شهر القراءة في الإمارات.. مبادرات رائدة لمد جسور المعرفة
تحتفي دولة الإمارات العربية المتحدة في شهر مارس من كل عام بشهر القراءة على مستوى الدولة، عبر مبادرات رائدة لمد جسور المعرفة.
ويأتي ذلك في خطوة تؤكد حرص القيادة الرشيدة على ترسيخ مكانة الإمارات عاصمة للثقافة والمعرفة وإعداد جيل مثقف قادر على حمل لواء المعرفة وقيادة مسيرة التنمية المستدامة في دولة الإمارات.
وقال مسؤولون ومثقفون، في تصريحات لوكالة أنباء الإمارات "وام"، بمناسبة شهر القراءة 2021 الذي ينطلق هذا العام تحت شعار "أسرتي تقرأ" في الأول من مارس المقبل، إن الإمارات تولي القراءة اهتماما كبيرا بهدف إنشاء أجيال قارئة تعزز مكانة الدولة الرائدة في صناعة المحتوى وترسيخ الثقافة والمعرفة.
وقال عبدالله ماجد آل علي، المدير التنفيذي في الأرشيف الوطني، إن القراءة قوة حقيقية للفرد والمجتمع وهي الطريق لبناء أمة ناهضة قادرة على التفاعل مع المستجدات المتسارعة في العالم.
وأكد أن شهر القراءة يعد مبادرة شديدة الأهمية تعكس وعيا بالأولويات الضرورية التي تتكامل مع جهود منسقة أخرى لبناء مجتمع المعرفة وترسيخ الممارسات والعادات التي تدعم تنمية طاقات الموارد البشرية إلى أقصى حد ممكن.
وأشار إلى أن الاستجابة السريعة والعالية من مختلف مؤسسات الدولة أكدت وعيا بأهمية المبادرة، حيث توالت المشروعات والأفكار التي تعزز فرص القراءة وتوفر حوافز ودوافع لدى مختلف الفئات والشرائح لاسيما بين الشباب والأطفال للانخراط في هذه العملية التي لا تلبث أن تصبح عادة يتمسكون بها حين يتبين لهم حجم المتعة والفائدة التي يحصلون عليها بشكل مباشر وما تمنحهم القراءة من مزايا وفرص.
ونوه بأن الأرشيف الوطني يشارك من خلال مبادراته في تحقيق أهداف شهر القراءة حيث ينظم محاضرات وورش عمل للقراءة ويتعاون مع جهات مختلفة في الدولة على تيسير فرص للطلبة والشباب في الاستفادة من المؤلفات والكتب التي يصدرها ويحفز موظفيه من مختلف التخصصات على القراءة من خلال فعاليات متنوعة تُخصص لهذا الغرض.
القراءة عنوان حضارة الأمم
من جهته، قال الدكتور سيف الجابري رئيس اتحاد الأكاديميين العرب، إن القراءة عنوان حضارة الأمم وبها عانق بعضها القمم وسبقت الآخرين وأصبحت بالمعرفة أمة يشار إليها بالبنان وحققت أهدافها وغاياتها من سعادة ورفاهية شعوبها.
وأشار إلى اهتمام دولة الإمارات وحرصها على بذل قصارى جهودها في سبيل تحقيق الإستراتيجية الوطنية للقراءة التي تهدف بالوصول إلى الأجيال التي ستحمل لواء الوطن وتنطلق به إلى الأمام بالمعرفة ومن هذه الغاية كانت المبادرات الكبيرة والمتنوعة مثل إنشاء المكتبات الصغيرة في كل بيت وإقامة مسابقات القراءة والتي أرى الآن أن تشمل حتى الآباء.
ونوه الجابري بأنه علينا أن نتخطى التحديات من خلال استمرار عملية التحصيل العلمي والمعرفي وإطلاق المبادرات وتهدف إلى ترسيخ العلم والمعرفة وتعزيز ثقافة القراءة بين فئات المجتمع كممارسة مستدامة بين فئات المجتمع خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تتناسب مع الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا، حتى نصل إلى تحقيق الهدف الكبير لدولتنا الغالية بالوصول إلى القمة المعرفية كما وصلنا إلى المريخ.
ويتجلى اهتمام دولة الإمارات بالقراءة عبر إطلاق الاستراتيجية الوطنية للقراءة حتى عام 2026 في إطار عام متصل بعام القراءة 2016 الذي أعلن عنه الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وفي ضوء مخرجات خلوة المئة التي دعا إليها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، في ديسمبر 2015 وما تضمّنته من 30 توجّهاً وطنياً رئيساً في قطاعات متعددة وصولا إلى الإعلان عن إنشاء الصندوق الوطني لدعم القراءة بقيمة 100 مليون درهم وتخصيص شهر للقراءة كل عام في دولة الإمارات يقام في شهر مارس.
يأتي ذلك بالإضافة إلى وضع قانون للقراءة وهو الأول من نوعه يتمّ وفقا له تحديد المسؤوليات الوطنية والجهات الوطنية المعنية بتنفيذ الاستراتيجية بهدف تخريج جيل قارئ وترسيخ مكانة دولة الإمارات عاصمةً للمحتوى والثقافة والمعرفة.
"أسرتي تقرأ"
واختارت وزارة الثقافة والشباب الإماراتية شعار "أسرتي تقرأ" لشهر القراءة للعام الحالي 2021 بهدف دعم وتعزيز دور الآباء في غرس حب القراءة لدى الأبناء، وإبراز أهميتها ودورها الكبير في تنمية الطفولة المبكرة وترسيخها ثقافة وعادة مجتمعية دائمة بين أفراد المجتمع وتعزيز دورها محركا ومؤشرا رئيسياً للتماسك والترابط الأسري، والتركيز عليها لغرض المتعة والاستكشاف والإلهام لدى الأطفال في مجتمع دولة الإمارات.
وكشفت إحدى الدراسات العالمية الحديثة، أن مشاركة تجربة القراءة العائلية تعد وسيلة مهمة لزيادة الترابط والتقارب بين الآباء والأبناء وتعزز من مهاراتهم الاجتماعية وتعاطفهم مع المحيطين بهم وتعد طريقة رائعة لمشاركة اللحظات الخاصة، كما أنها تدعم نجاح الطلاب وتزيد من فرص حصولهم على درجات أعلى واجتياز فصولهم الدراسية.
وتتنوع الفعاليات خلال شهر القراءة 2021 بمشاركة المؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة أو المؤسسات التعليمية والثقافية من خلال اطلاق مبادراتها القرائية عام 2021 وبرامجها والتي تسهم في بناء مجتمع قارئ متسلح بالعلم والمعرفة قادر على قيادة مسيرة التنمية في دولة الإمارات، وتشجيع عادات القراءة المبكرة الإيجابية.
بينما تأتي أغلب الفعاليات من خلال منصاتها الرقمية التي تشجع على القراءة الرقمية كبديل عن الفعاليات المصاحبة لهذه المناسبة في سياق الإجراءات الوقائية في ظل جائحة كورونا "كوفيد -19".
aXA6IDMuMTMzLjE0OC43NiA= جزيرة ام اند امز