لماذا تحدي القراءة الآن"؟ ولم يحتج حاكم دبي إلا إلى هذا الجواب البسيط: "إلى متى"؟
جواب، كان كإشارة انطلاق للتحدي الذي حفز 3.5 مليون طالب في أكثر من 30 ألف مدرسة لقراءة 150 مليون كتاب، وها هو اليوم يتوج البطل الفائز ويعيد القراءة لأمة تقرأ.
الطفل الجزائري محمد عبدالله فرح، ابن سبع سنوات توج، الإثنين، كبطل لهذا التحدي، بعد أن أتم قراءة وتلخيص 50 كتاباً في فترة قصيرة ونال الجائزة الأولى وقيمتها 150 ألف دولار أمريكي.
وجاءت الطالبة الأردنية رؤى حمو في المرتبة الثانية، وولاء البقالي البحرينية في المرتبة الثالثة.
فرح، الطفل الذي أذهل الحضور بكلماته وطريقة الإلقاء ومعلوماته، قال في مقابلة خاصة مع "بوابة العين" إنه "وصل إلى المرتبة الأولى بالمثابرة والقراءة وبذل الجهد المتواصل الذي على كل طالب أن يبذله ليحقق حلمه"، وأكد أن مشروعه المقبل سيكون في حفظ القرآن الكريم كاملاً"، أما حلمه الأكبر فأن يكون عالماً كأهم العلماء العرب".
من إمارة دبي، اختتم هذا المشروع الرائد عامه الأول ودورته الأولى برعاية الشيخ محمد بن راشد، الذي جعل المعرفة والقراءة والتفوق همه وهدفه، وجمع حول مشروعه الملايين من الطلبة والمشرفين والشخصيات، ليؤكد أن كل الأرقام والتقارير التي تدين تدني القراءة في العالم العربي، ستكتب من جديد بحقائق أكثر إشراقاً.
محمد بن راشد: المعرفة سلاح العرب
الشيخ محمد بن راشد الذي أكد أن "القراءة والمعرفة طريقنا الأقصر لاستئناف الحضارة في المنطقة، وأن حفظ لساننا العربي وثقافتنا الإسلامية وهويتنا التاريخية الأصيلة يبدأ من القراءة"، اعتبر أن "الأمة التي تقرأ تنجب أجيالاً تتوارث قيم الخير والتسامح والاعتدال، وتواجه التحديات بالأمل والمثابرة، كما أن الجيل الذي يقرأ هو جيل يبني ويبدع ويتفاعل بإيجابية مع محيطه ومع العالم".
وقال حاكم دبي إن "تحدي القراءة العربي" هو رسالة من الإمارات بأن سلاح العرب كان وسيبقى المعرفة والعلم والفكر المنفتح، لافتاً إلى أن العالم العربي اليوم لا يعيش أزمة قراءة ومعرفة بقدر ما يعيش أزمة حوافز وبيئة إيجابية وعمل مشترك يتعاون فيه المسؤولون والتربويون وأولياء الأمور على تشجيع أطفالنا وطلابنا على استنهاض عزيمتهم وتوسيع مداركهم والإقبال على القراءة والمعرفة بشغف".
الطلاب الثلاثة الذين وقفوا على خشبة المسرح، هنا في أوبرا دبي، سئلوا 3 أسئلة من لجنة التحكيم قبل أن تعلن النتائج، كذلك شارك الحضور الذي ضم أكثر من 1500 شخصية رسمية وثقافية واجتماعية في التصويت، وحسبت نتيجة أصواتهم بنسبة 10 في المئة من النتيجة النهائية.. إجابات الطلاب ومجموع الكتب التي قرأوها تبعث على التفاؤل بالمستقبل. مستقبل معهم هم.. القدوة وهم جيل اليوم وجيل الغد الذي يسهم في صناعة التاريخ العربي المعرفي.
كلمات الشيخ محمد بن راشد، ستبقى عالقة طويلاً في أذهان هؤلاء الطلبة وستحفز الملايين غيرهم على المشاركة؛ إذ قال: "لدينا في بلادنا العربية طاقات هائلة، وعقول متميزة وأجيال واعدة، نراهن عليهم لمستقبل هذه الأمة".
فرح بالمرتبة الأولى ومدرسة الطلائع الأفضل
الطفل الفائز محمد فرح الذي يدرس في مدرسة "زيادي بطو "الابتدائية بمدينة قسنطينة، وصل إلى النهائيات بعدما تفوق على أكثر من 610 آلاف طالب وطالبة شاركوا "بالتحدي على مستوى الجزائر وخاضوا ثلاث مراحل من التصفيات الوطنية.
وفازت مدرسة طلائع الأمل الثانوية من فلسطين بجائزة أفضل مدرسة من أصل 5 مدارس ترشحت للمرحلة الأخيرة في تحدي القراءة العربي، ويبين الإنفوجراف التالي الأفكار التي قادت المدرسة للفوز:
18 بطلاً
محمد فرح ورؤى حمو وولاء البقالي والطلاب الذين وصلوا إلى النهائيات.. فاطمة النعيمي وياسمين سالمي ومها الجار وعصام المحمدي وعهد الأمين وإيمان الهامي ومريم ثلجي وعبدالله الكعبي وجوري العازمي وجودي عبدالله وسارة خالد ومروان حمدي وعالي مزي وإيدوم بيد.. يشكلون 18 بطلاً من أبطال التحدي يستحقون أن نتذكر أسماءهم جيداً، لأنهم أكدوا مقولة الشيخ محمد بن راشد "القراءة تفتح العقول وتوسع المدارك وتزيد الفضول"..
أبطال التحدي الـ18 ليسوا وحدهم من استحق التكريم، بل قدم حفل تحدي القراءة قصصا ملهمة لطلاب تخطوا الصعاب والحالات الخاصة التي لدى كل منهم ليشاركوا في التحدي.. فكوثر حميداني المغربية كشفت عن روح صلبة لا تعرف معنى الاستسلام، هي التي عرفت بإصابتها بسرطان الدم بعد أيام قليلة من مشاركتها في التحدي، ومع ذلك استمرت في المشاركة ووصلت إلى المراحل النهائية في بلدها.
جنا مكرم أبوكامل اللبنانية أكدت أيضاً أن الطموح لا يعرف المستحيل. الطفلة الكفيفة التي تعلمت لغة "البرايل" ومن خلالها تعرفت على روائع الأدب العالمي والعربي، وبالإضافة إلى كونها قارئة نهمة، تنظم جنا الشعر وتكتب القصة القصيرة.. وجاءت مشاركتها في التحدي لتزيدها عزيمة. من جنا وكوثر وغيرهما نتعلم المثابرة ونحلم بـ7 مليون طالب يشاركون في التحدي.. العام المقبل.